الوطن
حركة النهضة:لن يكون في الجزائر تحوّل ديمقراطي في غياب الشرعية الشعبية
دعت إلى اعتماد حوار"جادّ" كخيار استراتيجي لحل الأزمات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 جولية 2015
أكدت حركة النهضة أنه لا يمكن أن يكون هناك تحول ديمقراطي في ظل وجود شرعية ثورية تستمد منها السلطة شرعيتها بديلا عن الإرادة الشعبية المغيبة، جاء ذلك في ختام جامعتها الصيفية في طبعتها التاسعة والتي حملت شعار التحول الديمقراطي آفاق ورهانات كأرضية للنقاش للإطارات الحاضرة بمعية الشخصيات السياسية والفكرية والخبراء المختصين.
قال الأمين العام للحركة محمد ذويبي في كلمته الاختتاميةأمام الحاضرين أمس، أن النظام السياسي الحاكم اليوم أصبح يقوم بعرقلة كل الجهود الرامية إلى خلق بيئة سليمة للحوار الجاد، وقالأنالجزائريين اليوم ليس لهم خيار سوى الجلوس على طاولة الحوار كخيار استراتيجي وليس تكتيكي لربح الوقت بدل التصادم والتناطح وإنهاك قدرات البلاد البشرية والمادية وضياع ما تبقى من السيادة والتجرد من الأنانية والذاتية كأفراد وجماعات وتغليب المصلحة العليا للبلاد. وقال على السلطة أن تدرك هذه الحقيقة وهي واهمة أن أوهمت نفسها على أنها على مايرام في تسيير الشأن البلاد وأنها تتحكم في كل شيء وأنها تفعل ما تريد،مشيرا أن تسيير دولة عظيمة بعقلية وثقافة الدوار والتاغننت...ستكون نهايتها وخيمة قائلا: " فالجزائر يوميا تغرق في وحل الفساد ويتبعه فشل في جل مناحي التنمية الشاملة وتدهور أمنى داخلي".
بالمقابلأكدت حركة النهضة من خلال التوصيات التي خرجت بها الندوات المتخصصةحول التحول الديمقراطي في الجامعة الصيفية أن أي تحول ديمقراطي لا تقوده النخب السياسية الفاعلة وترشده سيكون مآله الفشل وهي دعوة للنخب الجزائرية إلى التعاطي الإيجابي والإسهام في بناء الجزائر وعدم الخضوع لحالة اليأس والإحباط للوضع العام، مشيرةأن شروطه ومراحله وملامحه لا تستوجب وفق منظومة القيم والتي تفضي إلى نظام حكم ديمقراطي حقيقي بعيد عن الهزات سيكون مآله الفشل.
كما أشارت التشكيلة السياسية إلى أنه لا تحول ديمقراطي ما لم يكن الإعلام يلعب دورا أساسيا فيه برفع القيود عنه وعدم توظيفه للبقاء في السلطة وتدليس الحقائق وقطع التواصل مع المجتمع وتشويه الفعل السياسي، وأن تحقيقالتحول الديمقراطيلن يتم دون تنمية شاملة في بعده الاجتماعي والاقتصادي وأنهيقتضي بيئة حاضنة له بالتربية بثقافةالديمقراطية التي تبعد منطق التصادم وتحيي روح التنافس والتوافق في ظل احترام الرأي والرأي الآخر.
كما دعا الحزب إلى اعتماد مبدأ الحوار الهادف والجاد كخيار استراتيجي لحل كل الأزمات وتقريب وجهات النظر وتذليل الصعاب بدل لغة التصادم والتي تنهك البلاد،وكذا اعتماد مبدأ التوافق والتشاركية كخيار استراتيجي للوصول إلى نظام حكم ديمقراطي يحمي البلاد من الاستنزاف الداخلي ويحقق الاستقرار وبناء مؤسسات دولة وفق قواعد سليمة مع احترام إرادة الأغلبية دون تغول أو استبداد وضمان حقوق الأقلية ومكونات المجتمع.
مضيفا أنه لا يمكن أن يكون هناك تحول ديمقراطي في ظل وجود شرعية ثورية تستمد منها السلطة شرعيتها بديلا عن الإرادة الشعبية المغيبة.
أمال. ط