الوطن

53 سنة من الاستقلال... وفرنسا تدين الاستعمار دون اعتذار!

الملف يتحول إلى موضوع مناسباتي و"البزنس" مع فرنسا أضحى أولى من الذاكرة

 

 

بحلول كل ذكرى استرجاع السيادة الوطنية، يعود مجددا ملف الذاكرة واعتراف فرنسا بجرائمها بشكل أصبح يشبه المواضيع المناسباتية التي تطرح دون مغزى ودون تحقيق هذا المطلب الذي بات بعيد المنال،ففرنسا الرسمية والاشتراكية واليمينيةلا تزال مصرة على عدم تقديم ”الاعتذار”،مقابل امتصاص المزيد من المشاريع الاقتصادية التي تذر عليها أموال طائلة.

يؤكد مطلعون علىالشأن السياسي أن أصوات المطالبين بالاعتذار لفرنسا تلاشت ما عدا اجتهادات ورسائل يتقدم بها أصحاب مبادرات تطبيقا لشعار "حتى لا ننسى"حيث تمكنت جمعية ثقافية فرنسية مهتمة بالتاريخ من جمع المئات من توقيعات مواطنين فرنسيين يطالبون، في لائحة، سلطات بلدهم بالاعتراف بجرائم الإبادة التي اقترفها المستعمر في مدن الشرق الجزائري، في 8 ماي 1945. بالإضافة إلى بروز صوتمندوب مشروع “تجريم الاستعمار” خلال العهدة النيابية السابق موسى عبدي- الذي وجه رسالة إلى الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند، الذي جدد دعوته الاعتذار نيابة عن فرنسا للشعب الجزائري. إلا أن هذه الأصوات سرعان ماخفت مقابل غياب تام لأصوات الرسميين مقابل غنائم تكسبها فرنسا من خلال الاتفاقياتالإقتصادية التي تبرمها مع الجزائرحيث ارتفع حجم المبادلات بين البلدين إلى أكثر من 13 مليار دولار. 

الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند وخلال زيارتين قادته للجزائر في ظرف ثلاث سنواتعاد إلى بلده دون اعتذار عن جرائم بلده، وعكس ذلك تنامى بحدة المنطق البراغماتي، تحت غطاء التعاون الاقتصادي، بينما يبدو جليا التعاون ”ذو الخط الواحد” والذي لا يخرج عن البحث عن الغنيمة في الجزائر دونما الذاكرة، فقد زار ولأول مرة الوزير الفرنسي لقدامى المحاربين والذاكرة، الجزائر للمشاركة في تخليد ذكرى مجازر ماي 45، ثم عاد إلى بلده، ليحل بالجزائر وزير الخارجية لوران فابيوس ويغتنم لبلده الصفقات التي تابعها الجميع ببراغماتية بحتة، والبراغماتية تظهر بجلاء من الجانب الفرنسي، لكنها غائبة عن منطق المسؤول الجزائري الذي قدم تنازلات لا تحصى للطرف الفرنسي، كانت بالدرجة الأولى تنازلات تاريخية انسجمت تمام الانسجام مع دعوة قديمة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، بالنظر إلى المستقبل دون العودة إلى الماضي. وإن فرنسا لا يمكنها أن تنخرط في سلسلة اعتذاراتٍ لا نهاية لها، وأنه لا داعي لذلك.

تراجع الجانب الرسمي الجزائري على مطلب الإعتذار، والزيارة الأخيرة للرئيس أثبتت الواقع الذي قلصه فرونسوا هولاند في اتفاقيات إقتصادية وتبادل أفكار حول القضايا الإقليمية مقابل حديث كبير عن قضايا شخصية وصلت به إلى حد تقييم صحة الرئيس بوتفليقةحيث قال أنه لمس قدرات فكرية هائلة لدى الرئيس بوتفليقة". 

أمال. ط

من نفس القسم الوطن