الوطن

عودة الحراك السياسي بين قطبي الصراع السياسي في الجزائر

المبادرات السياسية وضغط الجبهة الداخلية أهمه ملامحها

 

  • الأحزاب تدخل مرحلة الصمت السياسي تحضيرا للمرحلة المقبلة !

دخلت أحزاب المعارضة والموالاة في مرحة الصمت السياسي وذلك تحضيرا للمرحلة المقبلة التي ستعرف حتما حراكا سياسيا على خلفية الإعلان المرتقب عن التعديل الدستورى وكذا النظر في مصير المبادرات السياسية التي روج لها قادة أحزاب الموالاة مقابل نشاط مكثف للمعارضة التي قررت أن تستيقظ باكرا لدخول مرحلة أخرى للضغط.

 يعتزم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني خوض مرحلة أخرى بعد الفوز الساحق الذي حققه خلال المؤتمر العاشر  على خصومه السياسيين  , حيث خلد عمار سعداني إلى راحة "سياسية" للعودة بقوة  والتي سيستهلها بالإعلان عن أن تشكيلة المكتب السياسي للحزب مع الدخول الاجتماعي القادم، في حين تشير مصادر أنه  لن يكون من بينها أي وزير في حكومة عبد المالك سلال 4، رغم منح 14 وزيرا من الحكومة الحالية صفة العضوية باللجنة المركزية للأفلان.

كما يسعى عمار سعداني المنتشي بفوزه  وضع معايير دقيقة وصارمة للظفر بعضوية المكتب السياسي بالعتيد، منها ضرورة التفرغ التام  من طرف العضو المعين بالمكتب لمهام الحزب، وهو المعيار الذي عمل به سعداني في اختياره لأعضاء المكتب السياسي منذ تعيينه على رأس الجبهة في 2012.

وعكس سعداني قرر العائد الجديد القديم إلى بيت التجمع الوطني الديمقراطي العمل في الكواليس , حيث شرع الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى منذ عودته إلى سدة الحزب الشهر الفارط في جمع المعطيات والمعلومات الكافية التي تخص حزبه بهدف إعادة ترتيب البيت الداخلي لثاني تشكيلة سياسية للبلاد، الأمر الذي يؤهلها للعب دور فاعل في المواعيد الهامة المرتقبة.ولم ينتظر أويحي  طويلا للدخول مباشرة في صلب الموضوع ومعرفة كل كبيرة وصغيرة تخص الحزب سواء على مستوى الولايات أو على مستوى بعض القيادات، حيث خصص يومي الجمعة والخميس من كل أسبوع لاستقبال العديد من إطارات الأرندي بمقر تشكيلته السياسية ببن عكنون، ما يعني أن وزير الدولة ومدير ديوان الرئيس لم يترك لنفسه يوما واحدا راحة لكونه ملتزما طيلة الأسبوع بمهامه في رئاسة الجمهورية.

وعكس أحزاب الموالاة , قررت أحزاب المعارضة الممثلة في هيئة التشاور العودة مبكرا للساحة السياسية , حيث اجتمعت مؤخرا وضبطت إيقاع المرحلة القادمة، بالرغم من التباين في المواقف والأهداف بعد إبداء البعض منهم قبول حوار السلطة الذي شدد عليه القاضي الأول للبلاد في رسالته للأمة يوم 5 جويلية.

هذه الاجتماعات رغم نيتها الحسنة في بحث أوضاع البلاد، أصبحت تشكل " اللا حدث " في المشهد السياسي، ولا تترك الأثر المفترض لاجتماع يضم أكبر الأحزاب المعارضة، ربما لكون مخرجات هذا اللقاء لن تضيف ككل مرة، سوى بيان ينتقد الأوضاع الحالية ويحذر من خطرها المستقبلي، ثم ينفض الجمع على موعد مع لقاء آخر بعد 3 أشهر أخرى.

عن هذا الموضوع يقول رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي قلة نشاط حزبه في الفترة الماضية الى العمل الكبير الذي يقوم به حاليا على المستوى الهيكلي للحزب الذي قال انه سيعمل على تحسين أدائه وتطويره في الفترة القادمة. 

واكد تواتي ان حزبه في حاجة الى إعادة هيكلة من اجل تطويره وتحسين أدائه في الفترة المقبلة خاصة وان البلاد تعيش مرحلة حساسة، قد تتمخض عن مفاجآت كثيرة في الفترة القادمة ويجب ان تكون الافانا مستعدة لها من اجل خوض غمار أي تجربة قد لا تكون في الحسبان. مرجعا سبب تواري الجبهة الوطنية الجزائرية في الفترة الماضية الى العمل الجبار الذي يبذله هو ومناضلي الحزب من اجل ترقية أداء الحزب. كما فند المرشح الرئاسي السابق لرئاسيات افريل 2014، الاقاويل التي تصف حزبه بأنه حزب موسمي لا يظهر الا في مناسبات معينة على غرار الانتخابات البلدية او البرلمانية او حتى الرئاسية، مؤكدا انه متواجد على الساحة دائما ويتفاعل مع متغيراتها ومتطلباتها، كما بين تواتي اجندة حزبه في الفترة القادمة والتي قال ان لديه عدة ندوات وملتقيات ستتعرض الى مستجدات الساحة السياسية في الجزائر وخارجها. اما عن عدم تفاعل حزبه مع عدة احداث سواء في الشأن السياسي الداخلي او الإقليمي على غرار الاعمال الإرهابية التي تحدث في دول الجزار، فقد قال رئيس الافانا انه يتفاعل لكن الاعلام في بلادنا دائما ما يون ظالما ولا يسلط الضوء الى على الغوغاء على حد وصفه. من جانب آخر قال تواتي انه لا يتحمل مسؤولية عدم إيصال صوته الى المواطن لان ذلك من مهام الصحافة والاعلام وان لم تقم بذلك فهذا لا يعني ان حزبه غير نشط وانما العكس أي ان الاعلام هو الغير نشط على حد قوله.  

الافافاس: نتفاعل مع كل الأحداث السياسية ونعمل حاليا على الجانب التنظيمي للحزب ! 

أكد القيادي بجبهة القوى الاشتراكية، يوسف اوشيش، ان حزبه يعد من انشط الأحزاب السياسية في الجزائر، معتبرا إياه الحزب الوحيد الذي ينشط في كامل السنة ويتفاعل مع كل الاحداث السياسية الداخلية والإقليمية وحتى الدولية.

وأشار اوشيش الى ان جبهة القوى الاشتراكية من ضمن الأحزاب السياسية القلائل في البلاد التي تنشط على مر السنة، ولا تنتظر أي حدث من اجل رد الفعل، مضيفا ان أقدم حزب معارض في البلاد دائما ما يكون هو صانع الفعل. وقال اوشيش انه برغم من ان الفترة الصيفة تعرف ركودا سياسيا في البلاد الى اننا نقوم بعمل جبار من حيث العمل على الجانب التنظيمي وتأطير المناضلين ورسم السياسات المستقبلية للحزب بحسب معطيات المرحلة، مؤكدا في هذا الجانب بذات ان حزب الدا لحسين لم يخلد لراحة منذ نشأته لأنه حزب ينبض بالحياة ويتطلع الى غد أحسن. واعتبر المتحدث بسم الافافاس خلود الكثير من الأحزاب الى الراحة ولجوئها الى ما يعرف بالصمت السياسي، في هذه المرحلة بذت، امرا غير صحي لان الحزب الذي لا يتفاعل مع كل الاحداث السياسية في البلاد وما اكثرها لا يعد حزبا حقيقيا بل يعد حزب مناسبات على حد قوله. من ناحية أخرى طالب اوشيش الأحزاب الراكدة والغير مهتمة بما يجري على الساحة السياسة بنهوض من سباتها وممارسة دورها المنوط بها قبل فوات الأوان وتفويت الفرصة على من لا يريدون ان تقوم هذه البلاد من كبوتها.

اما عن نشاط الحزب في المرحلة القادمة فقد أكد المتحدث ان جبهة القوى الاشتراكية لديها اجندة ثرية في الأيام القادمة، تتمثل في ملتقيات وندوات وتجمعات سنخبر بها في الوقت المناسب وعن أماكن اجرائها وعن المواضيع التي ستتمحور حولها، وأضاف نفس المتحدث ان أقدم حزب معارض لن يركد لراحة كغيره من الأحزاب سواء المعارضة او الموالية لسلطة او حتى الحكومة، لأنه يشعر بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه والتي تحتم عليه خدمة الوطن وابنائه وتقديم لهم الراي والنصح كلما لزم الامر ذلك.

أمال. ط/ مراد. ب

من نفس القسم الوطن