الوطن

الأحزاب السياسية الإسلامية تحضر لمرحلة الاستقطابات

شرعت في حشد حلفائها تحضيرا لميلاد قطب موسع لها

 

 

  • النهضة: لن نكون جزءً من أي تكتل سياسي جديد !
  • البناء الوطني: نرحب بأي تقارب بين الأحزاب الإسلامية 
  • الإصلاح: أي تكتل جديد لأحزاب المعارضة سيكون غير مجدي الآن !
  • العدالة والتنمية: الإعلان عن المشروع وأهدافه سيكون قريبا !

 

 

تحضر الأحزاب السياسية لمرحلة ما قبل الدخول الاجتماعي القادم بإعلان ميلاد قطب موسع يضم تيارات حزبية ذات توجه إسلامي، القطب الذي ستعلن عنه جبهة العدالة والتنمية التي يرأسها الشيخ عبد الله جاب الله بعد أيام، ستكون  كيان سياسي جديد على شكل منتدى يجمع الأحزاب الإسلامية حول مشروع وطني وفكري تتقاطع فيه الأحزاب السياسية في الرؤية والخيار والأجندة، وحسب مصادر مطلعة على الملف أوضحت لـ" الرائد" بأن هذا التكتل السياسي الجديد جرى التفكير فيه وإعداده منذ سنوات وليس وليد ظروف سياسية راهنة تمر بها الجزائر أو الساحة السياسية اليوم والتي غصت بالأقطاب والتكتلات الحزبية في الآونة الأخيرة والتي لم تأتي ثمارها بالشكل المطلوب.

ونقلت هذه المصادر بأن القطب الذي سيعلن عنه يلقى ترحيبا من قبل أحزاب ذات توجه إسلامي في حين رفضته الكثير من الأطراف خاصة تلك التي ساهم زعيم حزب العدالة والتنمية عبد الله جاب الله بتأسيسها حيث أشار قادّة هذه الأحزاب في تصريح لهم معنا إلى كون أحزابهم غير معنية بأي تكتل جديد يظهر في الساحة السياسية من منطلق أن المشهد السياسي العام لم يعد مستعدا لاستقطاب تكتلات جديدة من شأنها أن تشوش على مشروع التنسيقية أو هيئة التشاور التي أنشئت قبل رئاسيات أفريل 2014 ولا تزال تبحث عن فرصة للدفاع عن مشروع الانتقال الديمقراطي الذي ترافع له بعد أن انسحبت بعض الأطراف منه سواء كأحزاب أو كشخصيات وطنية.

خطوة التكتل الحزبي لتيارات ذات التوجه الإسلامي يبدو أنها غير مرتبطة بالتكتل السياسي الجديد الذي يحضر له الشيخ جاب الله بل تشير الكثير من المصادر إلى أن مسعى جادّ تقوده قيادات وإطارات من حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير التي انشقت عنه قبل سنوات لإعادة اللحمة والوحدة بينهم، وربما لن يكون هذا الحراك الذي يتم الآن على مستوى قيادات الحزبين إلا خطوة أولى نحو توحيد صفوف التيارات السياسية ذات التوجه الإسلامي للدفاع عن مشروع التغيير.

المبادرة التي تتزامن مع بروز تكتلات سياسية نوعية لا ترتبط بالمعارضة فقط بل بأقطاب الموالاة أيضا تزامنت مع بداية انفراج سياسي بين السلطة ومعارضيها وفتح أبواب الحوار الذي قد يكون مع بداية الدخول الاجتماعي القادم، يسمح بوضع دستور توافقي للبلاد وفق مفهوم السلطة وإن رفضت قوى المعارضة المشاركة فيه ولكن مجرد جلوس هؤلاء إلى جانبها يعطي الانطباع بأن مرحلة الانفراج السياسي في الجزائر قد بدأ.

فالمعارضة تبدو أكثر من أي وقت مضى جاهزة لحشد أجنداتها وفق استحقاقات المرحلة القادمة، وربما بروز التكتلات السياسية ورحلة البحث عن استقطابات جديدة في المشهد السياسي الوطني، يدفع البعض للاعتقاد بمستقبل لافت للمبادرة السياسية في الجزائر.

ورغم أن ما تسرب لحدّ الساعة من مبادرة العدالة والتنمية وإن كانت من قيادي سابق في حركة الإصلاح الوطني محمد بولحية يشير إلى أن الأمر لا يرتبط بميلاد قطب سياسي جديدة لأطراف من المعارضة ما قد يعرض مشروع الانتقال الديمقراطي للخطر إلا أن المحاور الكبرى للمشروع تتمحور حول أجندة ورؤية الأحزاب السياسية ذات التوجه الإسلامي للتغيير وربما هو الأمر الذي دفع ببعض الأطراف المعنية بالتكتل في أجندة جاب الله إلى إعلان رفضها له حسب ما أشار له هؤلاء ممن سألتهم " الرائد "، بالمقابل كشف القيادي في العدالة والتنمية لخضر بن خلاف بأن المشروع سيتم الإعلان عنه مباشرة بعد عطلة عيد الفطر وأن الفكرة تكون قد تبلورت رافضا الكشف عن محتواها ,أهدافها إلى حين الإعلان رسميا عن ميلادها.

النهضة: لن نكون جزءً من أي تكتل سياسي جديد !

أبدت حركة النهضة رفضها لأي تكتل سياسي جديد قد يظهر في الأفق، حتى وإن ارتبط بمشروع يدافع عن وجود التيارات السياسية ذات التوجه الإسلامي كما تحمله أجندة العدالة والتنمية أحد أطراف هذه المبادرة التي سيعلن عنها قريبا، وعن هذا الموضوع قال المكلف بالإعلام في الحزب محمد حديبي، في حديث له مع" الرائد"، بأن الحركة لا يمكنها أن تكون جزء من أي تكتل إسلامي أو وطني في الوقت الراهن، معتبرا الوضع السياسي في البلاد غير مشجع على العمل سياسي الجاد، نافيا في نفس الوقت إن يكون للحركة علما آو اتصالا من أي جهة تسعى لإطلاق تكتل إسلامي في إشارة منه الى العدالة والتنمية. 

وأوضح المتحدث بأن حركة النهضة لم تعد ترى بأن هناك جدوى من التكتلات في ظل إصرار السلطة على ممارسة الغلق السياسي على خصومها، كما ترى الحركة بأن كثرة المبادرات أصبحت تشتت عمل المعارضة، وتسهل على السلطة التعامل معها.

أما القيادي في الحزب يوسف خبابة فقد أشار إلى أن أصحاب المبادرة لم يتواصلوا معهم حول المشروع مؤجلا الحكم عليه أو القبول به أو رفضه إلى حين الإعلان الرسمي عليه.

 

الإصلاح: أي تكتل جديد لأحزاب المعارضة سيكون غير مجدي في الوقت الراهن !

تعتبر حركة الإصلاح الوطني أن الوقت الراهن غير مشجع على ظهور مبادرات جديدة، حتى ولو ارتبطت بميلاد قطب يدافع عن خيارات التيار الإسلامي في الجزائر، من منطلق أن الوضع السياسي الراهن لا يسمح بميلاد هكذا أقطاب.

وقالت الحركة على لسان أمينها العام فيلالي غويني بأن حركته لم تتلق أي اتصال رسمي حول المشروع، قبل أن يتساؤل عن سبب التفكير في جمع الأحزاب الإسلامية حول تكتل واحد يضمها جميعا علما أن جل الأحزاب الإسلامية نشأت عن خلافات داخلية أصلا فكيف يمكنها أن تتفق وهي أحزاب مستقلة عن بعضها البعض.

البناء: نرحب بأي تقارب بين الأحزاب الإسلامية !

 رحبت حركة البناء الوطني بميلاد مبادرة تكتل الأحزاب الإسلامية، ورغم أن الحركة أكدت عدم وجود أي اتصالات بينها وبين القائمين على المبادرة إلا أنها رأت في الخطوة فرصة لإعادة الوحدة بين صفوف الأحزاب الإسلامية التي انبثقت في غالبيتها من مشروع واحد، وحسب ما أشار له الأمين العام للحركة فإن تشكيلته السياسية ترحب بأي تقارب بين الأحزاب الإسلامية.

خولة بوشويشي/ مراد بوقرة

من نفس القسم الوطن