الوطن

حركة البناء الوطني تدعو القوى السياسية للتخندق مع الشرعية الشعبية

قدمت مبادرة للصلح في غرداية أشركت فيها عدّة أحزاب

 

  • بلمهدي: الاستقرار مرهون بتفعيل إصلاحات توافقية يشارك في صياغتها كل الأطراف
  • الدان: المعارضة والموالاة معنيان بتجاوز حالة "الانسداد"... وبناء الجزائر يستوجب مشاركة الجميع!

 

شكل موضوع التوافق وتحقيق الاستقرار في المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي الوطني وقبلهم الأمني أهم محاور اللقاء الذي جمع أمس إطارات وقيادات حركة البناء الوطني ضمن أشغال دورة المجلس الوطني التي جرت بنادي المجاهد بالعاصمة تحت شعار"من أجل قوة المقترح"، حيث ركزت غالبية الندوات والمداخلات على هذا الجانب، في حين تركزت كلمات رئيس الحركة والأمين العام حول مبادرة التشكيلة السياسية للبناء الوطني التي ترتكز على موضوع التوافق وحماية الثوابت الوطنية، بينما ركز الأمين العام للحركة أحمد الدان على شرح المبادرة التي ستقوم بها الحركة فيما يتعلق بالوضع في غرداية، وهي المشروع الذي لن يرتكز على تشكيلة سياسية منفردة تتعلق بالحزب فقط بل بجميع القوى السياسية التي قالت الحركة بأنها معنية بالبحث عن حلّ لهذه الأزمة بعيدا عما وصفه بـ"الاستغلال الحزبي للملف". 

 

بلمهدي: الاستقرار مرهون بتفعيل إصلاحات توافقية يشارك في صياغتها كل الأطراف

أوضح رئيس حركة البناء الوطني الشيخ مصطفى بلمهدي، بأن من أهم المحاور الكبرى التي ترافع لها الحركة في الوقت الراهن هي المساهمة في ترشيد المسار الوطني للبلاد، سواء على المستوى المجتمعي أو على مستوى بحث سبل إخراج الجزائر من وضعها السياسي الراهن، ودون أن يقدم تشخيصا لهذا الواقع أو الحلول وإن كانت تتعلق بشركاء سياسيين آخرين أو تتعلق فقط بالحزب قدم المتحدث سلسلة من النقاط التي ترتكز عليها المحاور الكبرى للبناء الوطني والتي هي في الأساس منبثقة من ميثاق ومبادرة الجدار الوطني التي طرحتها كمشروع سياسي على القوى الوطنية قبل أشهر. 

وجدد المتحدث التأكيد على أن حركة البناء الوطني تعتبر أن التشارك بين مكونات الوطن واجب تمليه الثوابت الوطنية، كما رأت بأن إقبال السلطة على المبادرة بفتح حوار مجتمعي وواضح ومع جميع الفاعلين من شأنه أن يساهم في وضع حدّ لأي اختلالات قائمة اليوم في المشهد الوطني العام سواء في شقه السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، خاصة وأن هناك ضغط وصفه بـ" الخطير" على البلاد خلال الفترة الأخيرة أمنيا وسياسيا واقتصاديا، وانتقد المتحدث الرؤية العبثية التي تسير بها الدولة الآن، مؤكدا على أن هذه الأخيرة لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن تكون"لعبة قمار ". 

وخلص المتحدث إلى التأكيد على أهمية تفعيل الإصلاحات الوطنية المرتهنة في رؤى ضيقة، والدفع بعجلة الحوار بين الجميع ودون إقصاء أي طرف، خاصة وأن الوضع الاقتصادي للجزائر ينذر بوضع مستقبلي خطير، كما رأت الحركة من خلال رئيسها بأنه أصبح اليوم من الضروري أن تقبل جميع الأطراف الفاعلة في المشهد الوطني على التخندق مع الخيارات الديمقراطية ومع الشرعية الشعبية. 

 

الدان: المعارضة والموالاة معنيان بتجاوز حالة "الانسداد"... وبناء الجزائر يستوجب مشاركة الجميع!

من جهته، قدم الأمين العام للحركة، أحمد الدان، المحاور الكبرى التي تنضوي فيها مبادرة" الصلح والإصلاح " التي أطلقتها الحركة فيما يخص الوضع في غرداية، وأشار المتحدث بأن هذه الورقة أو المبادرة أصبحت اليوم ضرورة لاستقرار الدولة وحماية النسيج الاجتماعي وقوة تماسكه وضروري أيضا للبناء والتنمية وتحقيق التطور والازدهار. 

وفيما يتعلق بالوضع السياسي والأمني الذي تمر به البلاد، قال الدان بأن "حركة البناء الوطني تدين الإرهاب بكل أشكاله وأنواع خصوصه المتحرك مؤخرا"، ودعت إلى ضرورة عدم الاستهانة به وذلك من خلال تأمين ووضع خطوة متكاملة تراعي الوعي الشعبي والتضامن من المواطنين وتستفيد من الخبرة الكبيرة لمؤسسة الجيش. 

أما فيما يخص الوضع السياسي فقد أشار المتحدث إلى أن المعارضة والموالاة معنيان بتجاوز حالة الانسداد والتجاذب الآن، من منطلق أن المرحلة الراهنة تحتاج شراكة وتعاونالطبقة السياسية، كما أنها "في غنى عن ذر الملح على الجراح"، في إشارة إلى ما يحدث من سجالات بين الأطراف السياسية في الآونة الأخيرة من خلال بعض المواقف والتصريحات. 

وعن الوضع في مدينة غرداية ومبادرة الحركة أشار الدان إلى أن ما تمر به مدينة غرداية هو "محاولة لإشعال فتنة تنتهي بضرب الوحدة الوطنية"، ودعا في هذا الصدد القوى السياسية إلى العمل من أجل وضع حدّ لها، بعيدا عن الاستغلال الحزبي للملف، مؤكدا على أن مبادرة الحركة بخصوص السعي للصلح في غرداية وتصورها يندرج حول رؤية تم إشراك عدّة أحزاب سياسية في مسودتها أهمها الأفالان، الأرندي، حمس، النهضة، الإصلاح والأفافاس في حين سيتم إشراك أطراف سياسية أخرى فيها في قادم الأيام من منطلق أن الحركة تعمل مع الجميع لوضع حدّ للوضع الأمني في غرداية بمعالجة الأزمة من جذورها. 

وترتكز الورقة حسب الحركة، حول 10 نقاط أهمها، تشكيل لجنة صلح وإصلاح محلية من ممثلي الأحزاب السياسية المهيكلة بالولاية، التعاون مع الولايات المجاورة عبر مؤسسات الأحزاب ذات التمثيل بولاية غرداية، الاتصال بالأطراف المتنازعة وإشراكها في الحل ومساعي الإصلاح، التعاون مع مؤسسات الدولة في ترسيخ الصلح ورد المظالم، الدعم السياسي والمادي والمعنوي من مركزية الأحزاب السياسية للمسعى، تنظيم مؤتمر وطني حول الصلح والإصلاح في غرداية، التوعية بالمخاطر الكبرى التي تهدد البلاد والتحذير من التسبب فيها، تفعيل القيم الإسلامية والأعراف القائمة في إنهاء الفتنة وإزالة آثارها واعتماد مرجعية المواطنة الجزائرية بعيدا عن الرؤى المذهبية والعرقية. 

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن