الوطن

النقابات بين مرحب ومنتقد لنتائج البكلوريا

بعد أن وضعت امتحانات نهاية السنة أوزارها

 

  • كناباست: نتائج البكلوريا مقبولة مقارنة بالسنة الماضية لكنها تبقى غير مرضية
  • الأونباف: النتائج كانت متوسطة وهي انعكاس لمشاكل السنة الدراسية

 

بعد أن وضعت نتائج نهاية السنة الدراسية لعام 2015 أوزارها، شكلت النتائج التي قدمتها وزارة التربية الوطنية بخصوص امتحان شهادة البكالوريا والتي تم الإفراج عنها نهاية الأسبوع المنقضي، فرصة أخرى لتوجيه الانتقادات للقائمين على القطاع، حيث رأت نقابات القطاع بأن النتائج تبقى بعيدة عن المطلوب محمّلين وزيرة التربية نورية بن غبريط مسؤولية تردي أوضاع قطاع التربية هذه السنة، ولم تشفع النتائج المسجلة على المستوى الوطني والتي قدرت بـ 51.36 بالمائة والتي كانت مرتفعة مقارنة بنتائج السنة الماضية، إلا أن هؤلاء أجمعوا على أنها يمكن أن تكون أفضل لو أن القطاع لم يشهد تذبذبا وصراعات بين الأساتذة وبين الوزارة.

 

كناباست: نتائج البكلوريا مقبولة مقارنة بالسنة الماضية لكنها تبقى غير مرضية

 

اعتبر المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار بالتربية "كناباست"، نتائج شهادة البكلوريا، نتائج مقبولة إذا ما قورنت بنتائج النسخة الماضية، وكارثية إذا ما قيست بسنوات الثلاث الأخيرة، محملا أسباب النتائج إلى القائمين على قطاع التربية والتعليم ومطالبا في نفس الوقت كل واحد بتحمل مسؤولياته.

وقال المجلس على لسان المكلف بالأعلام لديه مسعود بوديبة، في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن نسبة 51 بالمائة لا تعتبر نتيجة مرضية بالنظر إلى العمل الجبار المبذول، خاصة وأن السنوات الأخيرة كانت أحسن بكثير باستثناء السنة الماضية والتي كانت نسبتها 48 بالمائة، وبأشراف نفس الوزيرة.

وأشار بوديبة إلى ضرورة تقييم الوضع جيدا وإعادة النظر في الكثير من الإجراءات التي اتخذتها الوزارة خلال السنة الدراسية والتي بدرورها كان لها الأثر على النتائج التي هي بين أيدينا الآن، وأضاف المتحدث بأن قطاع التربية في ظل هذه النتائج التي وصفها بالغير مرضية يحتاج إلى مراجعة وإعادة تقييم من أجل تفادي مثل هذه النتائج والمشاكل التي حدثت طيلة السنة. من جانب آخر رفض بوديبة تحميل المسؤولية كاملة إلى الوزيرة نورية بن غبريط، معتبرا تحميلها المسؤولية وحدها ظلما لها، حيث أكد أن المسؤولية مسؤولية جماعية يتحملها الجميع بما فيها النقابات. ودعا نفس المتحدث جميع الشركاء إلى الاجتماع وتحديد مواقع الخلل والعمل على تجاوزها من أجل تحقيق نتائج أحسن في السنة القادمة.

 

الأونباف: النتائج كانت متوسطة وهي انعكاس لمشاكل السنة الدراسية

 

وصف الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الأنباف" نتائج الباكلوريا، بالنتائج المتوسطة، والغير مرجوة، معتبرا إياها انعكاسا حقيقيا لمشاكل السنة الدراسية، خاصة وأن الخلافات بين الوزارة الوصية والنقابات استهلكت الوقت الكثير بسبب تعنت الوزارة في تحقيق المطالب الشرعية لمستخدمي القطاع.

وقال الاتحاد على لسان المكلف بالإعلام مسعود عمراوي لـ "الرائد" بأن مثل هذه النتائج تقتضي الوقوف مليا من أجل تحديد جملة النقائص والأسباب التي تسببت في رسوب نصف الممتحنين، وأضاف عمراوي بأن النتائج المتمثلة في نسبة 51 بالمائة مجرد انعكاس للسنة الدراسية التي عرفت توقفات واضطرابات وصراعات بين الوزارة الوصية والنقابات التي كانت تناضل من أجل تفادي مثل هذه النتائج، لكن للأسف الوزارة لم تدرك ذلك إلا متأخرا، وتحدثالمكلف بالإعلام لدىالأونباف عن مشاكل القطاع والتي قال إنه من دون حلها لا يمكن الحصول على نتائج أحسن من التي سجلت في السنة الحالية، معتبرا قطاع التربية بعيدا جدا عن متطلبات الواقع. من ناحية أخرى أكد عمراوي على ضرورة تقييم السنة الدراسية المنقضية ووضع أسس تجنب الوقوع في نفس أخطائها الكارثية، وأضاف نفس المتحدث بأن الموسم الدراسي 2014-2015 كان بإمكانه أن يكون أحسن لو عرفت الوزارة كيف تتعامل مع مطالب النقابات وقامت باحتوائها بدل الوقوف في وجهها والدخول معها في حرب كان التلاميذ أكبر الخاسرين فيها. أما عما إذا كانت الوزيرة بن غبريط تتحمل مسؤولية النتائج، فقد قال عمراوي أن المنظومة بأسرها تتحمل المسؤولية بما فيها الوزيرة التي بدورها تتحمل الجزء الأكبر من الفشل. من جانب آخر دعا المكلف بالأعلام لدى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، إلى ضرورة مراجعة الإصلاح التربوي الذي قال إنه لم يقدم شيئا يذكر لقطاع التربية، كما طالب بإلزامية العودة إلى البطاقة التركيبية لتفادي التلاعبات، إضافة إلى إعادة الانضباط إلى المدرسة الجزائرية، كما طالب نفس الشخص بضرورة العودة إلى نظام المداولات الذي بحسبه يعد أنجع ويقطع الطريق أمام المتلاعبين.

مراد بوقرة

من نفس القسم الوطن