الوطن
جاب الله في مهمة لمّ شمل التيار الإسلامي من جديد !
اللقاء قاطعته حركة" الإصلاح " و"النهضة "
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 أوت 2015
- صالحي: الخطوة تهدف لإعادة تجميع نشطاء التيار السياسي ذو التوجه الإسلامي
أطلق أمس، زعيم التيار السياسي الإسلامي في الجزائر، الشيخ عبد الله جاب الله، مبادرة لمّ شمل التيار الإسلامي من جديد في خطوة تهدف إلى فتح قنوات الحوار والتشاور بين هؤلاء، حول الوضع السياسي والاجتماعي الراهن الذي تعرفه الجزائر من وجهة نظر هؤلاء، ولا تعد هذه الخطوة الأولى التي يقوم بها الشيخ عبد الله جاب الله ولكن الظروف السياسية التي تعيشها الجزائر اليوم تختلف عن سابقيها كما أن هناك تكتلات سياسية متعددة تشهدها الساحة السياسية الوطنية من شأنها جميعا أن تؤثر على هذه المبادرة التي ولدت بإشهار أطراف عديدة لبطاقات الرفض في وجهها في مقدمة هؤلاء الأحزاب السياسية والشخصيات التي سبق لها وأن تعاملت مع جاب الله في تجار حزبية سابقة أسسها بداية من النهضة وصولا إلى حركة الإصلاح الوطني، بينما كان لقاء أمس أين أعلن عن الخطوط العريضة للمبادرة فرصة ليردّ جاب الله على كل الأصوات المشككة في بقاء حزبه ضمن تيار المعارضة" التنسيقية " حيث قال بأن لا خلافات ولا انشقاقات داخل القطب في صورة أعطت الانطباع بأن الرجل لا يريد اليوم أن يفتح على نفس باب صراع جديد.
أعلن زعيم جبهة "العدالة والتنمية"، الشيخ عبد الله جاب الله أمس رسميا بالعاصمة، عن ميلاد مبادرة سياسية تهدف إلى لم الشمل، بين الأحزاب والشخصيات ذات التوجه الإسلامي من الفاعلين السياسيين، أغلبها تلك التي سبق لها وأن نشطت مع الشيخ في
أحزاب سابقة أسسها في التسعينات، وأكد عبد الله جاب الله في كلمة له أمام المشاركين في هذا اللقاء أن تدخله سيكون بصفته الشخصية بعيدا عن صفته الحزبية وأن مساعي إطلاق هذه المبادرة هي لأفراد وليس لتنظيمات أو أحزاب سياسية مقرا في ذات الوقت أن مساعي التنظيمات والأحزاب في مثل هذه المبادرات عرفت الفشل، وبعد أن أوضح أن هذه المبادرة جاءت امتدادا للمبادرات المماثلة التي عرفتها الجزائر منذ السبعينات من القرن الماضي ولم تكلل بالنجاح أكد أن هذه المبادرة الجديدة لم تأت كمسعى لتحقيق الزعامة كما أنها ليست دعوة حزبية بل هي دعوة مجردة من كل هذه الاعتبارات وتسعى للتحسيس من أجل التعاون في تشخيص الواقع وخدمة المستقبل.
هذا وأكد المتحدث أن خدمة مستقبل الوطن والأمة لا يمكن تحقيقه إلا بفضل إرساء حوار في المسائل الفكرية والتصورية حول معالم الحركة بالإضافة إلى التفكير في الشكل التنظيمي لتمكين التيار الإسلامي هذه المرة من أن يجد لنفسه أمثل الصيغ الهيكلية والتنظيمية لخدمة الأهداف المراد الوصول لها، وحسب البيان الذي تلي على الحاضرين في بداية اللقاء المعلن لميلاد المشروع فان هذه المبادرة التي لا تقصى أحدا تتوجه لجميع من يلتزم نهج أهل السنة والجماعة عقيدة وفقها وسلوكا كما أنها تدعو لنبذ الفرقة والاختلاف وإيثار الوحدة والائتلاف.
هذا وقد أشار صاحب المبادرة محمد صالحي، إن هذه الخطوة تستهدف إعادة تجميع القوى والنشطاء السياسيين المحسوبين على التيار الإسلامي الذين حصلت بينهم انشقاقات في وقت سابق لظروف سياسية عامة، بدوره قال أوضح الأمين العام السابق لحركة الإصلاح الوطني ، محمد بولحية، أن الفكرة وردت منذ فترة وتم تداولها والإعلان عنها اليوم، لافتاً إلى أنها مبادرة تستهدف تجميع القوى وتوحيد الصفوف والمواقف.
في حين أبدت كل من حركة النهضة بقياداتها وحركة الإصلاح الوطني بتركيبتها الحالية رفض هذه الخطوة، حتى قبل الإعلان عنها بشكل رسمي أمس، ولا يتوقع مراقبون نجاح هذه المبادرة بالنظر للظروف السياسية التي تعيشها الأحزاب الوطنية اليوم خاصة وأن أغلبها تكتل قبل الرئاسيات الماضية ضمن أقطاب وأصبح من الصعب مواكبة ما تحقق من أجندات عمل جديدة قد تهدم كل المبادرات السابقة وتعطي فرصة أمام السلطة للقضاء على وحدة معارضيها، ويرى مراقبون بأن محاولة الترويج لقطب سياسي جديد في هذا الوقت سيكون له تأثير كبير على هيئة التشاور والتنسيقية الذين يعتبران الآن أحد أهم أقطاب المعارضة السياسية في الجزائر، خاصة وأن لقاء أمس كان دون التطرق للمشروع السياسي ولا المبادئ التي يرتكز عليها العمل داخل القطب.
خولة بوشويشي