الوطن

مخاوف من فشل جولة الحوار الليبي لعدم مشاركة المؤتمر

تنطلق الاثنين في جنيف السويسرية




تشوب جولة الحوار الليبي المزمع عقدها غدا الاثنين بجنيف السويسرية بعض العراقيل التي قد تعيق تقدم مسار التسوية التي ترعاها الأمم المتحدة، حيث لم يحسم الطرف الهام في المحادثات موقفه بخصوص المشاركة من عدمها، ويتعلق الأمر بالمؤتمر الوطني العام غير المعترف به، ويشترط هذا الأخير إقالة الفريق خليفة حفتر من قيادة الجيش الوطنيّ كأبرز شرط لتشكيل حكومة وفاق وطني والتوقيع على اتفاق السلام الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة.
وأوضح عمر حميدان المتحدث باسم المؤتمر في تصريح صحفي أن قرار المشاركة من عدمها لم يتخذ بعد، ولا تزال هناك مشاورات ونقاش بين النواب للخروج بموقف موحد للرد على دعوة ليون للحوار الذي سيجري في جنيف السويسرية، وقال حميدان أيضا أن اليوم الأحد سيتم مناقشة الأمر والإعلان عن الموقف النهائي، خاصة وأن شروطه التي رفعها للمبعوث الأممي لم تلقى استجابة وتحججت الأمم المتحدة بصعوبة العودة للمسودة التي نوقشت في جولات الجزائر والصغيرات بالمغرب، وتروج مصادر إعلامية معارضة للحكومة في طرابلس لوجود انقسام في الموقف بين أعضاء المؤتمر المنتهية ولايته حول العودة مجدّدا لطاولة المفاوضات التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة، الانقسام تنفيه السلطات في طرابلس وتؤكد أن الموقف موحد بشأن الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة وان المسألة تبقى معقدة فيما يتعلق ببقاء حفتر على رأس الجيش في الترتيبات السياسية لتشكيل الحكومة التوافقية، وأشارت هذه المصادر حسب تقرير نشرته وكالة أخبار ليبيا ( موالية لحكومة طبرق ) أن  المحادثات التي عقدها رئيس البرلمان في الجزائر مع مبعوث الأمم المتحدة لم تسفر عنّ أيّ نتيجة للاتجاه المتشدّد في المؤتمر، بينما ظلّ الداعمون للحوار على موقفهم الأوّل من الدعم، على حدّ قولها، من جانبه، قال حميدان في تصريح نقلته الشرق الأوسط، أنّ الإطاحة بحفتر كانت من بين الموضوعات التي بحثها نوري أبو سهمين رئيس البرلمان السابق لدى لقائه الأسبوع الماضي في الجزائر مع المبعوث الأممي، وبرغم التوقيع بالأحرف الأولى على مسوّدة الاتفاق من طرف الأطراف المشاركة في الحوار وامتناع المؤتمر عن التوقيع، إلا أن مسألة التوافق النهائي على بنود المشروع السياسي الانتقالي في ليبيا تشوبه عراقيل أمنية وسياسية يتسبب فيها أطراف يتحركون بإيعاز من جهات أجنبية عربية وأجنبية، منها مصر، الإمارات، وفرنسا وبريطانيان ولكل هدف من التشويش على تقدم وتيرة الحوار نحو الانفراج، يضاف إلى هذا استمرار تأزم الوضع الأمني بسبب دخول ما يعرف بداعش على الخط وإطلاقه تهديدات متكررة ضد مصالح ليبية وجزائرية وتونسية ومصرية، إلى جانب العمليات المسلحة التي تحدث بين الحين والآخر بين قوات موالية لحكومة طرابلس وأخرى لحكومة طبرق، وتبقى مسألة مشاركة أعضاء المؤتمر الوطني العام في جولة جنيف غدا الاثنين موضوعا يؤرق المبعوث الأممي والأطراف الداعمة للحوار كالجزائر، فعدم المشاركة قد تعني لبرناردينيو الفشل في تحقيق تقدم حقيقي لإنهاء الأزمة في ليبيا، خاصة وأن نفس الشروط التي تقدم بها المؤتمر لا يزال يطالب بتوفيرها كي  يوقع على مسودة الاتفاق، ولا يزال مجلس نواب طبرق يتحجج باستمرار ميليشيات  فجر ليبيا بطرابلس في العاصمة  بالضغط على المؤتمر لعدم التوقيع. هذا وحسب ما أعلن عنه المبعوث الأممي إلى ليبيا ليون برناردينيو في وقت سابق، فإن الحوار سينعقد الاثنين، برغم أن هذه الجولة محكوم عليها بالفشل برأي متابعين للشأن الليبي.  وقال ليون في تصريح صحفي إن هيئته ستواصل جودها من أجل استكمال المباحثات بين الأطراف السياسية لإنهاء الأزمة بشكل نهائي، مؤكدا في سياق متصل أن عملية الحوار أحرزت تقدما كبيرا خاصة بعد تغيير مكان المباحثات من الصخيرات المغربية إلى سويسرا. ودعا مبعوث بان كيمون إلى ليبيا كل الأطراف المشاركة في الحوار إلى مواصلة الجهود لتضييق الخلافات القائمة والتوصل إلى أرضية مشتركة بينهم لأجل تحقيق تسوية سلمية للنزاع السياسي والعسكري بينهم، والجولة التي كانت مقرر بعد عيد الفطر مباشرة تقرر تأجيلها وتغيير مكانها إلى جنيف، بهدف إقناع الطرف الآخر المطعون في شرعيته من طرف حكومة طبرق، الأمر يتعلق بالمؤتمر الوطني العام الذي انبثقت عنه حكومة طرابلس، وقد حاول ليون مرارا منح المؤتمر الوطني المنتهية ولايته الفرصة للعودة إلى طاولة المفاوضات، وكان المؤتمر قد أكد عبر ممثليه في جولة الحوار بالجزائر،تمسكه بملاحظاته في عديد النقاط، وهو الأمر الذي صعب المهمة على المبعوث الاممي الذي صرح أن العودة إلى المسودة المطروحة للنقاش أمر صعب، مطالبا المؤتمر بالعودة إلى الحوار، على أن تتم مناقشة ملاحظاته من خلال الملاحق. 
إلياس تركي

من نفس القسم الوطن