الوطن

غياب السلطة زاد في تفاقم الوضع في غرداية

أحداث غرداية تفرض نفسها على لقاء هيئة التشاور والمعارضة والأخيرة تجدد:

مقري: جهات مشبوهة تقاوم الحل وتدفع إلى التأزيم باستمرار

بن فليس: المطلوب الحداد الوطني الذي لم تفعله السلطة

الدان: الخطر الحقيقي المحدق هو التدخل الأجنبي

التحرير

لم يفوت علي بن فليس أحداث غرداية لاستقبال أحزاب وشخصيات من هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة رغم أن اللقاء استبقته السلطة بقبول التماس اللقاء من حمس لرئيس الجمهورية وكان لهذا الاستباق تأُثيره الواضح على مجريات الاجتماع ليلة الجمعة إلى السبت، وكالعادة سجل تباين في مواقف كثيرة بين الأحزاب في تشخيص الأحداث من محمل للسلطة كل المسؤولية بل ذهب بعضهم إلى اعتبارها هي من تحرك الأحداث إلى من يرى أن المسؤولية الوطنية تفرض التحرك الجماعي بعيد عن التراشق وتبادل الاتهامات لان المألات ستمس الجميع دون استثناء.

وقد ابدى رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الانسان ان السلطة كانت غائبة وقوات الامن لم تتدخل وان السلطة غير قادرة على حماية المواطن بل هي في نظر الرابطة متواطئة وتلعب على الفارق المذهبي لتعطي رسالة للشعب انه اذا اراد التغيير فليتنظر العنف.

واعتبر المتحدث أن الاعتقالات التي جرت بالمنطقة ليست موضوعية كما قال إضافة الى ان  هناك مواطنون يعتدون وهم امام الشرطة ولا يعتقلهم أي احد ، كما رأى بأن المداهمات غير قانونية وليست الحل بل المشكل تتحمله السلطة ولذلك فقد جدد مطلب الرابطة بلجنة تحقيق مستقلة حتى تتطلع على الحالة .

بن فليس: المطلوب الحداد الوطني الذي لم تفعله السلطة

 

اما علي بن فليس فقد أشار ان الدموية وتدمير الممتلكات والموت هي الصفات الاساسية لمشهد غرداية، والسلطة تركت الحبل على الغارب وتجاهل الازمة واهمل علاجها حتى انفجرت القنبلة وراهن النظام على التعفن ، والجميع يعرف اولوية وضرورة العلاج لتحديات تمس وحدة الامة وسلامة الاقليم مما عمق تصدع الدولة وغياب هيبتها ، وقال في هذا الصدد" السلطة غابت في وقت التراكم لازمة غرداية، ولعل الشغور في السلطة الرئيس والمؤسسات المنتخبة هي السبب لان اللا شرعية هي التي عطلت المؤسسات ولم تستطع التعامل الايجابي مع الوضع في غرداية"، بل ان بيان الرئاسة _ يضيف بن فليس _ دليل الاقرار بالعجز والاهمال وغياب المؤسسات وكان المطلوب الحداد الوطني الذي لم تفعله السلطة التي تبدو محبطة وواهنة، ولجأت الى الاجراء الامني العسكري والمتابعة القضائية ،والاستدراك التنموي لشراء السلم الاجتماعي.

من جانبه قدم علي يحي عبد النور عرضا تحليلا للأسس التي يقوم عليها النظام بعد الثورة المسلوبة والشرعية التي يقوم عليها النظام على حد تعبيره والتي هي الشرعية الثورية والشرعية البترولية والتي تأطرت بالجيش الذي أصبح تابعا للرئيس والافلان التي تجدد الاحادية في كل مرة وبذلك يغطي الرئيس عجزه ويحكم من خلال التفويض المحدود للصلاحيات التي يهيمن عليها كلها ويمكن ان يستمر في الحكم الى العهدة الخامسة، ان الانتقال الديمقراطي _ يضيف المتحدث _، هو سيادة الشعب والانتخاب النزيه المستقل الحر وهذا لا يتحقق الا بخارطة طريق تبدأ بالفعل وليس بالقول فقط ، كما قال واضاف ان "هذا العمل ينطلق من رفع دعاوى قضائية ضد المتسببين في المحاكم الافريقية ومحاكم حقوق الانسان في العالم لانهاء الدكتاتورية في العالم".

من جانبه اعتبر نور الدين بحبوح ان النظام يستمر في تخويف الشعب بالانزلاقات ، والاطراف المتطرفة التي ستقتات من الوضع في غرداية ، والواجب على السلطة التكفل بالملف وحل المشكل بسرعة  قبل الحديث عن انزلاقات أخرى اما ممثل عبد الله جاب الله القيادي في الحزب خبابة فقال انه لا يمكن القفز على الحقائق وتجاوز الخلاف المذهبي، والنظام كان قويا يستطيع حل المشاكل بسرعة ولكنه ترهل الان واصبح من الضروري اعادة الانتقال الديمقراطي الى الواجهة لحل مشاكل غرداية وغيرها والمطلوب الان فهم ايضا ان الاعيان لعم يعد لهم المكانة التي كانت لهم من قبل مما يتطلب منا الاطلاع بشكل اعمق على الوضع.

مقري: جهات مشبوهة تقاوم الحل وتدفع إلى التأزيم باستمرار

واثناء تناوله الكلمة قال عبد الرزاق مقري ان هناك تطرف في الجانبين و تدخلات اجنبية واضحة ودعوات الى الانفصال ، وهناك جهات مشبوهة تقاوم الحل وتدفع الى التأزيم باستمرار ،والتقاتل الحاصل خلال اليومين الاخيرين لم يكن فيه اي حضور لاجهزة الامن من اي تشكيل ، وعند اتصالنا باويحي _يضيف مقري _، لم ينكر فشل الدولة في الموضوع وقد قدمنا له راينا و الذي نعتقد ان جزء من الايدي الخارجية والمشاريع التقسيمية للبلاد ضمن ارادة دولية تريد تقسيم المنطقة وتجد مادة وبيئة مساعدة في الاختلاف المذهبي بغرداية ،وعلى السلطة ان تراجع نفسها وتخفف من التعالي على الفاعلين في المنطقة وان توحد السلطة رايها لاننا وجدنا عدة مقاربات لدى مختلف مكونات السلطة في الحل ، والسلطة لا تريد التدخل ضد المؤججين  وهذا يجعلها متواطئة ومتهمة بالقتل احيانا ، ونتوقع الدفع الى الدولة الفاشلة والسماح بالتدخل الاجنبي ، بعد الضعف المسجل في  التكفل بمواطنيها ،وهذا الذي اصبح يهدد الوضع في الجزائر .

اما كريم طابو فقد قال ان الخطر الحقيقي ليس غرداية بل هو النظام السياسي ، ثم التدخل الاجنبي الذي عكسه تصريح هولاند قبيل الخامس جويلية ، ان دعوات الانفصال ليس جديدة بل متكررة ومتعددة وشبانية ، وان العلاقات الدولية تقوم على العمل مع النظام القوي والعمل بالنظام الضعيف كالنظام الجزائري .

 

الدان: الخطر الحقيقي المحدق هو التدخل الأجنبي

اما ممثل حركة البناء الوطني احمد الدان فقد دعا الى الوقوف طويلا امام احداث غرداية لثلاثة عوامل جديدة تتمثل في تغير اعيان المنطقة ودخول فواعل اجتماعية مرتبطة بمرجعية المال قبل القيم ،وتتمثل ايضا في دخول السلاح الى ساحة الصراع الذي يتأثر بالمذهبية احيانا وبالعرقية والعصبية احيانا اخرى وهو في حقيقة الامر صراع على الارض والنفوذ يتساوى فيه حي السوايح مع حاسي الرمل في حسابات مستقبلية تهدد الوحدة الوطنية بشكل مباشر وثالثا دخول تأثيرات اجنبية واضحة سواء على مستوى اوربا او الجوار المغاربي او حتى الصدى القادم من المشرق ، ان هذا الوضع يتطلب صناعة البيئة الملائمة للفعل الجاد والمسؤول وتامين الديمقراطية التي هي اساس اول لحل مشكل غرداية ،ثم الانفتاح على العمل المشترك وتلقي رسائل السلطة بشكل ايجابي بعيدا عن الحسابات الضيقة فهولاند عند الازمة تجاوب مع ساحته السياسية وتجاوبت معه من اجل فرنسا وهو ما ندعو السلطة الى الاقتداء بفرنسا فيه مثلما تقتدي بها في مجالات اخرى عديدة ،كما انه من المهم توظيف المؤثرات الاخرى كالدين والتاريخ والتنمية والشباب والمجتمع المدني لان الاقتصار على الثنائية والاستقطاب لا يحل مشكلة لا يملك احد خيوطها لوحده لا سلطة ولا غيرها.

اننا نتمنى _ يقول _ الدان عدم الذهاب الى ردود الفعل غير المدروسة من اي جهة لان الخطر الحقيقي المحدق هو التدخل الاجنبي ولا يمكن التعامل معه الا بجدار وطني حقيقي وعمل متواصل وحركة البناء الوطني تنظم ندوة يوم الاثنين القادم حول دور الطبقة السياسية في حماية النسيج الاجتماعي في تعميق الفهم لكيفيات وادوات حماية البلد مجتمعا ودولة وعبر آلية المواطنة والمواطنين وفي ظل دولة المؤسسات وليس دولة الأشخاص .

ممثل الفيس على جدي اعترض على الدعوة للحوار مع الرئيس لانه غير شرعي ولان المعارضة لا تتعرف به ولا تناقشه وان الحوار المطلوب معه هو كيف يرحل وليس شيء اخر وفي هذا الاتجاه سجلت ممثلة الارسيدي تحفظها على نقطة البيان التي فيها دعوة للحوار مع رئيس الجمهورية.

من نفس القسم الوطن