الوطن

حنون: على الجزائر تصحبح أخطائها أو تعرض نفسها للتفكيك

قالت بأن هناك قوى خفية تحاول خلق صراع طائفي بغرداية

 

قدمت زعيمة حزب العمال لويزة حنون تشخصيا سوداويا عن الوضع الذي تتواجد فيه الجزائر، ورأت المتحدثة بأن الجزائر اليوم أمام منعرج حاسم فإما عليها أن تصحح أخطائها أو أن تعرض نفسها للتفكك، وفي تقييمها لما حدث في غرادية في الساعات الماضية حملت المتحدثة أطرافا خفية مسؤولية خلق الصراع الطائفي بالمنطقة.

دعت لويزة حنون، أمس في افتتاح أشغال الاجتماع التنسيقية الوطنية لمنظمة الشباب للحزب،  إلى تقوية النسيج الاجتماعي عن طريق معالجة كل المشاكل التي يعاني منها المواطن بولاية غرداية للقضاء على أسباب الفتنة التي تسببت في وفاة مواطنين أبرياء.

وشددت المتحدثة على أهمية تحصين ولاية غرداية يتطلب وجود "دولة قوية تسهر على تقوية النسيج الاجتماعي عن طريق معالجة كل المشاكل التي يعاني منها المواطن بهذه الولاية"، وأوضحت أن هناك "قوى خفية تحاول خلق صراع طائفي في هذه الولاية" قبل أن تشير إلى أن "إغراق المنطقة في العنف والانزلاقات الخطيرة هو أمر مدبر من طرف قوى ومنظمات خارجية تسعى لتفكيك الأوطان وتشريد شعوبها".

هذا وأشارت المتحدثة إلى أن الجزائر "توجد اليوم في منعرج حاسم: إما أن تصحح أخطاءها وإما أن تعرض نفسها للتفكيك"، من جهة أخرى، لم تفوت حنون الفرصة لانتقاد ما أسمته بـ "الأوليغارشية" التي تقوم  بـ "نهب العقار والسعي لامتلاك الأراضي، خاصة بالمناطق الجنوبية, لاستعمالها كضمان للحصول على قروض بنكية".

واعتبرت في هذا المجال أن هذه الممارسات "هي في حد ذاتها عنف في حق أغلبية الشعب وتهدد السلم الاجتماعي", وطالبت الحكومة في هذا الصدد بـ "البحث عن مصادر التمويل لدى الأغنياء الجدد الذين انتفعوا من سخاء الدولة, عوض الاقتطاع من جيوب العمال".

خولة. ب

بعد تحكم الأمن في بؤر التوتر وتوقيف 30 ملثّما

غرداية تنفض "غبار الأزمة"وتستعيد نشاطها 

أعيان بني مزاب: "على السلطات أن تعتقل كل من يحمل فكر كمال فخار"

الإعلام الأجنبي يستغل الفتنة لحشر أنفه في الجزائر!

أميرة. أ

أحكمت الأجهزة الأمنيةسيطرتها على الوضع في غرداية بعد مواجهات دامية راح ضحيتها 25 شخصا، وتمكنت من فرض الاستقرار، حيث عاشت شوارع غرداية وقصورها منذ ليلة أول أمس هدوءا نسبيا بفضل المخطط الأمني المفروض خاصة على مستوى منطقة القرارة التي عاشت مشاحنات كبيرة خلال الساعات القليلة الأخيرة. 

استأنف سكان غرداية حياتهم بعد ليلتين داميتين واستعادوا نشاطهم بفتح محلاتهم والعودة إلى مقرات عملهم في ظل فرض طوق أمني محكم انتهى إلى توقيف 30 متورطا في أعمال العنف الأخيرة، كما طالت الإجراءات الأمنية الناشط الحقوقي كمال الدين فخار وعددا من مقربيه الذين توبعوا بتهم التحريض على العنف، حيث امتثل غالبية السكان إلى التشديد الأمني، مطالبين بتعميمه لتوقيف المتورطين في أعمال القتل التي شهدتها المنطقة خاصة على مستوى لقرارة.

 

عشرات الملثمين في قبضة الأمن... وفخار تحت مجهرالقضاء

 

تمكنت مصالح الشرطة في إطار تنفيذ أوامر القضاء، وبعد أقل من 12 ساعة من صدورها عن الجهات القضائية المختصة، من ضبط وإيقاف وتقديم 30 شخصا محل أوامر قضائية منها أوامر بالقبض، كما حجزت مجموعة من الوسائل التي استعملت في المشادات الدامية التي شهدتها ولاية غرداية مؤخرا والتي عرفت عددا من القتلى والجرحى، منها أسلحة بيضاء، مقذوفات حديدية، كميات من البنزين والزجاجات تستعمل لصنع المولوتوف، حيث وحسب بيان من خلية الاتصال والصحافة بالمديرية العامة للأمن الوطني فقد كثفت قوات الشرطة المتمركزة في مدينة غرداية والقرارة وبريان، في خطة أمنية محكمة، الدوريات وعمليات المراقبة الثابتة والمتنقلة، لإيقاف المبحوث عنهم من طرف السلطات القضائية والمشتبه تورطهم في أعمال الشغب الأخيرة، وهذا لتجسيد المخطط الأمني الشامل المسطر والذي تشارك فيه ضمن القوات المشتركة من أجل الحفاظ على أمن الأشخاص وحماية الممتلكات وعودة الاستقرار والطمأنينة في هذه المجمعات الحضرية. 

وفي سياق آخر تم توقيف الناشط الحقوقي كمال الدين فخار الذي وجهت إليه تهم التحريض على العنف، وأوردت بعض المصادر أن ضباط الشرطة استفسروا من الموقوف أسباب تردده المتكرر على المملكة المغربية. 

وعلق أحمد ميزاب على الحادثة بأنها وبالرغم من الأريحية التي سيشعر بها الكثيرون إزاء الإجراء إلا أنه لا يعتبر حلا صحيحا، ومهما تم الإلحاح عليه كمطلب إلا أنه يبقى بعيدا عن الحلول التي من شأنها حقن الدماء، وقالأنعملية التوقيف مطلوبة لكن قبل ذلك ينبغي التطرق إلى جملة من الطرق الناجعة والتي من المفروض أن تتصدر الأولويات، وأوضح أنه يمكن تسجيل تداعيات على عملية التوقيف لكنها تبقى محدودة في وقت أن الإجراءسيريح الكثيرين. 

 

الحكومة مطالبة بتعويض المتضررين ماديا بالملايير

 

طالب أعيان بني ميزاب بولاية غرداية، الحكومة بضرورة إيجاد حل ناجع للأزمة بعيدا عن الحلول الترقيعية، وذلك لتفادي عودة الانفلات الأمني من جديد ووقع ضحايا جدد لأعمال العنف والهمجية التي تشهدها المنطقة، وذلك في ردهم على عملية اعتقال كمال فخار المتهم بتأجيج الفتنة في الولاية من قبل قوات الأمن، موضحين بأن أزمة غرداية لا يمكن اختصارها في شخص واحد، بل هي حصيلة تراكمات لسنوات طويلة، عجزت الدولة على التعامل معها بصرامة. 

أكد ممثل عن أعيان الميزابيين في غرداية، أن اعتقال كمال فخار لن ينهي الأزمة في الولاية، مشيرين إلى أن القضية أكبر من أن ترتبط بشخص معين، وإن تم تضخيمه، داعين إلى ضرورة محاربة الأفكار التي تؤجج العنصرية والفتنة وتحرض على العنف، حيث أن المنطقة لا تحوز على فخار واحد وإنما العديد ممن يحمل ذات الفكر، والذين لابد من محاسبتهم بصرامة وتطبيق عقوبات في حقهم وفق ما يقتضيه القانون، للحيلولة دون عودة المواجهات من جديد. وقال المنسق العام لمجلس الشيخ با عبد الرحمن الكرثيدودوأحمد، أن مجالس أعيان بني ميزاب استنكرت اختصار قضية غرداية في شخص كمال فخار، موضحا بأنه إلى جانبه يوجد الكثيرون ممن يحملون نفس الفكر الذي يدعو إلى الفتنة ويحرض على العنف. 

وأضاف المتحدث ذاته، أن الحكومة مطالبة بإيجاد حلول ناجعة للأزمة التي بلغت أوجها، خصوصا عقب المواجهات الأخيرة التي أدت إلى مقتل 25 شخصا وجرح المئات، واستخدمت فيها أسلحة متطورة، بحيث تضمن عودة الأمن والاستقرار إلى الولاية وتضمن حقوق المواطنين في العيش الهنيء، ودعا السلطات الأمنية إلى مباشرة تحقيقاتها للكشف عن المتورطين وتسليط عقوبات ضدهم،كما كشف عن استنفار أمني كبير، حيث يتواجد آلاف العناصر من الدرك والأمن في أحياء المنطقة خصوصا منها التي شهدت مواجهات في الفترة الأخيرة، تحت إشراف الجيش الذي كلف بمتابعة الوضع الأمني بحسب تعليمات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والتي قامت باعتقال عدد من المشتبه فيهم، بعد سلسلة من المداهمات، وأضاف بوجود حظر للتجوال ليلا، بحيث تقوم عناصر الأمن باعتقال أي مشتبه فيه وأي شخص يتواجد في وضع مشبوه، بينما يتم تأمين خروج المصلين إلى صلاة التراويح عن طريق نشر عدد كبير من أعوان الأمن بالقرب من المساجد. 

 

الإعلام الأجنبي يستغل الفتنة لحشر أنفه في الجزائر!

 

تناول الإعلام العربي والأجنبي الأحداث الأخيرة التي شهدتها غرداية بنوع من التسييس، حيث تم التركيز على مصطلحات تضرب الهوية الوطنية كـ"العرب" و"البربر"، في محاولة لإظهار الأزمة على أنها حرب طائفية أو عرقية بين العرب والأمازيغ. 

علقت مختلف الصحف والمواقع الإعلامية الفرنسية على المواجهات الأخيرة التي عرفتها ولاية غرداية بكونها حربا طائفية وعرقية بين العرب والأمازيغ القاطنين في الولاية، حيث كتبت مواقع "مواجهات دامية بين الأمازيغ والعربي في غرداية"، و"أعمال عنف بين العرب والأمازيغ في الجزائر"، كما ركزت على استخدام الرصاص الحي في المواجهات التي أسفرت عن وقوع 25 قتيلا ومئات الجرحى، ونقلت شعارات رفعها محتجون على أعمال العنف التي طالت المنطقة، والتي تدعو إلى تدخل الجيش لإعادة الأمن، وتندد بما وصفته بـ"الأعمال الإرهابية" التي طالت أحياء الولاية. 

كما ركزت مقالات المواقع العربية، على وجود صراع عرقي في الجزائر بين العرب والأمازيغ، استدعى تدخل الجيش بعد تفاقم الوضع، وأثارت القضية اهتمام الإعلام المغربي الذي لم يفوت الفرصة لتوجيه اتهاماته للنظام الجزائري، متهما السلطة بالتواطؤ فيما أسماه بـ"اضطهاد" الأمازيغ. 

من نفس القسم الوطن