الوطن
ساركوزي يستفز الجزائريين
في سياق حديثه عن الخراب الموجود في ليبيا
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 جولية 2015
- اللواء المتقاعد مجاهد لـ" الرائد ": الدور الذي يقوم بـ" عار الجمهورية الخامسة " لا يختلف عن دور الإرهاب
خلفت التصريحات الاستفزازية التي صدرت عن الرئيس الفرنسي السابق والمرشح الأوفر حظا للعودة إلى قصر الإليزيه في الرئاسيات الفرنسية القادمة، نيكولا ساركوزي في الساعات الـ 48 الماضية، انتقادات واسعة وجدلا حول دلالات وتوقيت هذه التصريحات التي قالها في سياق تطرقه للأوضاع في ليبيا ومحاولة إسقاطها على الجزائر، حيث خاطب التونسيين يقول: " بأن من سوء وضعيتهم وجودهم كجيران للجزائر وليبيا "، قبل أن يضيف" لا أحد يعرف إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في الجزائر، وكيف ستكون الجزائر في المستقبل وكيف سيكون وضعها "، واعتبر اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد في تصريح لـ" الرائد " بأن هذه التصريحات وتوقيتها يدل على أن الجزائر تسير في الطريق الصحيح وأنها تفشل مخططاته الداعمة للإرهاب، قبل أن يضيف بأن ساركوزي الذي تصفه صحافة بلاده بـ" عار الجمهورية الخامسة " يقوم بنفس الأدوار التي تقوم بها الجماعات الإرهابية.
محاولة رئيس أكبر حزب سياسي معارض في فرنسا الآن، بثّ سموم الفتنة بين تونس والجزائر على اعتبار أن التصريحات جاءت من التراب التونسي أين كان في زيارة قادته رفقة وفد من حزب الجمهوريين الفرنسيين، تؤكد على أنها تحمل أبعادا أخرى غير السياق الذي جاءت فيه، وربما هي دفعت بالتونسيين سواء على المستوى الشعبي من خلال الناشطين الفايسبوكيين أو من خلال تصريحات بعض الساسة بأنها غير مسؤولية خاصة وأنها يمكن أن تؤثر على علاقات الأخوة بين البلدين كما أشار إلى ذلك رئيس حزب المجد التونسي عبد الوهاب الهاني.
وغير بعيد عن ذلك التزمت السلطات الرسمية في الجزائر الصمت تجاه هذه التصريحات، لحدّ كتابة هذه الأسطر، بالرغم من أن التصريحات تهدف إلى زرع الفتنة بين الجزائر ودول الجوار، كما أنها تأتي من رئيس محتمل لدولة فرنسا التي تحظى بدعم كبير من قبل السلطة الجزائرية القائمة حاليا، سواء على مستوى المشاريع أو الخيارات الأمنية والسياسية، والتي تتعزز في كل مرّة تستنجد فيها باريس بالجزائر لافتكاك مشاريع استثمارية لإنقاذ مؤسساتها من شبح الإفلاس.
وعن هذه الخرجة التي تحمل أبعادا عدائية، قال اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد في تصريح لـ" الرائد " بأن التصريحات التي تأتي من شخصية مثل ساركوزي الداعم للإرهاب ويتحمل الجزء الأكبر لما حدث في ليبيا، من خراب هو دليل على كون الجزائر تسير في الاتجاه الصحيح على مستوى الخيارات الأمنية والسياسة الدولية وبخاصة في منطقة الساحل، ورفض المتحدث الخوض في توقيت هذه التصريحات لكنه أكد على أن الغرض منها زرع الفتنة في المنطقة بعد نجاح مشروعه التدميري في ليبيا ودعمه للإرهاب لهذا يحاول دائما توجيه عداءه للداعمين للسلم والأمن بالمنطقة، ورأى محدثنا بأن هذه التصريحات لا تستوجب الردّ على المستوى الرسمي لأن هذه الشخصية التي تصفها الصحافة الفرنسية بكونه" عار الجمهورية الخامسة " هو يقوم بنفس أدوار الإرهاب الدولي الذي يبث الخراب في العالم، وإن استوجب الحذر منه.