الوطن

غزالي: التغيير يجب أن يكون بطرق سليمة

انتقدا خرق السلطة للدستور وغياب النخب عن الحراك السياسي

 

  • فراد: النظام السياسي صنع حواجز وهمية بين نخب والمعارضة !

أوضح رئيس الحكومة الأسبق، سيد أحمد غزالي، بأنه لا بديل عن التغيير السلمي للنظام تشارك في صياغة أسسه جميع النخب، بعيدا عن سياسية العنف والإقصاء، واعتبر المتحدث خلال ندوة حول دور النخب في التحول الديمقراطي التي كانت ضمن المحاور الرئيسية للجامعة الصيفية لحركة النهضة أمس، أن الأوضاع السلبية التي تطغى اليوم على المشهد السياسي العام تجعل حلّ الأزمة غير بعيد عن هذه الأطروحات في ظل وجود معطيات وصفها بـ" السلبية " نتيجة نظام إقصائي عمد على تفكيك جدار الثقة بينه وبين الشعب على مدار سنوات طويلة، ورأى المتحدث بأن من بين أكبر الأخطاء التي ارتكبها هذا النظام هو خرق الدساتير التي مهدت بدورها لخرق إرادة الأمة، من جهته اعتبر المحلل والناشط السياسي محند أرزقي فراد أن ما تشهده الساحة السياسية الآن من غياب النخب الفاعلة عن ما يحدث من نقاشات مرده السلطة الحاكمة التي وضعت حواجز وهمية بين النخب وبين أحزاب المعارضة طوال السنوات الماضية ما أثر على مشاركة هؤلاء في وضع الحلول المتعلقة بالوضع السياسي الذي تعيشه الجزائر اليوم.

قدم رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي خلال المحاضرة التي نشطها أمس ضمن ندوات الجامعة الصيفية لحركة النهضة المقامة بولاية جيجل تشخيصا لواقع سياسي وصفه بـ" المتأزم " تمر به الجزائر وذلك نتيجة لتراكمات سياسية وأخرى اجتماعية واقتصادية لمنظومة الحكم على مدار سنوات عديدة، عملت فيها السلطة على ما قال بأنه" تغييب للإرادة الشعبية " من جهة ومن جهة ثانية خرق إرادة الأمة الذي قال بأنه بدأ مع بداية خرق الدساتير التي تعتبر وثيقة البلاد الأولى، وفي مستهل مداخلته قال المتحدث أنّ واقع النخب الجزائرية اليوم تغير، بعد أن غيبت عن مواكبة الحراك القائم اليوم في الجزائر وعاد المتحدث إلى فترة الاستقلال التي كانت فيها النخب قليلة ولكنها فاعلة في حين اليوم تقدر بالملايين ولكن دورها في الحراك المجتمعي غير واضح وغير مدرج، ورأى المتحدث بأن النظام القائم هو الذي يتحمل هذه المسؤولية ولكنه ألقى ببعضها عليهم خاصة وأن هؤلاء لا يبادرون بالرؤية أو بقوة الاقتراح في الوضع الذي تعيشه البلاد.

ولدى تقديمه لتشخيص أسباب غياب النخب عن الفاعلية في المجتمع التي تبقى مرهونة بشكل رئيسي مع التطور أو التغيير المنشود في أي مجتمع، أشار غزالي إلى أن الخلل يكمن في جملة من السلبيات أولها عدم شرعية المؤسسات وهنا طرح إشكالية مدى شرعية السلطة السياسية التي تمارس- حسبه - الوصاية الجبرية عليه وسبب أخر هو غياب الرؤية الإستراتيجية لنظام الحكم للتسيير وفرضه لـ" نظم تسييرية خاطئة " قال بأنها جنت ويلات اقتصادية وسياسية واجتماعية على الشعب الجزائري وأثرت في وتيرة مواكبة تطورات البشرية الحاصلة في الأمم والسبب الأخر هو "احتقار " نظام الحكم للشعب واعتباره " شعب قاصر " لهذا عكف على ممارسة الوصاية عليه ما جعل الشعب الجزائري يكون رهين خدمة الحاكم وليس العكس، كما أشار إلى أنّ ممارسات يومية وشواهد تكون قد ولدت حالة من الاحتقان الاجتماعي بسبب هذه الممارسات عجلت بزوال جدار الثقة بين الشعب والسلطة، ورأى المتحدث بأن عدم احترام القوانين من قبل النظام خاصة تلك التي شرعها هو من خلال دستور البلاد الذي عكف على طول الخط في خرقه أنتج خرقا لإرادة الأمة وذلك من خلال ما قال بأنه" تكريس التزوير " و" غياب المحاسبة عنه" ونهب الثروات المالية والباطنية باسم القانون وخارج القانون.

وفي سياق متصل  رأى رئيس الحكومة الأسبق بأن غياب من يتحمل المسؤولية سواء السياسية أو التقنية التي تتواجد عليها الجزائر اليوم، في ظل غياب القوانين والإجراءات التي يحاسب فيها المسؤول ولدّ حالة التسيب، كما أنّ تجاوز قرارات الدولة وقوانينها مع وجود حماية فوقية للمتورطين من المسؤولين قدم صورة للجزائريين سواء عموم الشعب أو نخبه بأن النظام يتصرف في الجزائر كآلة لقضاء مأربه ومصالحه بينما رأى بأن مصلحة الشعب أو سيادة البلاد أو تنميته تبقى مغيبة.

بدوره اعتبر المحلل والناشط السياسي محند أرزقي فراد أن ما تشهده الساحة السياسية الآن من غياب النخب الفاعلة عن ما يحدث من نقاشات مرده السلطة الحاكمة التي وضعت حواجز وهمية بين النخب وبين أحزاب المعارضة طوال السنوات الماضية ما أثر على مشاركة هؤلاء في وضع الحلول المتعلقة بالوضع السياسي الذي تعيشه الجزائر اليوم.

خولة. ب

من نفس القسم الوطن