الوطن
إذا اكتمل الحوار ستصبح هزيمة "داعش" في ليبيا قريبة
مسؤولة التجمع العالمي من أجل ليبيا الموحدة والديمقراطية، فاطمة الزهراء بن نيران في حوار لـ"الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 جولية 2015
رأت فاطمة الزهراء بن نيران، مسؤولة التجمع العالمي من أجل ليبيا الموحدة والديمقراطية، بأن خطر تنظيم داعش الإرهابي الذي أصبح يهدد أمن واستقرار ليبيا ومنطقة المغرب العربي والساحل يمكن أن يتم محاربته والقضاء عليه إذا ما رست الأوضاع الأمنية داخل ليبيا وبالشكل المطلوب، وشككت المتحدثة في هذا الحوار الذي جمعها مع" الرائد "، في أطراف ليبية تكون قد مددت في عمر التنظيم داخل التراب الليبي، خاصة وأن ما صدر من هذا التنظيم داخل التراب الليبي منذ بداية ظهوره في 2011، أظهر بأنها مليشيات مسلحة وتنظيمات إجرامية ومرتزقة وفارين من السجون، يتحركون بأوامر ودعم من أطراف أمريكية، وأخرى خليجية لزرع الفوضى بالمنطقة، كما لم تغفل المتحدثة التأكيد على المحاور الكبرى التي ترافع لها الجزائر لوضع حدّ للأزمة الليبية، معتبرة أن الجزائر التي تبنت الخيار السياسي كانت جادّة في طرحها وهو ما أكدته الأوضاع الأمنية القائمة اليوم في ليبيا.
هل كان نجاح الحوار المالي بالجزائر مشجعا للأطراف الليبية للإقبال على جولات الحوار بقيادتها؟
أكيد أن نجاح الحوار المالي بالجزائر هو إنجاز دبلوماسي يضاف إلى رصيد الدبلوماسية الجزائرية ويعزز من سياستها الإقليمية الناجحة ويضيف وزنا ليس بالهين لثقلها الإقليمي، ويوثق ثقة شعوب المنطقة في نزاهة ريادتها لمثل هذه المبادرات ووطنية مواقفها واستقلالية منهجها السياسي في المنطقة، كما كان لتفاديها ارتكاب أخطاء غيرها من حيث إعطاء كل الأطراف حقها في الحوار والمشاركة فيه دافعا قويا لتكون الجزائر المساهم الرئيسي في حلّ الأزمة الليبية.
ماهي نقاط القوة للدبلوماسية الجزائرية لنجاح الحوار الليبي؟
إن الجزائر تختص بعدة نقاط من شأنها أن تضفي عليها قوة دبلوماسية في هذا الشأن وأهمها أن الجزائر وليبيا تربطهما أدوار ومواقف ساهمت في تشكيل مراحل تاريخية لا يمكن نسيانها أو تجاهلها، ونشأ عن ذلك علاقة وثيقة ومميزة بين الشعبين الشقيقين الجارين الليبي والجزائري وترتقي هذه العلاقة عن كل شبهات الريبة أو الشك، وبالتالي فإن ثقة الشعب الليبي في الجزائر ثقة مطلقة لا تقف عند حد من أن الجزائر لا تريد لليبياإلا كل خير ولن تقوم بأي دور مشبوه في الملف الليبي يمكن أن يقوم به غيرها عن طمع أو تبعية.
ثانيا فقد ساهمموقف الجزائر إبان اندلاع الأزمةفي ليبيا فيفيفري 2011، حيث سعت بكل جهدها لرأب الصدع ومحاولة إيجاد حل سلمي وسعت بكل ما أوتيت من خبرة وحنكة لحل الأزمة سياسيا وكانت أول من وقف وبكل شجاعة وصلابة ضد التدخل الخارجي في الشأن الليبي،وفي الوقت ذاته لم تتدخل في الصراع آنذاك ولم تناصر أي طرف من الأطراف المحلية، مكانة عند الشعب الليبي ومكونات المجتمع سواء القوى السياسية أو الاجتماعية، وكل هذا يحفظه لها الشعب الليبي والتاريخ أيضا.
ثالثا وهو الأهم،لقد كانت للجزائر فرصة تاريخية للنجاح الدبلوماسي غير المسبوق بعد أن وفرت كل ما ذكرنا وفسحت المجال ليكون بالفعل هو حوار ليبي من خلال جولات الحوار التي قادتها، يصب في خانة البحث عن أسس سليمة ومتينة ويعبر عن إرادة لجعل الأطراف الليبية الوطنية من الأطراف المتمثلة في المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية والمنظمات الحقوقية وغيرها وبالتالي سيكون الحل الأمثلوالفعلي حتما وستنجح الجزائر أكيدافي ريادة ملف الحوار الليبي.
هل الشعب الليبي مقتنع حاليا من موقف الجزائر حول عدم التدخل في الشئون الداخلية الليبية؟
الشعب الليبي مقتنع تمام الاقتناع بوطنية الجزائر وعروبة موقفها ونزاهة دورها تجاه الملف الليبي، فإن أغلب الشعب الليبي يحفظ للجزائر موقفها الوفي يوم غدر به الشقيق قبل الصديق والصديق قبل العدو بل وحتى من كان يلوم الجزائر على موقفها تجاه الشأن الليبي في عام -2011- اليوم بعدما نكوى بنيران عواقب التدخل الخارجي في ليبيا وندم بعدما شهد تمزق أوصال ليبيا بفعل السم الذي دس لهم في عسل الديمقراطية والحرية الزائفة وندم يوم لا ينفعه الندم بسبب ما آلإليه حال ليبيا،فهم اليوم عرفوا أن الجزائر كانت تقف مع الحق وأنها كانت تقف إلى جانب مصلحة كل الشعب الليبي.
هل نجاح الحوار الليبي وحلّ الأزمة الليبية سيساعد على محاربة تنظيم داعش بليبيا؟
أولا يجب أن نقف عند المسمى"داعش"،ماهو المقصود به هل يقصد به كيان محدد – أن كان كذلك فما هي مواصفات هذا الكيان وخصائصه..أم يقصد به الإرهاب وما ينطبع به من ترويع وفضاعة ووحشية وجرائم شنيعة سواء على الصعيد الفرديأوالجماعي من مجازر وذبح البشر بدم بارد وجز للرؤوس وغير ذلك من الجرائم الفضيعة والبشعة،إن كان هذا هو المقصود بمسمى" داعش" فإن داعش وجدت في ليبيا منذ فيفري 2011- ففي يوم -17- فيفري 2011 ذبح عناصر من الجيش الليبي وهم مقيدون وعلق الجندي الليبي " هشام الشوشان" على أحد المباني وقطعت جثته بالسواطير ومثل بجثث العشرات من عناصر الجيش والأمنفي مختلف مناطق الشرق الليبي، وفيمصراتة ذبح رجال الجيش والشرطة وشقت صدورهم وأخرجت قلوبهم وأكلتأمامكاميرات التصوير وأحرقتجثامينهم وجابوا بجثثهم الشوارع، وفي منطقة الزنتان داسوا على رؤوس الجرحى بالسيارات وهم يوثقون تلك المشاهد وينشرونها،وفي الزاوية فعل بجثامين رجال الجيش ما فعل من تنكيل وتمثيل، وشهدنا كل العالم يتكلم وبحماس عن ثورة سلمية تطالب بالحرية والتغيير في ليبيا بل وتحرك المجتمع الدوليلدعم الإرهابفي ليبيا على كل المستويات بما فيها العسكري المتمثل في حلف شمال الأطلسيالذي اجتاح ليبيا تحت شعار حماية المدنيين في ليبيا داعما الإرهابأو ما يعرف بداعش اليومإن سلمنا بالمسمى ومكنه من مفاصل القوة والنفوذ حتى توطن في ليبيا،وصار يهدد كل دول الجوار بل عموم المنطقة بعد تسلطه وسيطرته على كل ليبيا، فداعش اليوم هيفي حقيقة أمرها المليشيات المسلحة من المجرمين الذين أخرجوا من السجون ومن معهم ومن جلب لهم من المرتزقة ومكنوا من ليبيا بفعل التدخل الخارجي وأصبح الشعب الليبي يعاني من ويلات تسلطهم وإرهابهم منذ أربع سنوات متوالية فمشاهد الخطف والقتل، والقتل بالتعذيب وحرق البشر أحياء والذبح وقطع الرؤوس بل وطبخ الإنسانفي قدور وكل الفضاعات والدمار والنهب والتهجير القسري والمجازر الجماعية من حروب تشن على قبائل ومدن مثل تهجير أهالي تاورغاء وتهجير أهاليالمشاشية من سكان العوينيةوأهاليالقواليش وحروب الإبادة على مدن وقبائل بأسرهاوإتباع أسلوب الإبادة الجماعية وباستخدام أسلحة فتاكة ومحرمة دوليا بما فيها الغازات السامة مثل الحرب على أهاليالمشاشيةفيجوان 2012، والحرب على مدينة بني وليد فيأكتوبر 2012، والحرب على أهاليورشفانةالتي هجر منها أكثر من 800 ألف مواطن ونهبت ودمرت وأحرقتآلاف البيوت من قبل ما يعرف بقوات فجر ليبيا وغيرها، كل هذه المشاهد والأحداث إذا ما فتحت ملفاتها وحدد المتورطون فيها ومرتكبوها سيسهل علينا تصنيف وتحديد ماهية" داعش " في ليبيا، وحصره على أرض الواقع وفي ميادين وساحات وشوارع ليبيا وليس الشبح الذييختفي وراءه أشخاص وجماعات وكيانات بل وحتى دول خارجية.
وأعتقد بأنه لو اكتملت معادلة الحوار فعلا ووجدت كل أركانهافأناأجزم بهزيمة المسمى"داعش" ستكون داخل أروقة جلسات الحوار.
ماهي طبيعة المساعدات التي تنتظرها ليبيا من الجزائر؟
أولى هذه المساعدات هي تبني حوار حقيقي مكتمل الأركان شامل لكل الأطراف، بعد فتح الملفات وطرح كل الأطراف على الجزائر ومن معها من الدول المرشحة أن تقف وبكل حزم وجدية مع الطرح الذي يخدم مصلحة ليبيا الوطنية،الذي يمثل جادة الصواب وصلب الحق،وأن تقف إلى جانب إرادة الشعب الليبي الوطنية الحرة فهو من عليه وله تقرير مصيره، ثم عليها أن تسانده وتدعمه في سبيل بناء دولته الآمنة والمستقرة والمستقلة، وإعادة بناء مؤسساتها ويبدأ ذلك بحل معضلة المعتقلين وعودة كل المهجرين الليبيين بالخارج إلى بلادهم للمشاركة في بناء دولتهم.
حاورتها: أمال. ط