الوطن

الجزائر تختار دار الإفتاء المصرية لتكوين مفتي الجمهورية

رغم أنها لم تعد محل توافق وإجماع عند الأمة الإسلامية



  • اللجنة الوطنية للإفتاء ستجتمع في سبتمبر المقبل لاختيار 50 إماما مفتيا
  • 45 وكالة لتأطير موسم الحج وتخصيص موقع إلكتروني يعرّف كل حاج بمكان إقامته بالبقاع المقدسة !

خولة. ب/ أمال. ط
أفرجت الحكومة عن أهم ملف انتظره الجزائريون منذ عهد الوزير بو عبد الله غلام الله  والمتعلق بمفتي الجمهورية،  حيث أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أن اللجنة الوطنية للإفتاء ستجتمع خلال شهر سبتمبر المقبل لاختيار 50 إماما سيتم توزيعهم عبر 48 ولاية واثنان منهم على المستوى المركزي لتولي مهمة الإفتاء، وذلك بعد تكوينهم في دار الإفتاء المصرية، ورغم أن هذه الأخيرة لم تعد محل توافق وإجماع عند الأمة الإسلامية خاصة وأنها أضحت تسير في اتجاه لا يتماشى مع الأمة إلا أن الحكومة قد فصلت في مسألة التعجيل بوضع مفتي للجمهورية كما سبق وأن أشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، وربما هذا التعجيل هو الذي دفع بمصالحه إلى إرسال وفد المعنيين بالإفتاء مستقبلا في الجزائر للتكوين في الأزهر التي تعتبر منارة للعلم والعلماء.
أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أمس أن اللجنة الوطنية للإفتاء ستجتمع خلال شهر سبتمبر المقبل لاختيار 50 إماما سيتم توزيعهم عبر 48 ولاية واثنان منهم على المستوى المركزي لتولي مهمة الإفتاء، وقال الوزير في برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى، أنه تم فتح 50 منصبا لتولي مهمة الإمام المفتي حسب ما ينص عليه القانون الأساسي لمستخدمي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، مشيرا إلى أن الوزارة طلبت من كل ولاية اقتراح ثلاثة أسماء من بين الأئمة المتميزين الذين تتوفر فيهم الشروط اللازمة لهذا المنصب، وأشار إلى أنه تم اختيار دار الإفتاء المصرية لضمان عملية تكوين هؤلاء الأئمة، معلنا عن فتح نقاش على مستوى الوزارة حول إمكانية الاستفادة من خبرة بعض الدول العربية والإسلامية في هذا المجال، وأفاد الوزير أن أساتذة هذه الدول سيقومون بتدريس الوحدات (المواد الدراسية) للأئمة المترشحين لتولي منصب إمام مفتي، فضلا عن استفادتهم من التكوين الجامعي.
وفيما يخص الهيئة الوطنية للإفتاء، أوضح الوزير أنها ستتشكل من الأئمة المفتين وأمناء المجالس العلمية، مضيفا أن الوزارة  "تنتظر التعديل الدستوري المرتقب للتعرف على المنظومة القانونية لهذه الهيئة وتحديد صلاحياتها وكذا صلاحيات المجلس الإسلامي الأعلى".

45 وكالة لتأطير موسم الحج وتخصيص موقع إلكتروني يعرّف كل حاج بمكان إقامته بالبقاع المقدسة !

وفي سياق متصل كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف عن إجراءات جديدة ستميز موسم الحج لهذه السنة تسمح بضمان إقامة مريحة للحجاج الجزائريين من خلال تمكينهم من التعرف على مكان وغرفة إيوائهم قبل توجههم إلى البقاع المقدسة.
وأوضح الوزير أن "تجربة فريدة من نوعها" سيتم إطلاقها خلال موسم الحج الجاري تسمح للحاج الجزائري بالتعرف على العمارة والغرفة التي سيقيم بها من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بموسم الحج وذلك لتفادي القلق الذي ينتابه بسبب جهله مكان إقامته، مضيفا أن الموقع الإلكتروني سيمكن الحاج من أن تكون لديه "صورة واضحة" عن الغرفة التي سيقيم بها وعدد الأسرة، مشيرا إلى أن "ضيوف الرحمان سيقيمون في عمارات كلها قريبة من الحرم المكي".
في السياق، أرجع المتحدث الصعوبات التي تعترض الحجاج إلى ما أسماه بـ"التنازع السلبي في المسؤوليات" نظرا لوجود "فضاءات لا تجد من يتولاها، ولتجنب وقوه مشاكل لدى الحجاج، مشيرا إلى أنّ كل رحلة سيرافقها أربعة مؤطرين، إثنان من الحماية المدنية وطبيب ومرشد ديني, مؤكدا أن تجسيد الإتصالات وتبادل المعلومات بينهم وبين الحجاج سيكون انطلاقا من المطار، كما ذكر الوزير بأن أعضاء بعثة الحج والمؤطرون الذين استفادوا من فترة تكوين يرمي الى تحديد مهام كل طرف خلال موسم الحج, سينهون  تكوينهم غدا الإثنين، كاشفا عن ان هذا الموسم سيؤطر من قبل 45 وكالة سياحية من بينها وكالتان عموميتان.
هذا وأكد الوزير بأن عدد الحجاج الجزائريين سيرتفع ابتداء من الموسم المقبل ليبلغ 40 ألف حاج، كما أكد أن الموسم الجاري سيميزه "حج الكرامة" بحيث أن السلطات السعودية مطالبة بعدم تجاوز 5 حجاج في الغرفة الواحدة، مشيرا إلى أنه لا يعارض "حج الرفاه" الذي يفضله بعض الجزائريين، وتوعد محمد عيسى الوكالات السياحية التي يثبت إخلالها بالتزاماتها اتجاه الحجاج, بإجراءات عقابية.
وفي سياق متصل قال الوزير بأنه قد تم برمجة 9 رحلات جوية إلى البقاع المقدسة إنطلاقا من مطار عين البيضاء بورقلة لنقل الحجاج الميامين الى البقاع المقدسة من قبل شركة الخطوط الجوية الجزائرية،  بحسب ما كشف عنه مؤولون من الشركة، حيث ستضمن هذه الرحلات نقل ما لا يقل عن 2319 حاج وحاجة من ولايات جنوب البلاد (ورقلة وغرداية والوادي وايليزي وتمنراست) بمعدل يتراوح ما بين 253 و260 حاج في كل رحلة على أن تنطلق أول رحلة في 28 أوت الجاري وتتواصل تباعا إلى غاية 7 سبتمبر المقبل  وفقا لما أكده أحمد هارون نائب مدير الإدارة والمالية بذات الشركة .
وخصص لنقل الحجاج طائرات من نوع "ايرباص 330" تابعة للخطوط الجوية الجزائرية تحط جميعها بالمدينة المنورة فيما برمجت رحلات العودة انطلاقا من مطارجدة الدولي باتجاه مطار عين البيضاء (ورقلة) مباشرة ابتداء من 30 سبتمبر وإلى غاية 9 أكتوبر المقبل،وتم  هذا العام الترخيص لثلاث وكالات سياحية معتمدة لمرافقة وضمان التكفل ب 759 حاج من ولايتي الوادي وغرداية بمعدل 253 حاج للرحلة.
وستنطلق عملية بيع التذاكر في غضون الأسبوع المقبل، حيث تم اتخاذ جميع الإجراءات والترتيبات التنظيمية المتعلقة خاصة بتأطير الرحلات والتكفل الصحي والاقامي تحسبا لانطلاق أول رحلة باتجاه المملكة العربية السعودية، بينما تقوم حاليا مديريات الشؤون الدينية والأوقاف بكل ولاية على تنظيم لقاءات تحسيسية تتضمن شروح ودروس نظرية وتطبيقية حول الركن الخامس من أركان الإسلام وشرح الشروط الكاملة لأداء مناسك الحج.

من نفس القسم الوطن