الوطن

" لا صفة لمرزوق لينصب لنا قواعد أمريكية في تونس ! "

الخبير الأمني التونسي محمد ضيف الله يشدّد على التنسيق الأمني مع الجزائر ويؤكد لـ" الرائد":

 

انضم الخبير الأمني التونسي محمد ضيف الله إلى صفّ لأي تدخل أجنبي في بلادهم ومنها إقامة قواعد أمريكية قيل أن كثير من الشكوك تحوم حولها خاصة مع الرفض الجزائري لها وقال أن الذي وقع المذكرة مع الأمريكيين لا يحمل أي صفة رسمية في الدولة ولا يحق له فرض هذا التهديد على تونس. 

عبر محمد ضيف الله في حديثه مع " الرائد " عن شكوكه حيال القاعدة العسكرية الامريكية المخطط اقامتها في تونس قائلا: "نعود إلى مذكرة التفاهم التي وقعها كل من محسن مرزوق وجون كيري في واشنطن يوم 20 ماي الماضي، لنذكر أساسا بأن مرزوق لا صفة رسمية تخول له التوقيع على مثل تلك الوثيقة، وقبول الأمريكان بذلك يؤكد ما يحوم حول تلك المذكرة من شكوك،" وأضاف قائلا "وما يذهب في نفس الاتجاه هو أنه إلى حد الآن لم يقع الكشف عنها رغم المطالبات الأكيدة بذلك."

وأوضح أنه ومهما  يكن من أمر فإن تونس  ليست بحاجة إلى من يحميها غير أبنائها، وأن الأمريكان لا يحمون إلا مصالحهم القومية هم دون غيرهم، بل وحتى على حساب التونسيين، في سياق متصل دعا الخبير الأمني إلى ضرورة التنسيق مع الجزائر التي تواءم موقفها مع الموقف الشعبي التونسي، وهذا لمواجهة كل أنواع الخطر خاصة في مواجهة الارهاب لما للجزائر من تجربة ناجحة على هذا الصعيد، ثم أيضا لأن هذه الظاهرة عابرة للحدود ولا يمكن لتونس وحدها  أن تواجهها بمفردها أو دون التنسيق الإقليمي مع البلدان المعنية بها. مشيرا أن لا خلاف في هذا الصعيد غير  أن ما ذكرته صحف أمريكية ومن بينها "وول ستريت جورنال" حسبه حول الطلب الذي تقدمت به أمريكا لدول المنطقة من أجل إقامة قاعدة للطائرات بدون طيار في المغرب العربي، جعل الأنظار تتجه إلى تونس تحديدا، باعتبارها أصبحت مؤخرا حليفا رئيسيا لأمريكا من خارج الناتو، وهو ما يخل بالتوازن القديم في المنطقة "ومن هنا نفهم الموقف الجزائري والذي يتلاءم في واقع الأمر مع الرفض الشعبي للتدخل الخارجي وخاصة منه للحضور العسكري، سواء في شكل قاعدة أو حتى دون ذلك".

وعاد المتحدث في سياق ردّه على أسئلتنا إلى الحديث عن العمليتين الإرهابيتين بكل من متحف باردو وأحد فنادق سوسة، والتي قالا فيهما إن الارهابيين  استطاعوا أن يوجهوا ضربة قاسية إلى السياحة كأحد أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد  من حيث التشغيل وجلب العملة الصعبة"لا شك أن تأثير الحادثتين يمتد إلى مجالات أخرى، ذلك أن الحرب على الإرهاب أصبحت تحتل صدارة الأولويات الوطنية بما يتطلبه ذلك من رصد المزيد من الإمكانيات المتواضعة في الأصل، والخشية هنا أن ينعكس ذلك سلبا على ما يمكن أن تبرمج له الدولة من مشاريع تنموية وكذا على واقع الحريات وحتى على عملية الانتقال الديمقراطي برمتها" واضاف قائلا " ولا شك أن مواجهة ظاهرة عابرة للحدود مثل ظاهرة الإرهاب تتطلب التنسيق مع إخوتنا الجزائريين خاصة لما لهم من تجربة ناجحة في الميدان، ثم أيضا لأن الإرهاب لا يهدد تونس فقط وإنما يستهدف الجزائر أيضا إذ أن القوى الاستعمارية ديدنها التدخل في شؤون المنطقة والتحكم في مصيرها وتفتيتها والسيطرة على ثرواتها".

وجدد طلبه في التنسيق مع الجزائر ليس فقط في الجانب الامني لمواجهة الارهاب وإنما يجب أن تمتد أواصر التعاون إلى الجوانب الاقتصادية، من خلال إقامة مشاريع مشتركة على الجانبين من الحدود، بما يسهم على مدى متوسط في تجفيف منابع الإرهاب والمتمثلة في الفقر والبطالة والتهريب والتهميش ويسهم على مدى أبعد في القضاء على الأطماع الخارجية في المنطقة وتأكيد استقلالها وسيادتها.


 

 

أميرة. أ

من نفس القسم الوطن