الوطن

استمرارالحوار بجنيف وليون يتطلع لاتفاق نهائي في سبتمبر

في وقت أخلط الثّني أوراق الحكومة في طبرق بإعلانه استقالته

 

 

تعتزم البعثة الأممية إلى ليبيا إحراز تقدم في الحوار السياسي الليبي قبل 21 سبتمبر المقبل وهو موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورجح المبعوث الأممي ليون برناردينيو في تصريح له أن يتم الاتفاق بين شركاء الحوار الليبي في الأسبوع الأول من الشهر المقبل على تشكيل حكومة وحدة وطنية والذهاب بها إلى الأمم المتحدة، وأكد ليون أن هيئته ستواصل جلسات المحادثات طيلة الأسابيع الثلاثة المقبلة للتوقيع على الاتفاقية في الفاتح من سبتمبر. 

وقال ليون على هامش انعقاد الجلسة الأولى من الجولة الجديدة للحوار السياسي الليبي أول أمس في جنيف، "إننا سنواصل المفاوضات طوال الأسابيع الثلاثة المقبلة من أجل التوقيع على الاتفاقية بداية سبتمبر القادم"، وأفاد الممثل الخاص لبان كيمون أن الجولة الجديدة للحوار السياسي الليبي في جنيف، أدرجت في جدول أعمالها مسائل واضحة وهي: تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ومسألة مجلس الدولة وتكوين الحكومة، في حين سيولي الاهتمام في المرحلة الأخيرة بدعوة الأحزاب السياسية للمشاركة في بلورة الصورة النهائية كي يكون كل الليبيين ممثلين في العملية السياسية، أما فيما يتعلق بالجماعات المسلحة والميليشيات الموجودة على الأرض من أجل ضمان الأمن، وذلك لضمان الأمن على الأرض مع أي اتفاق يتم التوصل إليه، لكن ليون شدد بالمقابل على ضرورة أن "تكون آراء تلك الجماعات مضمنة في الاتفاق السياسي النهائي"، وأشار المبعوث الأممي إلى أن الأمم المتحدة استمعت إلى جميع الأطراف لمعالجة مخاوفها والأمور التي قد تكون سببًا في تعقيد المشهد، لافتًا إلى أن هذا هو «سبب نجاح الحوار حتى الآن». وقال الوسيط الدولي برناردينو ليون أن من المقرر أن تستمر الجلسات ليومين في جنيف وإن مساهمة المجموعات المسلحة أمر مهم ولكنها تأتي في الأهمية بعد العملية السياسية. هذا وتواصلت جولة الحوار أمس الأربعاء، بعدما وصل جميع وفود الأطراف السياسية الليبية ما عدا الأحزاب. وفي هذا السياق، قال عضو لجنة الحوار عن مجلس النواب أبوبكر بعيرة في تصريحات لوسائل إعلام ليبية، أن أطراف الحوار الوطني كافة شاركوا في هذه الجلسة ما عدا الأحزاب السياسية، التي سيجتمع بها ليون على مائدة الغذاء، ورحّب عضو فريق المستقلين المشاركين في الحوار الليبي بجنيف، فضيل الأمين، بعودة وفد «المؤتمر» إلى طاولة الحوار، واعتبرها خطوة ايجابية في إطار نجاح الحوار " إذا كانت متكللة بروح الالتزام بعدم العودة إلى المقاطعة كأسلوب معطل وغير مفيد"، وقال الأمين، أن حضور أطراف في المؤتمر لجولات الحوار ودعمها للحوار ومخرجاته هو رسالة واضحة على أن الدعم الليبي للحوار ينتشر جغرافيا وديموغرافيا كما ينتشر بين عدد كبير بين التشكيلات المسلحة والمجالس البلدية وقطاعات المجتمع المدني. 

 

الثني يرمي المنشفة والحكومة تنفي استقالته

 

في خطوة أذهلت الجميع، أعلن رئيس الحكومة الليبية في طبرق عبد الله الثني استقالته على الهواء مباشرة أثناء مقابلة تلفزيونية مع قناة ليبية خاصة، حيث قال إنه سيتقدم باستقالته، بعدما واجهته محطة تلفزيونية محلية بأسئلة من مواطنين غاضبين انتقدوا حكومته وقالوا إنها غير فعالة. وقال الثني لقناة "ليبيا"، وهي قناة خاصة في مقابلة بثت في وقت متأخر يوم الثلاثاء، إنه يستقيل رسمياً، وسيقدم استقالته لمجلس النواب يوم الأحد المقبل، وتعتبر حكومة الثني نفسها الحكومة الشرعية في ليبيا والمعترف بها أمميا، بينما ترى الحكومة في طرابلس أنها الشرعية وتتمسك بشرعيتها، لكن الأمم المتحدة تتعامل مع الحكومتين كطرفي نزاع سياسي في ليبيا ودعت كلا منهما إلى الحوار برغم استمرار التراشق بالتصريحات المتهمة لكل طرف، فحكومة طبرق تتهم الميليشيات الموالية لحكومة طرابلس وهي ميليشيات فجر ليبيا بأنها تقوم بأعمال إرهابية، بينما يتهم المؤتمر الوطني العام الذي انبثقت منه حكومة طرابلس، ميليشيات الفريق خليفة حفتر بارتكاب جرائم حرب في بن غازي، وهو الامر الذي جعل المؤتمر يطالب بتنحيته كشرط من شروط قبوله توقيع الاتفاق على تشكيل الحكومة التوافقية، مطالب متضاربة زادت من صعوبة المهمة التي أوكلها الامين العام الاممي بان كيمون لمبعوثه الخاص إلى ليبيا برناردينيو، هذا الاخير يأمل في أن ينجح في إقناع الأطراف السياسية في ليبيا بتوقيع الاتفاق لإنهاء الصراع قبل 21 سبتمبر المقبل وهو موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. 

إلياس تركي 

من نفس القسم الوطن