الوطن

بن غبريط مطالبة بالتدخل لإنقاذ قطاع التربية والتعليم في الجنوب

الولايات الجنوبية الأخيرة وطنيا في نتائج الامتحانات الرسمية منذ سنوات والأساتذة يستغيثون

 

 

طالب مجموعة من الأساتذة ومدراء المؤسسات التربوية بولايات الجنوب وزيرة التربية الوطنية بالتدخل من أجل تحسين مستوى التعليم في هذه الولايات، بعدما حققت هذه الأخيرة نتائج ضعيفة على المستوى الوطني في إمتحاناتالسنكياموالبيام، حيث جاءت تمنراست مثلا وعلى مدار 7 سنوات الأخيرة وطنيا دون تحرك من طرف الوصاية لمعرفة الأسباب.

وقد طالب هؤلاء الأساتذة والمؤطرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتدخل العاجل لوزيرة التربية الوطنية من أجل إيجاد حلول للتعليم في ولايات الجنوب خاصة مع الاستراتيجية الجديدة التي تنوي الوزارة اتباعها من أجل الرقي بالشهادات التي تقدمها المدرسة الجزائرية. وأكد أصحاب المبادرة أنه خلال عشرية كاملة تعاقب العشرات من مدراء التربية على ولايات الجنوب لم يستطع أي منهم إيجاد علاج لمشاكل قطاع التربيةالمستعصية على الحل، فكلما جاء مدير جديد للتربية يحاول جاهدا الوقوف على مكامن الخلل، ومعرفة الداء ليجد الدواء، لكن ما أن تتوالى الأيام، حتى يغرق الوافد الجديد في دوامة من المشاكل والعراقيل لا يعرف لها بداية ولا نهاية، مما يضطره إلى الرضوخ والانصياع إلى الأمر الواقع، وتكريس الرداءة السائدة والمتوارثة جيلا بعد جيللتتحول مشكلة ضعف التحصيل الدراسي وبالتالي تدني نسبة النجاح لدى التلاميذ هي مشكلة عامة تعاني منها معظم المتوسطات في الجنوب الجزائري. وعن أسباب نكبة التعليم خاصة في المرحلة المتوسطةالموجودة في ولايات الجنوب يقول أصحاب المبادرة أن هناكضعفاقاعديارهيبا لدى التلاميذ وانعدام ملمح التخرج لدى تلاميذ الأولى متوسط المنتقلين حديثا للطور المتوسط، خاصة في مواد اللغة العربية والفرنسية، فلا يعقل أن نجد تلاميذا بعد 5 سنوات من الدراسة في الطور الابتدائي لا يحسنون القراءة والكتابة بالعربية والفرنسية، ولا يجيدون حتى القيام بعمليات حسابية بسيطة في الرياضيات، كما يجهلون تماما أغلب الرموز الرياضية. وهو الأمر الذي جعل الأساتذة في حيرة وجعلهم يتساءلون: كيف نجح هؤلاء التلاميذ وانتقلوا إلى المتوسطة؟بالإضافة إلى أن انعدام الرغبة في التعلم والدراسة خاصة من جانب الذكور، كما أن الغالبية العظمى من تلاميذ مستويات الرابع متوسط لم يدرسوا بعض المواد مثل اللغة الاجنبية كاللغة الإنجليزية والفرنسية، وبعض المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء خلال السنوات الماضية أحيانا لعدة أسابيع أو لفصل دراسي كامل وفي أحيانا أخرى لفصلين دراسيين، والسبب هو عدم تعيين مديرية التربية لأي أستاذ في مكان الأستاذ الذي غادر المؤسسة لأسباب مختلفة.

تلاميذ لا يدرسون اللغات الأجنبية لفصول كاملة في ولايات الجنوب 

 

من جهة أخرى ومن بين المشاكل التي حصرها أصحاب مبادرة الارتقاء بالتعليم في ولايات الجنوب خاصة ما تعلق بالأساتذة هوتأخر تعيين أو التحاق الأساتذة بالمؤسسات التربوية في بداية الموسم الدراسي، بسبب أن أغلبهم وافد من خارج الولاية، أو تماطل مديرية التربية في تعيينهم في الوقت المناسب، أو لأسباب تبقى أحيانا مجهولة.

إضافة إلى نقص الخبرة التدريسية، فأغلب الأساتذة الجدد، بعد أن تم إحالة عدد معتبر من الأساتذة على التقاعد أو تمت ترقيتهم لمناصب الإدارة والتفتيش، فنجد حوالي 58% من مجموع أساتذة الطور المتوسط تقريبا، لديهم أقدمية في التدريس تقل عن 5 سنوات.

زد إلى ذلك كثرة غيابات بعض الأساتذة، حيث بلغت نسبة الغياب خلال الفصل الأول ما يزيد عن 10%، وهي متغايرة من شهر لآخر، ومن متوسطة لأخرى. ويعتبر شهري أكتوبر ونوفمبر، هما الشهرين اللذين حطما الرقم القياسي في غيابات الأساتذة، وهو الأمر الذي يزيد من الضغط على عليهم، مما يؤدى إلى التسرع في إكمال المنهاج وهو ما يؤثر بدوره على التحصيل المعرفي للتلاميذ، 

وأضاف أصحاب المبادرة أن هناك أقساما يدرسها أساتذة دائما في عطل مرضية أو من غير أستاذ أصلا...فلا يعقل أن يمر فصل كامل وهناك تلاميذ لا يدرسون اللغات الأجنبية كالفرنسية مثلا، دون أن تحرك إدارة المتوسطة ساكنا، وكأن الأمر لا يعنيها وأغلب المدراء يكتفون بمراسلة الوصاية حول شغور المنصب، ثم ينام غير مبال بمصير التلاميذ.

غياب القيادة المدرسية الواعية يؤزّم الوضع 

 

وزيادة على كل الأسباب الفارطة قال أصحاب المبادرة أنه من أسباب تدهور التعليم في الجنوب أن هناك غياب القيادة المدرسية الواعية والفاعلة، فأغلب مدراء متوسطات الولاية إما أن الزمن تجاوزهم وأصبحوا بعيدين عن أساليب التسيير الحديثة للمؤسسات التربوية القائمة على "مشروع المؤسسة" والذي يتطلب مشاركة كل الفاعلين في القطاع وضرورة العمل على تنشيط الجماعة التربوية بطريقة ديمقراطية تشاوريه وليست استبدادية أبوية تسلطية. أو أنهم حديثي العهد بالإدارة المدرسية، فتجدهم قد تلقوا تكوينا شكليا في معاهد التكوين وهو ما لا يسمح لهم بمعرفة الكثير من خبايا التسيير الإداري والبيداغوجي والمالي والمادي للمؤسسات التربوية، كما تجد اغلبهم ينأى بنفسه عن القيادة الرشيدة والحكيمة، فيحيطون أنفسهم ببطانة لا يلونهم خبالا، ويغلقون على أنفسهم داخل مكاتبهم، فتجدهم غارقون في الأعمال الإدارية على حساب العمل البيداغوجي، مما يخلق فجوة وهوة سحيقة بينهم وبين الفريق التربوي والإداري المكون أساسا من أساتذة وعمال وإداريين ومساعدين تربويين، وهو ما يجعل التواصل والتفاهم بين الطرفين شبه مستحيل مما يخلق أجواء متوترة ومتأزمة داخل المؤسسة لا تساعد البتة في ترقية الحياة المدرسية.

س.زموش

من نفس القسم الوطن