الوطن

الجزائريون يحرمون من فرحة العيد بسبب فوضي مراكز البريد

طوابير أمام مراكز البريد، نقص في السيولة، تعطل في الموزعات الآلية وخدمات خارج التغطية

 

خرق تعليمة خدمة ما بعد الإفطار يزيد من كارثية الوضع 

 

 

تعرف مراكز بريد عديدة على مستوى العاصمة نقصا في السيولة المالية بسبب الإقبال المتزايد للمواطنين على سحب رواتبهم قبيل عيد الفطر،بالإضافة إلى حالة كبيرة من الاكتظاظ والفوضى بسبب الإقبال المتزايد هذه الفترة بالذات وهو ما خلق ضغطا مضاعفا على العاملين في الشبابيك من جهة وحرم الكثير من المواطنين من أموالهم وفرحة العيد.

تفاجأأمس عدد منالمواطنين باستحالة سحب أموالهم من حساباتهم بسبب نقص السيولة المالية، ومنهم من أجبروا على تغيير صكوكهم واستبدالها بأخرى لأنها كانت تحمل قيمة مالية تتجاوز 20 ألف دج، كما أجبر بعض أصحاب الحسابات الجارية على العودة في الفترة المسائية على أمل أن يتم ضخ الأموال الكافية في المراكز البريدية التي قصدوها، ومنهم من راح يبحث عن مراكز أخرى تبعد بكثير عن مقر سكناهم بغية سحب الأموال اللازمة، خاصة وأن الظرف يتزامن مع نهاية شهر رمضان واقتراب عيد الفطر وهي مرحلة جد حساسة بالنسبة للأسر الجزائرية ذلك أنها تكون بأمس الحاجة لسحب تلك الرواتب من أجل تأمينمشتريات خاصة بالعيدواقتناء المستلزمات الضرورية.

طوابير لا تنتهي ومشادات كلامية تصل حد العنف بين المواطنين وعمال الشبابيك 

وفي جولة قادتنا لعدد من مراكز البريد في الحراش، حسيبة بن بوعلي / برج الكيفان، القبة وجسر قسنطينة وباش جراح لا حظنا الإقبال الكبير من المواطنين وهو الأمر الذي أدى إلى حالة كبيرة من الاكتظاظ والفوضى وخلق ضغطا مضاعفا على العاملين في الشبابيك. حيث بينت جولتناحجم الفوضى التي تعيشها هذه المراكز قبل أسبوع من العيد حيث تحولت إلى طوابير طويلة من المواطنين تصل إلى خارج مكتب البريد، ما خلق حالة من الاكتظاظ بين المواطنين والتدافع لسحب أموالهم، فبلدية جسر قسنطينة تحتوي على مركز بريد رئيسي وحوالي 3 ملحقات أخرى لكن بالرغم من ذلك لم تعد تسع هذه المراكز الأعداد الكبيرة من الزبائن المتوافدين عليها، حيث وصل الأمر ببعض المواطنين إلى الانتظار لحوالي الساعتين لسحب أموالهم، وما ضاعف من معاناة الزبائن هوأن المشاكل لا تقتصر على الازدحام والتدافع فقط، بل أن ضيق المقرات وخاصة الملحقة جعلها تبدو مثل قاعة صغيرة. وأوضح بعض المواطنين بأن المراكز البريدية بجسر قسنطينة تعرف انقطاعات متكررة وذلك للبحث عن بيانات الزبون على شبكة الإنترنت التي تتدفق بصورة بطيئة جدا زادت من المدة الزمنية لانتظار الزبون، وهذا ما خلق حالة قلق وتوتر للواقفين في الطابور مما تسبب في حدوث شجارات وتبادل للشتائم. ونفس الحالة التي شهدها مركز بريد ببلدية باش جراح والذي يشهد هذه الأيام إقبالا كبيرا للمواطنين من أجل سحب ما توفر من المال لتغطية نفقات عيد الفطرالمبارك، ما دفع الزبائن إلى الانتظار خارج المبنى والتعرض لأشعة الشمس من أجل بلوغ أكشاك المركز. 

خرق تعليمة خدمة ما بعد الإفطار يزيد من كارثية الوضع 

وما زاد من تأزيم الوضع أكثر هو خرق عدد من مراكز البريد في العاصمة لتعليمة وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بضمان خدمة ما بعد الإفطار انطلاقا من نهاية الأسبوع الثاني من شهر رمضان، حيث لم يلتزم حوالي 30 مركزا بريديا بهذه التعليمة التي تنص على تقديم الخدمات البريدية إلى غاية ساعات متأخرة من الليل سيما في الأسابيع الأخيرة من الشهر الفضيل، الأمر الذي لم يطبق بسبب تعنت رؤساء هذه المكاتب وغياب الرقابة من طرف الوزارة الوصية، وهو ما أثار حالة من الاستياء والتذمر لدى الكثير من المواطنين الذين يفضلون إجراء عملياتهم البريدية خلال فترة ما بعد الإفطار.

الصرّافات الآلية لا تعمل وتتحول لخردة 

من جانب آخر لم يسلم المواطنون الذين يملكون البطاقات المغناطيسية من الفوضى حيت تعيش أغلب الموزعات الألية حالة كارثية وأعطابا تقنية على مستوى أغلب الوكالات المنتشرة عبر العاصمة منذ بداية شهر رمضان الكريم، مما أثار استياء المواطنينالذين حرم بعضهم من صرف رواتبهم، خصوصا أولئك الذين استنفذوا دفاتر صكوكهم.

وحيث تسبب تعطل عدد من الصرفات الآلية دون صيانتها لأشهر في ضغط رهيب على مستوى الشبكة، وهو الأمر الذي تفاقم مع حلول شهر رمضان الكريم الذي ترتفع فيه عمليات السحب. وتُصادفك كلما أردت أن تسحب قسطا من المال على مستوى هذه الموزعات جملة “الجهاز خارج الخدمة”. والغريب في الأمر، أن بعض الموزعات الموجودة على مستوى أفخم أحياء العاصمة أصبحت مهملة بشكل يدعو إلى طرح عدة تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، فبالرغم من كون مركز البريد المعني مفتوح أمام الزبائن، لكن الموزع الآلي في حالة على الأغلب يرثى لها وبصفة مهملة.واستنكر العديد من المواطنين الذين تحدثوا إلينا من هذه الظاهرة، مؤكدين أن تكرر مثل هذه الأعطاب في 2015 أضحى أمرا لا يعقل، في الوقت الذي يقوم فيه مواطنو دول مجاورة بمعاملاتهم انطلاقا من تطبيقات في هواتفهم النقالة، معتبرين أن السحب الآلي للأوراق النقدية باعتبارها عملية أكثر ربحا للوقت من جهة ومفيدة جدا للحالات الاستعجالية من جهة أخرى، كان من الأحرى أن تعوض عمليات السحب التقليدية بالصكوك. 

 

س.زموش

من نفس القسم الوطن