الوطن

داعش يهدد الحوار السياسي في ليبيا وأطراف تدعو لتدخل عسكري

الأمم المتحدة والجامعة العربية تحذران من تداعيات الوضع على دول الجوار

 

بدأ خطر تنظيم ما يعرف بـ  " داعش" يتمدد في ليبيا، ويظهر من خلال  المجازر التي ارتكبتها عناصره أول أمس في سيرت ودرنة منذ الثلاثاء الماضي، أن التهديد أضحى جديا وقد يمتد إلى دول الجوار حسب تحذيرات الجامعة العربية والبعثة الأممية إلى ليبيا وبعض المراقبين للشأن الليبي، وتزامنت العملية الإرهابية التي راح ضحيتها 12 ليبيا مع انطلاق جولة الحوار السياسي في جنيف برعاية أممية، مما يشكل تهديدا واضحا لإفشال أي تقدم في الحوار من أجل الانتقال السياسي في ليبيا والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن يظهر حسب ملاحظين أن بعض الأطراف في ليبيا مدعومين من جهات عربية وغربية ترفض أي حل خارج العملية العسكرية في ليبيا، وهو ما جعلها تطالب بتدخل عسكري فوري من طرف الجامعة العربية، وهو الحل الذي لا تزال الجزائر ترفضه لما له من تداعيات على استقرار دول الجوار الليبي.

أحدثت عملية " داعش " الدموية في سيرت بعد مقتل 12 مدنيا ليبيا، طوارئ في ليبيا والأمم المتحدة والجامعة العربية، وطلبت الحكومة المؤقتة في طبرق عقد جلسة طارئة على مستوى المندوبين بالجامعة العربية لبحث تطورات الوضع في ليبيا وتداعيات ذلك على العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، وكذا على أمن واستقرار دول الجوار الليبي أهمها مصر، تونس والجزائر، فالتهديد الإرهابي لا يزال قائما، والمواجهات المسلحة متواصلة بين عناصر داعش في سيرت ودرنة وبين ميليشيات مسلحة وسكان المدن الليبية التي يتمركز فيها التنظيم، وطالبت ليبيا دعما عسكريا عربيا لمحاربة الإرهاب، وهو المطلب الذي تحفظت عليه الجزائر مرار لما يشكل من تهديد على استقرار المنطقة. وحسب تقديرات مصادر ليبية فعدد ضحايا العمليات الإرهابية التي تبناها " داعش " في سيرت ودرنة بلغت قرابة 170 ضحية، وهي حصيلة ثقيلة، اعتبرتها الجامعة العربية " مجازر وحشية " ضد المدنيين، وهو ما يستدعي اجتماع عاجل للجامعة العربية لمناقشة الوضع في المنطقة، وترى الجامعة العربية أن التهديدات الإرهابية الحالية سيكون لها تداعيات خطيرة على الوضع في ليبيا على المستوى الأمني والسياسي، وقد يعطل العملية السياسية بأكملها برأي البعثة الأممية إلى ليبيا، وما يقلق الجزائر في كل هذا هو استقرار دول الجوار وشمال إفريقيا ككل، وهذا ما حذر منه أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي الذي قال أن جرائم داعش سيكون لها تأثير سلبي "على مسار العملية السياسية في ليبيا والحوار الجاري تحت رعاية الأمم المتحدة، وكذلك على " مجمل الأوضاع في ليبيا وأمن واستقرار دول الجوار الليبي والمنطقة برمتها".

وكان برناردينيو قد حذر  من خطر داعش  المتزايد والتهديد الذي تشكله هذه الجماعة على وحدة البلاد وعلى جميع الليبيين بغض النظر عن انتماءاتهم، مؤكدة أنه آن الأوان لكي ينبذ الليبيون خلافاتهم ويتضافروا لمواجهة آفة  داعش، كما تتخوف البعثة من تمدد هذا التنظيم في المنطقة مما سيعصف بكل جهودها في التسوية السياسية السلمية للأزمة السياسية، خاصة وأن بعض الأطراف الفاعلة في الساحة الليبية لا تزال تختلف في عدة نقاط ويتهم كل طرف خصمه بتعفين الوضع، ويقتضي الأمر حسب البعثة الأممية التوحد من أجل محاربة الإرهاب، ولا يكون هذا التوحد إلا بالاتفاق على حكومة وفاق وطني. في سياق آخر، يبدو أن بعض الأطراف في ليبيا لا تريد للأزمة أن تحل سلميا، وهو ما جعلها تطالب الأمم المتحدة والعرب بدعم عسكري لإنهاء الإرهاب في ليبيا، وهذا المطلب كانت ولا تزال من وراءه جهات عربية وأخرى غربية وهدفها هو تعكير الوضع الأمني في المنطقة بأكملها بما فيها أمن الجزائر واستقرارها، وهو ما جعل الجزائر ترفض في كل مرة أي حديث عن التدخل العسكري، محذرة من مغبة الإقدام على هكذا خطوة. 

إلياس تركي

من نفس القسم الوطن