الوطن

شقق للكراء بـ7 آلاف دينار لليلة الواحدة في السواحل الجزائرية

سماسرة يستغلون فرصة نقص الهياكل السياحية للربح السريع


 


تحول كراء المنازل الخاصة في بعض المناطق الساحلية في الجزائر إلى بديل مفروض على المصطافين الذين يرغبون في قضاء عطلتهم داخل الوطن، وذلك بسبب غياب الهياكل والمنشئات القاعدية القادرة على استيعاب السياح الجزائريين، ما جعل أسعار كراء هذه المنازل تقفز لمبالغ خيالية تمثل ضعف التي يدفعها السائح الجزائري في بلدان مجاورة أو حتى بلدان أوروبية.
 ووصلت أسعار كراء شقق بـ 3 غرف في تيبازة وبومرداس إلى 5 آلاف دينار لليلة الواحدة وهو ما يمثل أضعافا مضاعفة بالنسبة لأسعار الكراء في فنادق 5 نجوم في تونس مثلا، وهو ما يمثل ارتفاعا جنونيا في الأسعار عما كانت عليه في سنوات مضت، خاصة وأن قدرة استقبال المنازل الخاصة، أصبحت في السنوات الأخيرة تفوق قدرة استقبال المنشآت الفندقية المتوفرة على الشريط الساحلي، في حين تتيح هذه المنازل أو الشقق التي تعود ملكيتها للأسر هامشا أكبر من الحرية وإمكانية إختيار مواقع التصييف مقارنة بما يتم توفيره من قبل المجمعات الفندقية أو الفنادق التي تعاني من نقص في الخدمات من جهة وانعدام هذه المرافق في بعض الولايات من جهة أخرى. لكن بالمقابل هذه المزايا التي توفرها هذه الشقق الخاصة فإن الأسعار حدث ولا حرج، حيث تتراوح الأسعار المعتمدة من قبل الأسر التي تضع منازلها في خدمة الزبائن من 4000 دج إلى 7000دج لليلة الواحدة في كل من سطاوالي، شراقة، زرالدة وبرج البحري في العاصمة، وبزموري البحري ببمورداس، نفس الأسعار في ولاية تيبازة بداية من مدينة الدواودة البحرية وصولا إلى الداموس وهي الوضعية ذاتها في جيجل، بجاية عنابة، سكيكدة والقالة حسب الإعلانات التي يتم تحديثها يوميا عبر مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي، وقد دخلت عمليات الكراء هذه مجال المضاربة على غرار العديد من النشاطات غير الرسمية والموازية، حسب نوعية المنزل وسعته وموقعه وعدد الشقق المعنية بالإيجار، وحسب قرب الشقق من شاطئ البحر.
•     رغم الغلاء الفاحش... الجزائريون والمغتربون يقبلون على الكراء الخاص

ورغم الغلاء الفاحش لأسعار كراء الشقق الخاصة بالمدن الساحلية إلا أن الإقبال عليها كبير خاصة من طرف المغتربين والجالية الجزائرية التي تفضل قضاء عطلة الصيف في الوطن، والتي تبحث عن مكان هادئ لقضاء العطلة واستغلال الفرصة للاستجمام وقضاء أوقات مريحة بالقرب من العائلة والأقارب وبالتالي لا يهم حسب الكثير من المغتربين أسعار الكراء، وهذا ما جعل السماسرة يغتنمون الفرصة لرفع أسعار الإيجار وكراء سكنات بأثمان خيالية، في الوقت الذي تحبذ فيه العائلات المصطافة قضاء عطلة في مسكن خاص بدلا من الفنادق التي عرفت هي أيضا ارتفاعا في أسعارها على الأقل عند تأجير مسكن تكون العائلات على راحتها.
وفي هذا الصدد أكد أحد صاحب الوكالات العقارية بيتك للإيجار بالعاصمة لـ"الرائد" بأن أغلب الوكالات العقارية تشهد مع بداية فصل الصيف توافد العديد من الزبائن الذين يبحثون عن شقق للكراء لقضاء عطلة الصيف والأسعار تختلف من منطقة إلى أخرى، فعندما تكون المنطقة قريبة من البحر يكون سعرها مرتفعا. في حين أن طابقا بفيلا يتراوح سعر كرائه ما بين 20 مليونا و25 مليونا لمدة شهر والشقق لليوم الواحد ما بين 500 دج و600 دج أي لمدة عشرة أيام يقدر سعر كرائها بـ 50 ألف دج أي 5 ملايين، مضيفا أن الأسعار لا تمثل عائقا أمام الكثيرين الذين يفضلون الراحة وإيجاد المكان المناسب.
•    مساكن فوضوية قريبة من الشواطئ للكراء بـ15 مليون لمدة عشرة أيام!
ظاهرة أخرى برزت خلال السنوات القليلة الماضية هي ظاهرة تأجير وكراء المساكن الفوضوية المتاخمة لشواطئ البحر وقد وصلت أسعار تأجير هذه المساكن إلى 15 مليون سنتيم للشهر الواحد رغم أنها لا توفر الرفاهية ولا الأريحية بسبب طبيعة بنائها، إلا أنها تلقى إقبالا كبيرا من طرف المصطافين الذين يفضلون قضاء عطلتهم في أماكن قريبة من البحر وتلجأ الكثير من العائلات الجزائرية لكراء هذه "البانغالو" مناصفة مع عائلات أخرى من الأقارب أو الأصدقاء من أجل اقتسام المبلغ، حيث يقول صاحب وكالة "بيتك للكراء" في هذا الصدد أن عدوى الكراء انتقلت حتى إلى البنايات الفوضوية حيث يغتنم أصحابها الفرصة لكرائها للمصطافين بسعر يتراوح ما بين 10000 دج و15000 دج لمدة عشرة أيام فقط، مضيفا أن أغلب الزبائن من الجنوب شرعوا في التوجه نحو الشمال لقضاء العطلة على مقربة من شاطئ البحر، وهو ما يعد فرصة لأصحاب هذه السكنات الفوضوية للربح السريع.
س. زموش

من نفس القسم الوطن