الوطن
تعثر الانضمام لـ "الأو أم سي" سببه "نظام مصرفي بدائي" وليس منصب وزارة التجارة
المحلل الاقتصادي والمالي الدكتور سليمان ناصر لـ"الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 جولية 2015
يري المحلل الاقتصادي والمالي سليمان ناصر أن تغيير 3 وزراء بقطاع التجارة منذ أخر جولة للمفاوضات حول انضمام الجزائر لمنظمة التجارة العالمية خطأ وقعت فيه السلطات العليا في البلاد حيث أكد سليمان أن المشكل لا يكمن في الأشخاص أو المسؤولين وانما في المنظومة التجارية للجزائر ككل.
وقال سليمان في اتصال هاتفي مع الرائد " حتي وأن غيروا منصب وزير التجارة 10 مرات في غضون سنة فأن الجزائر لن تستطيع الانضمام لمنظمة التجارة العالمية " وبرر الدكتور سليمان ذلك بالقول أن الجزائر تملك نظام مصرفي بدائي يعد من بين أكثر الأنظمة المصرفية تخلفا فمنذ التسعينيات لم تستطع لا وزارة التجارة ولا وزارة المالية أتخاذ قرارات مهمة من أجل تطوير هذا النظام الذي يعد من بين الأساسيات التي تحكم أي اقتصاد متطور زد إلى ذلك يضيف سليمان ناصر فأن امتلاك الجزائر لسوق صرف رسمي وسق صرف موازي جعلها تتأخر في المفاوضات خاصة وأن من بين شروط المنظمة أن تكون كل القنوات المصرفية رسمية وتحت رقابة الدولة بالإضافة إلى مشكل ثالث يراه سليمان حاجز أمام انضمام الجزائر لمنظمة التجارة العالمية وهو الأسواق الموزاية والتي لم ينجح أي وزير من الوزراء الذي تعاقبوا على قطاع التجارة في وضع حل لها حيث تدير هذه الأسواق -حسب الدكتور سليمان ناصر- حجم هائل من العملة الوطنية في قنوات غير رسمية، مؤكدا أن كل هذه العوامل ستجعل منظمة التجارة العالمية ترفض انضمام الجزائر وأن الحديث عن جولة حاسمة في شهر سبتمبر أو أكتوبر مجرد تصريحات مسؤولين وأن أمام الجزائر 10 سنوات على الأقل للتمكن من معالجة كل هذه المشاكل ثم الحديث عن العضوية في منظمة التجارة العالمية،
وبالمقابل قال سليمان أنه حتي وأن قبلت منظمة التجارة العالمية انضمام الجزائر بدافع المجاملة فأن ذلك سيكون كارثي على الاقتصاد الوطني وستكون هناك سلبيات أكثر من الإيجابيات حيث اكد سليمان أن المنظمة العالمية للتجارة، عبارة عن عقد دولي يدفع الجزائر الى فتح حدودها على المستوى الدولي ليصبح السوق الجزائري مفتوحا أمام كل الدول الأعضاء، كما ستمضي اتفاق يقضي بالتفكيك الجمركي لكل الدول الأعضاء في المنظمة، ومنه فلن تستفيد الجزائر في شيء باعتبارها لا تصدر ولا منتوج خارج نطاق المحروقات، وحتى الصادرات المسجلة كلها من مشتقات البترول، ما سيجعل الجزائر بانضمامها لمنظمة التجارة العالمية تتحول إلى بازار كبير وسوق للخردة والمواد القلدة.
س. زموش