الوطن

ليبيا تجهز نفسها لفتح الحدود استجابة لشروط الجزائر

في انتظار الاتفاق النهائي مع الجزائر




أكدت السلطات الأمنية الليبية رسميا استعدادها لإعادة فتح الحدود البرية الجنوبية مع الجزائر، والأمر يتعلق حسب العقيد مرتضى قائد شرطة مدينة غات الحدودية، بالمعبر القريب من الحدود الجزائرية الذي أغلق شهر ماي 2014 الماضي من طرف السلطات الجزائرية لدواع أمنية، وكانت الجزائر أعلنت منذ حوالي أسبوع نيتها إعادة فتح المعبر الحدودي للسماح لليبيين فقط بالمرور إلى المدن الجزائرية القريبة من الحدود الليبية.
وجاء في تصريح للعقيد مرتضى، أعلى مسؤول أمني في مدينة غات، قوله:" لقد تحادثنا مع السلطات الجزائرية بخصوص إعادة المعبر الحدودي تين القوم، وأخبرونا أنهم تلقوا أمرا من طرف رئيس البلاد من أجل إعادة فتح المعبر لكن فقط لاستقبال الليبيين القادمين إلى التراب الجزائري على متن السيارات مع  اتخاذ التدابير الأمنية الضرورية قبل السماح لأية سيارة بالمرور،"، وتساءل المسؤول الليبي عن سبب منع الجزائريين الدخول إلى الأراضي الليبية، في سياق متصل، أوضح العقيد فتحي شريف المكلف بالمعبر الحدودي تين الكوم، إن بعض التعقيدات التقنية تحول دون استخدام نظام جواز السفر الالكتروني بالمعبر المذكور، وقال إننا مضطرون لاستعمال الطريقة التقليدية، وسنحاول تجاوز كل العقبات والعودة إلى العمل في القريب العاجل، هذا وسبق للجزائر أن أعلنت منذ أيام عن نيتها في فتح الحدود مع الجارة الليبية، بعد غلقها لأزيد من عام على خلفية مخاوف من تسلل الجماعات الإرهابية في ليبيا إلى التراب الجزائري وتنفيذ عمليات ضد مصالح جزائرية، والقرار الجزائري سيدخل حيز التنفيذ خلال ايام بعد انتهاء التحضيرات والترتيبات الأمنية الضرورية للحيلولة دون تسلل متشددين وسط الرعايا الليبيين الراغبين في دخول الجزائر، ويشمل الإجراء فتح ثلاث معابر حدودية مع ليبيا وهي كل من الدبداب بضواحي اليزي، وطارت وعين الكوم، وكان منتظرا أن تعلن السلطات في ليبيا استعدادها من جانبها على فتح المعابر المعلن عنها من طرف الجزائر، وهو ما فعلته سلطات مدينة غات، غير أن هذا الإعلان لغاية الساعة لم يؤكد من طرف السلطات في طرابلس أو في بن غازي، خاصة وأن السلطتين تتنافسان على التحكم في مناطق أكبر من التراب الليبي، مما جعل الجزائر تتوجس وتتعامل بحذر شديد مع مسألة فتح المعابر الحدودية مع ليبيا، خاصة في الأشهر الأخيرة، أين أخذ التهديد الإرهابي شكلا خطير وجديا مع تمدد ما بات يعرف بتنظيم داعش، ومعه فلول القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وأنصار الشريعة التي تتجمع في مناطق صحراوية بالجنوب الليبي حسب ما ذكرته تقارير استخباراتية غربية في أكثر من مناسبة، وأخذت الجزائر على عاتقها تأمين الحدود الجنوبية مع كل من ليبيا ومالي وبعض النقاط الحدودية الجنوبية مع تونس، وتمكنت قوات الجيش الجزائري منذ جانفي الماضي من إجهاض عدة محاولات تسلل لإرهابيين وكذا محاولات إدخال كميات كبيرة من السلاح والذخيرة عبر تمنراست، موريتانيا، وليبيا، وهو ما يؤكد بقاء الخطر محدقا بالجزائر وأمنها.


إلياس تركي

من نفس القسم الوطن