الوطن
النقل الخاص صائم في رمضان ووزارة النقل "تتفرج"
الميترو، الترامواي، القطار وحافلات إيتيزا أكثر تنظيما
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 جولية 2015
- خدمة الكلونديستان تنتعش ليلا ونهارا وتتحول إلى بديل للجزائريين
رغم تأكيدات مسئولي قطاع النقل عن ضمان خدمة التنقل في نهار وليالي رمضان، إلا أن الواقع يقول عكس ذلك، وسائل نقل صائمة في رمضان، مواطن عالق في المحطات، لساعات طوال ينتظر هلال حافلة نقل عمومي تقله إلى مكانه المقصود، وسط تساؤلات عدة حول جهاز الرقابة على مستوى مديرية النقل الذي لا يحرّك ساكنا لردع أصحاب الحافلات الخاصة الذين صاموا عن نقل المسافرين؟
ونحن في ثاني أسابيع شهر رمضان، لم تختلف الأمور كثيرا عن سابقاتها في المواسم الماضية، فيما تعلق بتوفر وسائل النقل العمومي والخاص، فالمتجول هذه الأيام بمختلف محطات نقل المسافرين بالعاصمة، يلمح نوما عميقا لمختلف الخطوط التي أجمعت على الخمود للراحة سيما في الساعات الأولى من الصباح، وهو الأمر الذي انتقده الكثير من الزبائن الذين عبروا عن استيائهم من الغياب الشبه التام للنقل، الأمر الذي يتسبب في تأخيرات كثيرة في الالتحاق بمناصب عملهم، فسعيد الحظ من يجد حافلة تشتغل على الخط الذي يود التنقل فيه، لكن فرحته لن تطول أمام اضطراره لانتظار ساعات طوال داخل الحافلة التي ترفض الإقلاع إلا وهي محملة عن آخرها بالراكبين.
• أصحاب حافلات النقل الخاص لا يكترثون
تقربنا من أصحاب حافلات النقل الخاص والذين فرضوا منطقهم على المواطن البسيط، منذ حلول الشهر الفضيل، تحدثنا إلى أحدهم والمستغل لخط القبة بئر مراد رايس، هذا الخط الذي يعرف الكثير من التجاوزات، ليس فقط في شهر الصيام، فحتى في الأيام العادية لطالما سجلت مناوشات بالجملة بين السائقين والركاب، أمام مكوث الحافلة لساعات طوال قبل مغادرة المحطة، فيما يمتنع أصحاب هذا الخطعن العمل بشكل نهائي أيام نهاية الأسبوع سيما ما تعلق بيوم الجمعة، فيما يعملون بالتناوب يوم السبت أمام قلة مرتادي هذا الخط نهاية الأسبوع، وهو العذر الذي وجده السائق الذي تحدثنا معه، الذي أكد أن الزبون هو أهم عامل في عملية النقل، وبغياب الزبون لا يمكن للسائق أن يعمل ويؤمن مصاريف يومه، ما يجعلهم يمتنعون عن العمل نهاية الأسبوع، فيما قال أن رمضان تنقص فيه الحركية، سيما صباحا الأمر الذي يقابله خسارة للسائق الذي يقرر العمل، أين يقضي –حسبه- كامل وقته في المحطة بإقالة راكبين أو ثلاثة، الأمر الذي يجعلهم يؤخرون نشاطهمإلى العاشرة صباحا وأكثر أحيانا لضمان توافد المسافرين على المحطة. من جهته قال سائق آخر يشتغل على مستوى خط الدويرة العاشور، أن نشاطهم يقل أو ينعدم تماما مع رمضان، في الوقت الذي تنتقل الحركية إلى الليل، أين يقررون العمل ليلا على العمل نهارا بالخسارة، وهو ما وجده محدثنا حلا لتعويض خسارة يوم كامل من الخمول، موضحا أن أغلب المواطنين يأخذون عطلهم في رمضان، وبالتالي تقل الحركة، ولا جدوى من نشاطهم نهارا.
ولدى سؤالنا له حول القانون الذي يسمح له بالامتناع عن العمل نهارا، ومزاولة النشاط ليلا، قال محدثنا أنه يعمل بهذا الخط منذ سنوات ولم يتعرض يوما إلى أي نوع من العقوبات، وحتى أنه لا يفقه شيئا فيما يخص قانون النقل، معتبرا نفسه تاجرا حرا يعمل كيفما يشاء، ولا ينبغي أن يتقيد بتعليمات أي جهة كونه ينتمي للقطاع الخاص.
• الترامواي، الميترو، والقطار يعوّضون النقص
وعلى عكس القطاع الخاص، يشكل القطاع العمومي في مجال النقل، بديلا هاما للمسافرين الذين وجدوا ضالتهم في كل من الترامواي، الميترو، القطار، وحتى حافلات إيتيزا، أين أعطت في السياق مؤسسة استغلال التراموي برنامجا خاصا برمضان لكل من الترامواي والميترو، والذي يمتد إلى غاية منتصف الليل و22 دقيقة من محطة درقانة (برج الكيفان) وعلى الساعة الـ1 صباحا و41 دقيقة من محطة المعدومين (العناصر)، أين تتوقف خدمة الترامواي مدة نصف ساعة ابتداء من الساعة الـ20:00 وهو وقت الإفطار، فيما امتدت رحلات القطار إلى الساعةالواحدة صباحا انطلاقا من الجزائر العاصمة نحو الرغاية والثنية،والانطلاق مقرر على الساعة 21:15 وعلى الساعة الـ23:50 انطلاقا من الثنية والرغاية،وهو الأمر الذي استحسنه مستغلو هذه الأنواع من وسائل النقل، التي شكلت بديلا هاما لهم أمام نقص نظيرتها في القطاع الخاص. وفي السياق أكد لنا أحد المسافرين القادم من باش جراح إلى بئر مراد رايس، أنه يعمل في رمضان، ويضطر للتنقل مشيا على الأقدام إلى محطة الميترو ومن ثمة استعمال طاكسي جماعي للوصول إلى بئر مراد رايس مقر عمله، أمام نقص حافلات خط باش جراح عين النعجة وعين النعجة بئر مراد رايس.
• جمعية حماية المستهلك:يجب وضع قائمة مداومة طيلة الشهر
تأسف رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، للأوضاع التي آل إليها قطاع النقل في بلادنا، وقالأنالآية قد قلبت فبعد أن كان القطاع الخاص هو القطاع الواسع والبديل عن العمومي، بات اليوم العكس، القطاع العام هو من يلبي الخدمة في وقت الحاجة، أين اعترف بوجود تجاوزات كبيرة فيما يخص قطاع النقل الخاص، والتي على الرغم من تحسن خدماتهامقارنة بالسنوات الماضية، إلا أنها لا تزال تصنع الحدث، بسوء التنظيم وغياب الرقابة الحقيقية على هذا القطاع الهام.
وأضاف محدثنا أن تذبذب خدمات النقل الخاص، فتح الباب على مصراعيه لأصحاب النقل الموازي، أو ما يعرف بـ "سائقي الكلونديستان"، والتي أصبحت اليوم ظاهرة بحدّ ذاتها، داعيا في ذات السياق المسؤولين على قطاع النقل إلى التحرك من أجل ضبط الأمور بقطاع النقل الخاص، من خلال معرفة الخطوط التي تسجل عجزا، وتدعيمها بخطوط جديدة، إضافة إلى ضرورة اعتماد سياسة المناوبة في المناسبات ونهاية الأسبوع لضمان خدمة المواطن على مدار السنة.
منى. ب