الوطن

جبهة العدالة والتنمية تتبرأ من مبادرة" لمّ الشمل "

دوافع المبادرة ومشروعها السياسي لا تزال غائبة وترجيح تشكيل حزب سياسي

 

  • بن خلاف: تشكيلتنا السياسية حاضرة بإطاراتها بصفتهم الشخصية لا الحزبية !


شكل موضوع المشروع السياسي والأطر التنظيمية التي ستكون عليها تركيبة مبادرة" لمّ الشمل " التي أعلن عنها الشيخ عبد الله جاب الله قبل أيام محور اللقاء الذي جمع أعضاء هيئة المتابعة التي انبثقت عن المبادرة وتضم شخصيات سياسية وأخرى حزبية انخرطت في المبادرة، ونقلت مصادر من الهيئة لـ" الرائد" أن اللقاء سمح بوضع إطار تنظيمي لبداية عمل الأطراف التي تؤمن بمشروع لمّ الشمل المعلن عنه، ورجحت هذه الأطراف  بأن أغلب المقترحات تصب في خانة تأسيس حزب سياسي جديد يضاف إلى التيار الإسلامي في صورة تعطي الانطباع بأن القوى السياسية ذات التوجه الإسلامية قد بدأت تحشد نفسها لاستحقاقات رئاسية قادمة من خلال البحث عن تركيبة سياسية تضم الشخصيات الحزبية ذات التوجه الإسلامي في ظل غياب تيار قوي يمكنه أن يكون قائدا لهذا المشروع.
إلى ذلك بدأت حالة من الانشقاقات داخل جبهة العدالة والتنمية على قيادات الحزب بسبب ارتباط المبادرة بالحزب ومشروعه السياسي وهذا ما عجل بتوضيح الرؤية من قبل رئيس الحركة الشيخ عبد الله جاب الله الذي أكد على أن مشروع" لمّ الشمل " غير مرتبط بجبهة العدالة والتنمية وإنما بعض إطاراته وقياداته المنخرطة فيه بصفة شخصية لا الحزبية، وهو ما أكده القيادي في الحزب لخضر بن خلاف في تصريح لـ" الرائد" أمس حيث قال بأن المبادرة لا تعني جبهة العدالة والتنمية كحزب سياسي بل هي مرتبطة فقط بقيادات وإطارات من الحزب شاركوا في المبادرة بصفتهم الشخصية لا المعنوية كتشكيلة سياسية، وشدد المتحدث في سياق متصل التأكيد على أن بيان الإعلان عن المبادرة أو ما يعرف بـ" نداء لمّ الشمل " لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد لجبهة العدالة والتنمية، وأوضح يقول: " صحيح أن المبادرة تم الإعلان عنها بمقر حزبنا، ومن قبل بعض الإطارات وقيادات الحزب التي كانت حاضرة يوم الإعلان عنها" ولكن ذلك مردّه سببان الأول لخصه المتحدث في كون الحصول على ترخيص للإعلان عن النشاط الحزبي في مكان آخر غير مقر جبهة العدالة والتنمية التي تعد حزبا سياسيا معتمدا من بين الأطراف المشاركة في المبادرة كقيادات وشخصيات صعبا بالنظر إلى التضييق الموجود على النشاطات الحزبية لقوى المعارضة وكان خيار عقد اللقاء بمقر الحزب المناسب والأفضل في مثل هذه الظروف، ثانيا وهو الأهم أن هناك إطارات من الحزب كانت قد شاركت وعملت طوال الأشهر الماضية في التحضير لهذه المبادرة سواء داخل الحزب أو في أماكن أخرى من أجل بلورة المشروع لذلك حاول البعض ربط المبادرة بجبهة العدالة والتنمية.
وفي سياق متصل أشار بن خلاف بأن مبادرة لمّ الشمل تضم قيادات وإطارات وشخصيات سياسية وأخرى حزبية وقد أسست هيئة متابعة وهي تعمل في إطار خاص تحضيرا للمشروع السياسي الذي أعلنت عنه منذ فترة، وكل البيانات أو التصريحات التي ستصدر عن هذه الهيئة هو أمر مرتبط بها لا بالعدالة والتنمية كحزب سياسي، كما أكد المتحدث على أن إطارات الحزب وقياداته ممن انخرطوا في المبادرة كل نشاطاتهم تبقى منوطة بالمبادرة لا بالحزب.
وفي رده على سؤال حول ربط بعض الأشخاص والأحزاب المبادرة بشخص عبد الله جاب الله أو بجبهة العدالة التي يرأسها قال محدثنا بأن" جبهة العدالة والتنمية  ليست لها أي علاقة بمبادرة لمّ الشمل كحزب سياسي، وكل ما في الموضوع أنها مبادرة ارتبطت وشارك فيها قيادات حزبية بصفتهم الشخصية لا الحزبية"، وأضاف يقول:" هي مبادرة متعلقة بالأشخاص في جبهة العدالة والتنمية وليس بالحزب  كهيئة سياسية ".

بولحية: مبادرتنا تختلف عن ما هو مطروح الآن في المشهد السياسي اليوم !

رئيس حركة الإصلاح الوطني الأسبق، محمد بولحية الذي كان قد اعتزل العمل السياسي منذ استقالته في عام 2009، عادّ بمبادرة لمّ الشمل بين القوى السياسية والشخصيات الوطنية المحسوبة على التيار الإسلامي أو تلك التي تؤمن بالمشروع الإسلامي في العمل السياسي، قال في تصريح سابق بأن الخطوط العريضة التي تتمحور حولها مبادرة" لمّ الشمل " أو كما يسميه بـ" مشروع لمّ الشمل "، يختلف عن المبادرات والمشاريع المطروحة اليوم في المشهد السياسي العام، وذلك لكون المبادرة وحسب بيانها ترتكز في الأساس على رؤية القوى السياسية المحسوبة على التيار الإسلامي للتغيير أو لفكرة بناء الوطن، ورفض المتحدث إقصاء أي طرف أو تشكيلة سياسية من الانخراط في المبادرة ضمن إطارها العام.
وأشار المتحدث في سياق متصل بالمبادرة بأن الهدف منها" البحث عن أسس واضحة المعالم حول بناء التغيير من وجهة نظر هذا التيار"، مؤكدا على أن الفاعلين في المبادرة بصفة عامة يرحبون بأي مبادرات أو مشاريع عمل حول هذه الأسس من أي طرف كان أو جهة، شرط أن تكون هذه التوجهات ضمن الإطار العام للمبادرة التي تتمحور حول" المشروع الإسلامي في العمل السياسي "، من منطلق أن التيار الإسلامي اليوم مشتت بالرغم من تعدد الأحزاب والتيارات السياسية المتواجدة اليوم في المشهد السياسي العام بالجزائر، وركز المتحدث في تصريحاته على التأكيد على أن الأهم بالنسبة إلى أصحاب مبادرة" لمّ الشمل " حشدّ أكبر عدد ممكن من التيارات السياسية أو الشخصيات الحزبية المحسوبة على هذا القطب خاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها الجزائر، ورفض المتحدث التطرق إلى هذه الظروف أو التأكيد على أن المبادرة هي مشروع مرتبط باستحقاقات سياسية قادمة قد تشهدها الجزائر.

حزب سياسي في الأفق  الدوافع "الخفية" في المبادرة !
كشفت مصادر مطلعة على ملف مبادرة" لمّ الشمل "، على أنّ تفكير القيادات المؤسسة للمبادرة يرتكز في الأساس حول فكرة تأسيس حزب سياسي جديد يضم أغلب التيارات السياسية المحسوبة على التيار الإسلامي، تحضيرا للاستحقاقات السياسية القادمة في الجزائر، قد تكون الرئاسيات القادمة أحد أهم أهدافها بالإضافة إلى التشريعيات المرتقبة قبل ذلك، وتهدف الخطوة حسب نفس المصادر إلى استغلال حالة الشغور التي تعرفها الأحزاب السياسية ذات التوجه الإسلامي حول "الشخصية الرمز " التي يمكنها أن تقود مشروع الإسلاميين بشكل عام، ويبدو أن حالة الصراعات الداخلية التي تميز أحد أهم الأحزاب السياسية المحسوبة على التيار الإسلامي" حمس " هي التي عجلت بخروج المبادرة إلى الواجهة وهو ما دفع برئيس الحركة السابق أبو جرّة سلطاني إلى انتقاد الفكرة ورفضها خاصة وأن هذا الأخير يقود مبادرة داخل حركة مجتمع السلم تهدف إلى إعادته إلى منصب رئيس الحركة.


خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن