الوطن

ارتجالية مجلس النواب وشروط المؤتمر تعطل الحل في ليبيا

انطلاق جولة الحوار الليبي بجنيف أمس

 

 

انطلقت أمس بالعاصمة السويسرية جنيف، جولة جديدة من الحوار السياسي الليبي بمشاركة عدة أحزاب ليبية وأطراف ممثلة لمجلس النواب بطبرق والمؤتمر الوطني العام بطرابلس، ويشارك حزب العدالة والبناء في هذه المحادثات، حسب تأكيد رئيسه محمد الصوان، ويطمح المشاركون في التوصل إلى الاتفاق حول شكل الحكومة المقبلة ورئيسها ونائباه، وتختلف أجندة كل طرف مشارك في هذه الجولة، فطموحات مجلس النواب الحصول على رئاسة الحكومة التوافقية التي بدأ التحضير لها منذ أمس، بينما يسعى المؤتمر وهو الخصم الرئيسي للمجلس، في أن تستجيب الأمم المتحدة لشروطها المتضمنة تعديل مسودة الاتفاق قبل التوقيع عليها. 

 دخل الفرقاء الليبيون المشاركون في العملية السياسية في ليبيا أمس في جولة الحوار التي تنعقد بشكل مغلق ليومين، ولم تكشف الأمم المتحدة عن عدد وهوية الوفود المشاركة، لكن مصادر ليبية قالت أن العديد من الأحزاب تلقت دعوات للمشاركة، إلى جانب أحزاب مشكلة لبرلمان طرابلس المعروف باسم " المؤتمر الوطني العام "، وهو الطرف الأكثر تأثيرا في المشهد السياسي الليبي إلى جانب مجلس النواب، وهما طرفان يختلفان في توجهاتهما السياسية، فالمؤتمر ذهب ليعرض عشر ملاحظات على مسودة المشروع السياسي الانتقالي الذي اقترحته الأمم المتحدة، أهمها النظر في منصب القائد العام للجيش ومَن يتولاه، وإعادة النظر في قرارات مجلس النواب السابقة، وطريقة تكوين المجلس الأعلى للدولة وهيكليته، وأيضًا قرارات مجلس النواب بعد تشكيل الحكومة التوافقية، وكيفية مشاركة المجلس الأعلى للدولة فيها، وتفاصيل الترتيبات الأمنية، ورددت مصادر من مجلس النواب بطبرق أن الوفد الممثل للمجلس تنقل بأجندة واضحة أهمها تشكيل حكومة وفاق وطني، وشرع المجلس الثلاثاء في عقد جلسات لاختيار من يرأس الحكومة ونوابه، بينما يخطط لكي يكون الهيئة التشريعية الوحيدة التي لها صلاحية التشريع في ليبيا، بينما هذا الأمر ترفضه الجهة الأخرى بطرابلس، وهو الحائل دون تقدم وتيرة الحوار بين الطرفين. في سياق آخر، كان رئيس حزب العدالة والبناء محمد الصوان قد أعلن مشاركته في جولة الحوار بجنيف معبرا عن أمله " تحقيق مزيد من التوازن في الاتفاق من خلال مناقشة الملاحق وإحداث تعديلات تعمِّق التوافق وتنهي الانقسام"، وقال في تغريدة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه يأمل بأن يلتحق المؤتمر العام (المنتهية ولايته) بجلسات الحوار، و«النجاح في معالجة القضايا الجوهرية الكفيلة بالوصول إلى مرحلة التوقيع النهائي والبدء في تشكيل حكومة الوفاق الوطني القادرة على التصدي للتحديات الخطيرة، التي يمرُّ بها الوطن في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه، وتباشر بتقديم الخدمات الملحة للمواطن الليبي لتخفيف وطأة الصعوبات التي يعانيها طيلة العقود الماضية وتعيد حياته التي تعطلت على كل الأصعدة»، هذا وكان عضو الحوار عن المستقلين، الشريف الوافي، قد أعرب عن مقاطعة جلسات الحوار في جنيف، بحجة أنَّه لم يتسلم جدول الأعمال وعدم معرفته سبب دعوة الأحزاب لجلسات الحوار في جنيف، وقال المتحدث لوسائل إعلام ليبية، الثلاثاء «إنَّ تقديم الأسماء المرشَّحة لرئاسة الحكومة قبل الاطلاع على ملاحق اتفاق الصخيرات، أمرٌ غير صائب". 

إلياس تركي


من نفس القسم الوطن