الوطن

حكاية إبادة الحركى من طرف الجزائر مبالغ فيها

باحث فرنسي في شؤون الحركى


 
قال الصحفي الفرنسي الباحث في التاريخ بيير دووم في حوار أجرته معه صحيفة " لومانيتي " الفرنسية نشر أمس، إنه قام بابحاث حول ما يعرف بالحركى واولئك الذين كانوا مقربين من الاستعمار الفرنسي في الجزائر وبقوا فيها بعد استقلال الجزائر، إن ما يروج له من أن مجازر وعمليات ابادة وقعت في حق هؤلاء هو مجرد كلام زائد، وعن كلمة " حركي " أوضح بيير دووم أن معناه معقد بسبب استعماله في معاني مختلفة، وايضا لأنه ضمّن معنى سلبي في تلك الفترة ( الاستعمارية )، وكان الحركى حسبه كملحق بالجيش الفرنسي جاؤوا من مناطق بائسة واقترح عليهم الجيش زيا رسميا، ولم يكن هؤلاء الحركى جنودا من وجهة نظر ادارية، ولم يشر الصحفي والباحث للملحقيين بالجيش فقط.
بل اشار إلى آخرون مثل القياد والمجندين في الخدمة العسركية، وحراس البلديات، وهناك من يسمون بالمقربين من الفرنسيين من الذين بقوا في الجزائر، وكشف أنه عثر عليهم في الجزائر خلال اجرائه لتحقيق حولهم، فهم يعيشون وسط المجتمع الجزائري، ويعد ملف الحركى ملفا طابو، مشيرا في سياق حديثه عن خلفيات وجود هذا الاسم، أن اليمين المتطرف في فرنسا ظل يعتبر هؤلاء الحركى كحراس وطنيين عكس رؤيته الى اعضاء جيش التحرير الوطني الجزائري الذي كان يراهم ارهابيين ( فلاقة ) حسب تعبير الاستعمار الفرنسي.
 وحسب ما جاء في حديث الصحفي والباحث الفرنسي بيير دووم عن الحركى، فإن الحقيقة أن فرنسا هي من تخلت عنه بدافع عنصري، ونفى ضمنيا ما يروج حتى الآن من أن آلاف الحركى ابيدو من طرف جيش التحرير الجزائري بعد خروج فرنسا في 1962، لكن هذا الصحفي اراد أن يسوق فكرة أن الحركى الذين بقوا في الجزائر وابناؤهم عانوا التهميش داخل المجتمع وعدم الاعتراف، وهو كلام ظل طابو من الطابوهات في الجزائر.
إلياس تركي

من نفس القسم الوطن