الوطن

جمعيات وشخصيات تضغط على حكومة باريس لإرغامها على المطالبة بقيمة العلاج من الجزائر

بعد أن أعاد اليمين المتطرف الجدل حول فواتير العلاج بالمستشفيات الفرنسية

 

 

تعتزم الجزائر تسديد ديونها إلى فرنسا المتعلقة بعلاج الجزائريين في المستشفيات الفرنسية خلال الأربع سنوات الأخيرة، والمقدرة بـ31.6 مليون أورو، وذلك على خلفية عودة الجدل في فرنسا حول المتهربين من تسديد فواتير العلاج، وضغط اليمين المتطرف على الحكومة الفرنسية لإجبارها على مطالبة الدول المعنية بالديون بالتسديد وفي مقدمتها الجزائر. 

طالبت فرنسا الجزائر بتسديد الفواتير المترتبة عن العلاج في المستشفيات الفرنسية، بعد ارتفاع المبلغ الذي وصل إلى 31.6 مليون أورو، بعدما عاد الجدل مجددا على الساحة الفرنسية، حول تهرب الدول من تسديد ديونها، وضغط اليمين المتطرف وعدد من الجمعيات الطبية على حكومة فرنسا، التي طالبتها بضرورة استرجاع الأموال التي اعتبرتها حقا للفرنسيين دون غيرهم، بحسب ما نشرته مواقع إعلامية فرنسية. 

وقال الإعلام الفرنسي بحسب "لاديباش"، "جيم"، "شالنجز" وغيرها، أن المسألة ظهرت إلى العلن مجددا بعدما كشفت مصادر طبية من باريس عن ارتفاع الديون إلى 118.6 مليون أورو، معلقا بأن أغلب الدول المتهربة من تسديد فواتير العلاج هي دول "غنية"، وقادرة على ذلك، الأمر الذي أثار استنكار العديد من الفرنسيين بما فيهم الإعلاميون، الذين أعابوا على حكومة بلادهم صمتها إزاء هذه الظاهرة، خصوصا في ظل الضيق المالي والاقتصادي الذي تعيشه البلاد، موضحين بأن الفرنسيين أولى بتلك الأموال وعلى فرنسا استرجاعها بصورة عاجلة، بينما دعا اليمين المتطرف إلى وضع حد للنزيف، من خلال إجبار المرضى بمن فيهم الرؤساء والمماليك والمسؤولون الكبار على دفع مستحقات العلاج قبل مغادرة المستشفى. 

وتناولت المواقع الإعلامية الفرنسية مجددا، قائمة الدول المعنية بالديون، والتي وصفتها بالدول الغنية، حيث ترأست الجزائر القائمة، والمطالبة بتسديد 31.6 مليون أورو بعدها المغرب بـ 11 مليون أورو، الولايات المتحدة الأمريكية بـ5.7 مليون أورو، بلجيكا بـ4.9 مليون أورو، تونس بـ4.7 مليون أورو، وإيطاليا بـ4.1 مليون أورو، وتتعلق هذه الديون بالفترة الممتدة ما بين 2010 و2014، وأضاف الموقع أن مستحقات العلاج ارتفعت بنسبة 9.8 بالمائة وأن أكبر الدول المستفيدة في 2014 هي الجزائر، الكويت وإيطاليا. 

وكانت تصريحات مصادر طبية للإعلام الفرنسي، والتي كشفت عن ديون الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، القطرة التي أفاضت الكأس، خصوصا وأن المملكة العربية السعودية من بين الدول الغنية القادرة على تسديد ديونها، لتبرز بذلك باقي الدول بما فيها الجزائر، كما برزت في المقابل أصوات معارضة لهذه الظاهرة والتي طالبت الحكومة الفرنسية بوضع حد لها وإرغام الدول على تسديد ديونها في أقرب وقت ممكن، مشيرة إلى أن تسديد قيمة العلاج لا علاقة لها بروابط الصداقة والمحبة التي تجمع فرنسا بدول العالم. 

أميرة. أ

من نفس القسم الوطن