الوطن

أدباء مغاربة وجزائريون يدعون لتطبيع العلاقات بين الجزائر والمغرب وينادون بفتح الحدود

من خلال تظاهرة "إقامات الإبداع" التي ترعاها وزارة الثقافة

 

أقدمت مجموعة من الأدباء المغاربة والجزائريين بقسنطينة على هامش انعقاد تظاهرة إقامات الإبداع التي يشرف عليها الشاعر الجزائري بوزيد حرز الله، بإطلاق مبادرة لإنهاء الخلافات السياسية بين الجزائر والمغرب، وأفادت مصادر من القائمين على التظاهرة التي اختتمت منذ أيام والمنظمة في إطار فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، لكن مصادر أخرى قالت أن حضور المغاربة كانت لذات الغرض وهو إعادة المياه إلى مجاريها بين الجارتين الشقيقتين برغم العلاقات المتوترة بينهما منذ حادثة الدار البيضاء واتهام الجزائر بالإرهاب والموقف من القضية الصحراوية. 

وقالت المصادر المقربة من منظمي تظاهرة إقامات الإبداع التي انعقدت في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، أن مجموعة من الشعراء من المقربين من المغرب، شجعوا فكرة توطيد العلاقات والدعوة إلى إنهاء وتبديد العقبات التي تحول دون تطور العلاقات الجزائرية المغربية، وتجسد ذلك من خلال توقيع بيان باسم التظاهرة جاء فيه "لقد كابد المغاربة والجزائريون لعنة الاستعمار، وأبان رجالات الحركة الوطنية في المغرب والجزائر عن الكثير من البطولة في نضالهم المرير من أجر التحرّر. نضالٌ وعى منذ الثورة بأن لا سبيل إلى الحرية والاستقلال خارج خيار التضامن والوحدة بين شعوب المنطقة". وورد في البيان الذي وقعه عديد الأسماء المعروفة في مجال الشعر في الجزائر والمغرب، أنه " إذا كانت السياسة وتقلّباتها قد تجد أكثر من مبرّر لإذكاء الخلافات العابرة، مهما عمّرت طويلا، إلّا أننا نحن الشعراء والأدباء الملتئمين في ليلة الشعر المغربي هنا بقسنطينة، من البلدين، نهتمّ بالأساسي الذي يشكّل وجدان شعوبنا... هذا الأساسي الذي انصهر عبر تاريخ من الكفاح نتشبّث به لرأب صدع حلمنا الجماعي وتجسير الهوة بين بلدينا – ونحن في مدينة الجسور المعلّقة قسنطينة - لترميم مصيرنا المشترك من أجل مستقبل مغاربي موحّد وأكثر إضاءة". ومن بين الشعراء الموقعين على البيان محمد بنطلحة، ياسين عدنان، بوزيد حرز الله، محمد الصالحي، أحمد عبد الكريم، صباح الدبي، إيمان الخطابي، لميس سعيدي، احميدة عياشي، عبد الرزاق بوكبة، عبد السلام يخلف. والمثير في هذا البيان، هو حسب ما قالته مصادر، أن الفكرة بادر بها الأدباء المغاربة المشاركين في التظاهرة، وطرحت فكرة فتح الحدود وتطبيع العلاقات مجددا، وليست المرة الأولى التي يبادر بهكذا فكرة، فالكثير من المرات، حسب متابعين للشأن الثقافي في الجزائر، تم طرح الفكرة من زاوية إنهاء الخلافات بين الجزائر والمغرب، من خلال نقاشات وبيانات كثيرا ما رفعت، فالأدباء لا يتوانون في المبادرة بذلك مع أن خلفية المغاربة قد تبدو مختلفة مقارنة بخلفيات الجزائريين، وتمر تظاهرة إقامات الإبداع بكثير من النقد من طرف بعض الملاحظين، خاصة وأنها تقام في وقت دخلت الحكومة في سياسة التقشف، حيث سجل صرف أموال بالملايير على مثل هذه التظاهرات، ومن خلالها يخرج هؤلاء ببيانات لا تصب في صالح السياسة الخارجية للجزائر، خاصة وأن المغرب هي التي كانت قد اتهمتها بتفجيرات الدار البيضاء، ثم رد الجزائر بغلق الحدود، ليضاف إلى ذلك مشاكل أخرى منها إغراق الجزائر بالمخدرات المغربية، وكذا الانتقادات المستمرة للجزائر من طرف المغرب الذي يتهمها بتعطيل مسار تسوية النزاع مع جبهة البوليساريو. 

إلياس تركي

من نفس القسم الوطن