الوطن

غرداية ... النفق المظلم

إنزال أمني ووزاري بعد تسجيل عشرات القتلى والجرحى في صفوف طرفي النزاع

 

  • إضرابات عن العمل، احتجاجات وحضور ملفت لأتباع "الماك" !!

 

استيقظت غرداية فجر أمس على وقع تصعيد خطير في الأحداث باشتباكات عنيفة استعملت فيها الذخيرة الحية، سقط على أثرها عديد الضحايا التي أحصتهم المؤسسة الاستشفائية الشهيد شريفي محمد بأنهم بلغوا 18 قتيل وعشرات الجرحى وسط إنزال أمني ووزاري إلى غرداية للوقوف على خطورة الوضع خاصة مع تردد أنباء بمخطط الاستثمار في الانزلاق من قبل الشبكات الإجرامية والإرهابية،  في المقابل تنقل أعيان المنطقة للعاصمة لحضور اجتماع طارئ بقصر الرئاسة، وشهدت شوارع العاصمة موازاة مع العنف بغرداية احتجاجات من الغرداويين الذين دعوا إلى إيقاف نزيف الدم تخللتها شعارات انفصالية نادى بها أتباع حركة " الماك " الذين تسللوا إلى المعتصمين في العاصمة وبعض الولايات.

دخلت غرداية صباح أمس النفق المظلم  بعدما بلغ الحد إلى استخدام الأسلحة النارية وبنادق الصيد في الاشتباكات التي عرفتها منطقة القرارة، بريان والقطارة، حيث بدأت مجموعة من الملثمين فجر الأربعاء بإطلاق  الرصاص والذخيرة الحية بشكل عشوائي على السكان، هؤلاء كانوا يتنقلون بين أحياء القرارة على متن سيارات من نوع هيليكس بحسب مصادرنا  ويقومون بإطلاق النار على كل من يصادفونه، حيث خرج السكان من منازلهم بعد سماع صوت الرصاص وورود معلومات بوقوع 30 قتيلا كحصيلة أولية، وأضافت المصادر ذاتها، أن المجموعات استغلت غياب الأمن والناس نيام، لتباشر اعتداءاتها بشكل علني، حيث بدأت باستخدام الحجارة والمولوتوف، قبل أن تتحول إلى استعمال الرصاص، حيث كان بحوزة المتورطين بنادق صيد وأسلحة أخرى متطورة، ما عزز فرضية مشاركة عناصر إرهابية في المواجهات، خصوصا وأنها أسفرت لأول مرة عن حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى.

وكشف الناشط من المجتمع المدني، حمو أوجانة ، أن الاشتباكات اندلعت في منطقة القرارة قبل أن تتوسع تدريجيا إلى بريان والقطارة، حيث قام الملثمون بتنفيذ اعتداءات في مناطق متفرقة وأقاموا حواجز أمنية على مداخل المنطقة لمنع الدخول إليها آو الخروج منها، الأمر الذي حال دون وصول الغرداويين من مناطق أخرى للاطمئنان على عائلاتهم، كما شهدت بلدية العالية بولاية ورقلة هي الأخرى اعتداءات مماثلة وصفها السكان بالاعتداءات "الإرهابية"، باستخدام السيوف، الخناجر وبنادق الصيد، وحال ذلك دون تنقل سكان البلدية للاطمئنان على ذويهم بالقرارة، حيث أن الملثمين كانوا يستهدفون كل من يحاول الدخول أو الخروج من القرارة، ولم تهدأ الأمور هناك إلى أن تدخلت قوات الدرك التي قدمت من غرداية، تقرت والعالية في حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم أمس وفرضت حظر التجوال في المنطقة، مهددة باعتقال أي شخص يتواجد في عين المكان.

وأجبر الانفلات الأمني، وزير الداخلية نور الدين بدوي على التنقل إلى غرداية للوقوف على حقيقة الوضع، حيث باشر مع السلطات العسكرية إجراءات التحكم بالوضع  شأنه في ذلك شان المدير العام للأمن الوطني عبر الغني هامل.

لافتات "الماك" تعكر على الغرداويين احتجاجهم بالعاصمة

توافد مئات الأشخاص القادمين من غرداية للمشاركة في  مسيرة  انطلقت من وسط العاصمة باتجاه دار الصحافة الطاهر جاووت، تنديدا بالعنف المسجل في ولايتهم وسط تسلل شباب اقحم لافتات عنصرية محاولا تغيير القصد من الحركة الاحتجاجية خاصة مع الشعارات المنادية بالانفصال.

عاشت دار الصحافة الطاهر جاووت بساحة اول ماي، على وقع  توافدا لمئات المواطنين العاصميين المنحدرين من غرادية الذين قرروا تنظيم مسيرة للتعبير  عن استنكارهم لما يحدث في الولاية من اعمال عنف، وتضامنهم مع ذويهم، حيث رفعوا شعارات منددة بتفاقم الأزمة كتب عليها "لا للارهاب"، "لا لتقسيم غرداية"، "لا لقتل الابرياء"، " من المستفيد من الحرب في غرداية؟"، " نطلب تدخل الجيش لحمايتنا"، كما رددوا النشيد الوطني وآيات قرآنية في خطوة لاثبات هويتهم كجزائريين والمسلمين.

وتخللت المسيرة نوعا من المواجهات التي اندلعت بين المحتجين، بعدما اقدمت مجموعة على رفع علم "الماك"، وإطلاق شعارات عنصرية، لتوجيه المسيرة الى غير هدفها الحقيقي، وهو ما اثار استنكار المحتجين، الذين عبروا عن رفضهم لأي محاولة لتسييس الازمة، بينما أجمع المحتجون، ان ضرورة تدخل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والسلطات الامنية لوقف العنف ومعاقبة المتسببين.

أميرة. أ

من نفس القسم الوطن