الوطن

بلمختار يفتح جبهة الصراع مع دروكدال على مناطق النفوذ في الصحراء الكبرى

يخطط للتوغل في جنوب الساحل وغرب إفريقيا لتحويل القاعدة إليها

 

  • ميزاب لـ"الرائد": تشكيل تنظيم إرهابي جديد بالساحل سيدخل المنطقة في دوامة من الفوضى!


بدأ التنافس بين فروع القاعدة يظهر في الأفق بمنطقة الساحل والصحراء الكبرى، ويتجلى ذلك في استعداد جماعات مسلحة كانت تبدي الولاء لفرع القاعدة بالمغرب الإسلامي، للتحالف مع مختار بلمختار زعيم "جماعة المرابطون" الذي أعلن مؤخرا أن انضمامه رسميا للقاعدة الأم التي أسسها أسامة بن لادن. إعلان " بلعور " ولاءه لمبادئ قاعدة "الجهاد" الأولى التي يقودها الظواهري حاليا، يكون القيادي الأسبق في قاعدة المغرب الإسلامي قد أغلق كل الأبواب للتحالف أو العودة لحضن عبد المالك دروكدال أمير التنظيم، في حين، يسعى دروكدال حسب آراء محللين استخباراتيين غربيين، إلى إعادة الانتشار في الساحل وضم فروع في ليبيا وتونس ونيجيريا إليه، من أجل التجند لوقف تمدد داعش نحو الصحراء وشمال إفريقيا. إلى ذلك رأى الخبير الأمني ورئيس اللجنة الجزائرية ـ الإفريقية للسلم والمصالحة أحمد ميزاب، في تصريح لـ"الرائد"، أن تأسيس قاعدة غرب إفريقيا كان نتيجة حراك مكثف بين هذه التنظيمات يعود إلى سنوات طويلة، ورأى المتحدث بأن الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة الآن هو صراع النفوذ الذي سيغرق المنطقة في دوامة من الفوضى، كما أكد المتحدث في سياق متصل أن تشكيل تنظيم مسلح جديد تابع لتنظيم القاعدة بقيادة مختار بلمختار سيغرق المنطقة في الفوضى والانتشار الشامل للإرهاب.
بإعلانه الانضمام للقاعدة بشكل رسمي، يكون بلمختار، أمير المرابطون، قد أنهى الجدل الذي دار منذ أشهر حول دعمه لتنظيم ما يعرف بـ "داعش"، خاصة بعد إعلان سابق للقيادي في جماعة "المرابطون" عدنان أبو وليد الصحراوي الذي أبدى فيه ولاء الجماعة لداعش، وهو ما أظهر للعلن، صراعا كان دفينا بين دروكدال وبلمختار حول زعامة الجماعات الإرهابية ( الجهادية ) في الساحل وشمال افريقيا، وكذا الخلاف بينهما وهيئة الشورى بخصوص الولاء للظواهري أو البغدادي ودعم جماعات مثل جبهة النصرة في سوريا وداعش، وباختفاء بلعور لفترة وورود أخبار عن مقتله في أكثر من مرة، تردد أن هذا الأخير كان يجتمع مع قادة الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي ثم في درنة مع أنصار الشريعة بشقيها الليبي والتونسي، وبقايا الجماعة الليبية المقاتلة لتوحيد العمل الإرهابي ( الجهادي ) تحت راية واحدة، غير أن دخول داعش على الخط وشروعه في تنفيذ أعمال إرهابية وصفت من طرف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بـ " الوحشية"، أخلطت الأمور على بلمختار وبقية القادة، مما اضطره للفرار إلى الجنوب الليبي، حيث تتمركز معظم الجماعات الإرهابية بحسب تقارير استخباراتية فرنسية وأمريكية، ويظهر أيضا من خلال بيان جماعة المرابطين الذي أعلنت فيه ولاءها لتنظيم القاعدة الأم، أن مشروع داعش في المنطقة لن يعرف طريقه إلى التوسع كما هو مخطط له حسب ما أظهرته تقارير مصالح الاستخبارات الغربية وبعض مراكز الدراسات الأمنية، التي سبق وأن أشارت إلى مخطط توسعي يشمل كل من الشرق الأوسط، شمال إفريقيا ووسطها وغربها، فإعلان خالد أبو العباس ( بلمختار ) تمسكه بنهج ( الجهاد العالمي ) وفقا لمبادئ مؤسس القاعدة " أسامة بن لادن " يكون قد أعلن الحرب على داعش، لكن بالمقابل، دخل في صراع زعامة وتمركز مع أمير قاعدة المغرب الإسلامي التي جددت هي الأخرى ولاءها للظواهري، وستشهد منطقة الساحل والصحراء الكبرى وحتى الجنوب الليبي والجنوب التونسي، حسب متابعين لشؤون الجماعات المسلحة، محاولات للتمركز وإعادة الانتشار لهذه الجماعات والبحث عن الولاء تصديا لداعش الممتد في ليبيا، وستحاول جماعة بلمختار التوغل جنوبا بكل من التشاد والنيجر وليبيا، لمواجهة داعش، ومنه ستشهد المنطقة تغييرا في تكتيك الجماعات المسلحة وتوجيه السلاح لبعضها البعض بسبب الاختلاف في المبادئ والأهداف، وقد يساعد هذا الجزائر التي تحارب الإرهاب بمفردها منذ سنوات، كما ستسهل عملية مطاردة هؤلاء عبر الحدود الجزائرية التي تشهد حالة استنفار وتكثيف للقوات المسلحة لمنع أي تسلل لهذه الجماعات. في سياق آخر، سيسعى بلمختار حسب مراقبين، إلى محاولة ضم حركات موالية لتنظيم دروكدال مثل الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا، وحركة أنصار الدين التي يتزعمها إياد غالي، وجماعة بوكو حرام التي تنشط في نيجيريا ووسط إفريقيا، وهذا سيخلق دون شك صراعا مع دروكدال الذي حظي من قبل بولاء هذه الجماعات لتشكيل تحالف موحد لتحويل الصحراء الكبرى وغرب إفريقيا ووسطها لأكبر معقل للإرهابيين (الجهاديين) بدل تمركز نشاط القاعدة في آسيا، ووفقا لتحليلات بعض الخبراء، استنادا لتقارير أمنية، فإن بلمختار يسعى لقيادة التنظيم في أفريقيا بدءا من فرعها الغربي، مستغلا ضعف القاعدة في إفغانستان وباكستان عقب مقتل أسامة بن لادن، كما ذهب ملاحظون للقول أن لدى بلمختار طموحات لقيادة القاعدة وتحويل مركزها إلى إفريقيا.

ميزاب لـ"الرائد": تشكيل تنظيم إرهابي جديد بالساحل سيدخل المنطقة في دوامة من الفوضى!

يرى متابعون للشأن الأمني في الجزائر أن تشكيل تنظيم إرهابي جديد ينتمي للقاعدة في منطقة الساحل بقيادة الإرهابي مختار بلمختار سيدخل المنطقة في دوامة من الفوضى وانتشار شامل للإرهاب، وفي هذا الشأن أكد الخبير والمحلل الأمني أحمد ميزاب في تصريح لـ "الرائد"، أمس، أن تشكيل تنظيم مسلح جديد تابع لتنظيم القاعدة بقيادة مختار بلمختار سيغرق المنطقة في الفوضى والانتشار الشامل للإرهاب. واعتبر المتحدث أن هذا التحول سيفتح مناطق أزمات جديدة وسيدفع بالوتيرة الأمنية من غرب إفريقيا مرورا بالساحل إلى غاية القرن الإفريقي إلى الانفجار، وهو ما يؤكد حسب ذات المتحدث أن القاعدة في المنطقة تسير بوجهين وخارطة الانتشار تنفخ في نار الأزمات، مضيفا أنه أضحى اليوم في المنطقة عدّة تنظيمات إرهابية مثل "بوكو حرام"، "القاعدة"، و"داعش" وكلها مؤشرات توحي إلى أن المنطقة ستعرف تطورا في العمليات الإرهابية يكون لها تداعيات على أمن الجزائر كونها الوحيدة القادرة على مكافحة هذه الجماعات في حال المساس بأمنها.


إلياس. ت/ إكرام. س

من نفس القسم الوطن