الوطن

أربع حركات مسلحة بشمال مالي تعرقل عملية تطبيق اتفاق الجزائر

تصر على تعطيل عمل اللجنة المتابعة للملف بسبب خلافات فيما بينها

 

 

تراوح عملية السلام في مالي مكانها، ولا تزال مظاهر العنف قائمة في بعض مدن شمال مالي منها غاو وتمبكتووكيدال التي تحدث بها عمليات مسلحة حتى الآن، وتتحدث مصادر على صلة بالملف، أن تطبيق بنود "اتفاق الجزائر" الموقع في ماي الماضي يعرف بطئا شديدا بسبب ما أسمته السلطات في مالي إصرار الحركات المسلحة على تعطيل عملية السلام في البلاد، وحتى الآن لم تُشكل لجنة متابعة عملية تطبيق الاتفاق. 

وتتهم مصادر مسؤولة بمالي الحركات المسلحة بعرقلة تشكيل اللجنة التي تسهر على تطبيق اتفاق الجزائر، والأمر هنا يتعلق بالحركات الأزوادية التي توصف بالمتمردة، حيث لا تزال الخلافات بينها تعيق الاتفاق على من يمثلها في لجنة المتابعة، وعددت هذه المصادر أربعة حركات من بين الحركات الأزوادية، التي تقف حائلا دون تجميد عملية تنصيب اللجنة، وكشفت تقارير إعلامية مالية، أن المشاورات من أجل تذليل العقبات بخصوص وضع حيز العمل لجنة المتابعة لاتفاق السلام المنبثق عن المشاورات التي احتضنتها الجزائر على مدار عدة جولات جمعت فيها أطراف الصراع، وجاء في تقرير لمجلة جون أفريك الفرنسية، قال مصدر من محيط الوساطة الدولية في أزمة مالي متابع للملف، كان ليشرع في تطبيق اتفاق الجزائر لو تم تبني القانون الداخلي، والتمويل، ورزنامة تطبيق الاتفاق في 21 جويلية الماضي، لكن الحركات الأربعة غير المعترف بها قانونا، هي التي عرقلت ذلك، وهذه الحركات حسب المجلة، الجبهة الشعبية لأزواد وقائدها حسان أغ المهدي، وهناك أيضا الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي تشترط أن تؤول إليها قيادة الجيش في المنطقة، حيث تطالب بالإشراف على جيش من المسلحين يفوق عددهم 2000 جندي، 60 في المئة منهم جنود سابقون في الجيش المالي متمركزون في غاو وتمبكتو، ومن بين الحركات الأربعة هناك أيضا الحركة القومية لإنقاذ شعب أزواد التي تضم في صفوفها حوالي 300 مسلح وتتموقع على الحدود الموريتانية المالية، وهناك ائتلاف شعب أزواد، وقد وضع أعضاء ما يسمى " الأرضية " وكذا تنسيقية حركات أزواد، رفعوا الفيتو في وجه تطبيق الاتفاق، ويرفضون لحد الساعة الانضمام لعملية السلام. وكانت لجنة متابعة تطبيق الاتفاق قد اجتمعت ثلاث مرات دون تمكنها من وضع حيز التطبيق كل ميكانزماتها العملية، منها القانون الداخلي والميزانية والرزنامة التي من خلالها يتم تفعيل اتفاق الجزائر وتطبيق بنوده. 

إلياس تركي

من نفس القسم الوطن