الوطن

ابتزاز... اعتداءات... وفوضى بالشواطئ بسبب تعليمة المجانية

مصطافون يضطرون لدفع 200 دج لركن سيارتهم ليتعرضوا فيما بعد للاعتداءات والسرقات

 

الأميار يحمّلون الولاة المسؤولية... ومسؤولو ولاية الجزائر يرفضون الحديث عن الموضوع 

اكتظاظ كبير بشواطئ زرالدة، سطاوالي وسيدي فرج وكراء الكراسي والشمسيات بأضعاف أثمانها 

 

لم تتمكن تعليمة مجانية الشواطئ في ردع مافيا الشواطئالذين يسيطرون على السواحل الجزائرية،حيث ضُربت هذه التعليمة عرض الحائط في كثير من الولايات الساحلية،أين لا يزال المواطن يضطر لدفع ضريبة الدخول بالإضافة إلى دفع ثمن الباركينغ والشمسيات والكراسي،ولعل السبب في إخفاق وزارة السياحة والولاة في تطبيق هذه التعليمة راجع لعدم توفير الإمكانيات المناسبة والتي تكون بديلا مريحا للمصطافين، حيت تعاني أغلب الشواطئ التي حاولت احترام هذه التعليمة من فوضى واكتظاظ كبيرين ونقص في مظلات الشمس والوسائل الأخرى ما يجعل المواطن يضطر وبطلبه لكراء مظلة بضعف ثمنها الحقيقي على البقاء لأشعة الشمس.

لم يفلح مسؤولو وزارة السياحة ولا حتى الولاة في تسيير عدد من الشواطئ خلال موسم الاصطياف هذه السنة حيث خلقت تعليمة مجانية الشواطئ فوضى كبيرة، فهذه التعليمة لم تحترم بأغلبشواطئ العاصمة،تيبازةوبومرداس على سبيل المثال لا الحصر،فبشواطئ دواودة يضطر المصطافون لدفع 200 دج كثمن تذكرة الدخول لموقف السيارات في حين أجبر عصبة من الشبان في شاطئالقادوسالمصادفين لدفع 100 دج كثمن الباركينغ نفس الشيء بالنسبة شواطئ قوراية (الخليج وسيدي براهم) حيث تقدر تكلفة ركن سيارتك بـ 100دج، ولم يقتصر خرق تعليمة مجانية الشواطئ على حضائر السيارات فقط بل حتى فيما يخص الطاولات والكراسي والشمسيات التي من المفروض أن تكون مجانا،فالمصطافون يضطرون في كل من شواطئ تيبازة وبومرداس لدفع أثمان تتراوح بين 500 دج و1200 دج من لكراء الكراسي والطاولاتأما في شاطئ النخيل بسطوالي فيقدر سعر كراء الطاولات بـ 400 إلى 600 دج وكل هذا بطريقة غير قانونية بعد أن استولىبعض الشبان على هذه الشواطئ وقاموا بطلاء اللفتات التي تشير إلى مجانيتها، والغريب في الأمر أن كل هذه الممارسات تتم تحت أعين رجال الأمن من شرطة ودرك، وهو الأمر الذي أثار استغراب الكثير من المصطافين ممن سمعوا بتعليمة مجانية الشواطئ.

الكراسي والطاولات المجانية لا تكفي والمصطافون يضطرون لكرائها بأضعاف ثمنها 

 

من جهة أخرى عرفت الشواطئ التي احترمت مجانية الدخول ومجانية الكراسي والطاولات اكتظاظا رهيبا ونقصا في مظلات الشمس والخيم التي نصبتها مصالح الولاية للاستغلال المجاني، حيث يجد المصطاف نفسه وفي ساعات مبكرة من النهار مضطرا مجبرا لا مخيرا لكراء الكراسي والطاولات كون الكراسي المجانية مملوءة عن آخرها بسبب تفاوت بين تلك الموضوع وبين عدد المصطافين الذي يزداد مع منتصف النهار وهو ما جعل عددا من البزانسة والانتهازيين يعرضون الكراسي والمضلات للكراء بأسعار ضعف الأسعار العادية لأن المصطاف الذي خصص يوما من أجل الذهاب للبحر وقدم من مسافة بعيدة لا يعقل له أن يعود أدراجه بسبب انه وجد الكراسي والطاولات المجانية مملوءة.

اعتداءات ومشاجرات بين مافيا "الباركينغ"والمصطافين

 

من جهة أخرى يسيطر على أغلب حضائر ركن السيارات مافيا يثيرون الرعب في نفوس المصطافين بمظهرهم المريب فرغم أن مصالح عدد من البلديات عبر الولاياتالساحلية قامت بتهيئة مساحات خصصت لركن السيارات بصفة مجانية، لكن مافيا العصا الغليظة استطاعوا وفي فترة وجيزة الاستيلاء على هذه المساحات والمساحات المجاورة لها ليحولوها لحضائر عشوائية تدفع فيها ما قيمته 200 دج لركن سيارتك السياحية، وأدت هذه الوضعية للعديد من التجاوزات والمناوشات بين المصطافين وهؤلاء المافيا، خاصة وأن عددا كبيرا من المصطافين يعلم بتعلمية مجانية الشواطئ ويرفض دفع المبلغ المبالغ فيه كثمن لركن سيارته،خاصة وأن هؤلاء لا يقومون حتى بحراسة السيارات، حيث اشتكىالعديد من المصطافين بالسواحل الشرقية من الاعتداءات والسرقات التي طالت سياراتهم المركونة بالحظائر التابعة لهذه الشواطئ.

الأميار يحمّلون الولاة المسؤولية... ومسؤولو ولاية الجزائر يرفضون الحديث عن الموضوع 

 

 من جهته نفىرئيس المجلس الشعبي البلدي لسطاوالي عبد العزيز بلقايد في اتصال هاتفي مع "الرائد" حدوث أي خرق فيتعلمية مجانية الشواطئ عبر هذه البلدية الساحلية، مؤكدا أن التعليمة محترمة في كل شواطئ البلدية والدخول لهذه الشواطئ يكون بالمجان مع توفير الطاولات والكراسي مجانا أيضا،في حين أجاب قائلا حول مدى احترام مجانية ركن السيارات داخل هذه الشواطئ "الله أعلم"،مضيفا أن مسؤولية البلدية هي إعداد قوائم بأسماء الشباب الذين يريدون العمل كأعوان بهذه الشواطئ ليس إلا، حيث أكد في ذات السياق أن مسؤولية تسيير ومراقبة مدى تطبيق هذه التعلمية سواء فيما يخص حضائر السيارات أو باقي الخدمات هو من اختصاص مصالح الولاية، كما سبق لوزير السياحة عمار غول وأن أعلن عنه في بداية موسم الاصطياف.من جهته رفض المكلف بالإعلام لدى ولاية الجزائر التصريح أمس لدىاتصال"الرائد" به متحاشيا الحديث في الموضوع، حيث أكد أنه في عطلة نهاية الأسبوع ويرفض التصريح لوسائل الإعلام إلى غاية بداية الأسبوع والدوام الرسمي.

16 شاطئا فقط من مجمل 71 بولاية الجزائر مجهز بالكراسي والطاولات!

 

هذا وكان مدير السياحة لولاية الجزائر حسين بن عكموم قد أكد في تصريحات سابقة لـ"لرائد" أن الولاية سخرت كامل إمكانياتها المادية والبشرية لإنجاح موسم الاصطياف لهذه السنة، من خلال تجهيز الشواطئ الـ71 المسموحة للسباحة، بطاولات وكراسي مجانية، مع توفير أعوان الأمن لحراسة المصطافين ووضع حد لمافيا الشواطئ.وأوضح بن عكموم في حديث له مع "الرائد" أنه فيما يخص عدد الشواطئ المجانية بالعاصمة، فإنها تتمثل في 71 شاطئا مجانيا، أي كافة الشواطئ المسموحة للسباحة، غير أن 16 فقط منها مجهزة بالطاولات والكراسي، وهي الشواطئ الأكثر توافدا من طرف المصطافين، وكشف مدير السياحة لولاية الجزائر، أن الشواطئ سيتم تسييرها من طرف مؤسسات ولائية وهيمؤسسة "لوبلا"، "اسروت"، المؤسسة الولائية للتسيير المروري والنقل الحضري، بالإضافة إلى مؤسسة "نات كوم" و"أكستر نات"، وحسب حسين بن عكموم، فإن مؤسسة "لوبلا" كلفت بتسيير الشواطئ الكبرى للعاصمة، المقدرة بـــ11 شاطئا، بالإضافة إلى 5 شواطئ أخرى ستسيّر من قبل المؤسسة الولائية "لي بيك أجونس فونسيار"، أما الشواطئ الأخرى، فكلف 650 عون، بتسييرها بالتنسيق مع المؤسسات "نات كوم"، "أسروت" و"أكسترنات.

س.زموش

من نفس القسم الوطن