الوطن
اجتماع الصخيرات يفشل في إقناعالأطراف الليبية بتوقيع مسودة الاتفاق السياسي
بسبب احتجاج "المؤتمر الوطني" على التغييرات التي طالت المسودة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 جوان 2015
- الأمم المتحدة متفائلة بتوصل الليبيين إلى اتفاق نهائي للأزمة هذا الخميس
فشل الاجتماع المشترك الذي ضم للمرة الأولى جميع أطراف الحوار السياسي الليبي والمبعوث الأممي برناردينو ليون مساء السبت الماضي بمنطقة الصخيرات بالمغرب، في دفع الأطراف إلى التوقيع بالأحرف الأولى على مسودة الاتفاق مثلما كان متوقعا، حيث فشلت الجهود الأممية في إيجاد صيغة جديدة للمفاوضات تكون أنجع وأسهل في تقريب وجهات النظر من خلال التقاء جميع الأطراف وجها لوجه بما فيها ممثلو مجلس النواب المعترف به دوليًا وممثلي المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.
حاولت الأمم المتحدة إيجاد صيغة جديدة للمفاوضات بين الفرقاء الليبيين، تكون أسرع وأسهل في تقريب وجهات النظر بينهم، لحل الأزمة الليبية وإعادة الاستقرار إلى المنطقة، حيث التقت أطراف النزاع لأول مرة منذ انطلاق جولات المفاوضات بينهم في اجتماع عمل مشترك في المغرب، ضم جميع المشاركين برعاية الأمم المتحدة، هذه الأخيرة التي توقعت الإعلان عن اتفاق تفاهم مشترك في نهاية اللقاء، إلا أنها فشلت في ذلك لأن المشاركين لم يوقعوا على مسودة الاتفاق، حيث نظمت البعثة الأممية في ليبيا هذا الاجتماع الذي ضم للمرة الأولى وجهًا لوجه ممثلي مجلس النواب المعترف به دوليًا وممثلي المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني وعدد من السياسيين المستقلين.
واعتاد برناردينو ليون طوال جولات الحوار الخمس الماضية، عقد لقاءات منفردة مع أطراف الحوار، ثم نقل ملاحظات كل طرف إلى الآخر، إلا أن اللقاء هذه المرة تم وجها لوجه بين أطراف النزاع، حيث أشار محمد صالح المخزوم أن اللقاء حمل الكثير من التقارب في وجهات النظر بين المشاركين قائلا:"بذلت الأمم المتحدة جهودًا كبيرة للتقريب بيننا فيما يخص الملاحظات على المسودة"،في إشارة إلى مشروع الاتفاق الرابع الذي عرضته البعثة الأممية على الوفود، وقال عضو مجلس النواب النائب أبوبكر بعيرة: "هناك بشكل عام توافق على أغلب القضايا، حيث سينتهي الاجتماع ببيان تصدره الأمم المتحدة، ثم ستصدر وثيقة مكتوبة تحاول أن تقرب وجهات النظر المختلفة، على أن يجري التوقيع عليها بالأحرف الأولى من قبل جميع الأطراف بعد أن تدرس".
وقامت مصر بإيفاد سفيرها في ليبيا إلى حوار الصخيرات، لتقديم العون والدعم وصولا إلى تحقيق الحل السياسي الذي يمكن من توفير الأمن والاستقرار، كما أن سفراء ومبعوثي الاتحاد الأوروبي، وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمغرب والبرتغال وإسبانيا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، المتواجدون في مدينة الصخيرات المغربية، حثوا الأطراف الليبية على توقيع الاتفاق السياسي لحل الأزمة الليبية خلال الأيام المقبلة، حيث أكد الجميع أنه "لا حل عسكري للأزمة في ليبيا".
وبحسب المشاركين في الاجتماع، فإن فريقا من " المؤتمر الوطني "، المنتهية ولايته، رفض التوقيع على المسودة، وطالب بالعودة إلى طرابلس للتصويت على مسودة الاتفاق، كما اعتبر أن هناك تغييرات أجريت على مسودة الاتفاق الذي طرحه المبعوث الدولي برناردينو ليون ووافق عليه الطرفان بشكل مبدئي، وخاصة فيما يتعلق بالأساس الدستوري لحكومة الوحدة الوطنية وسحب الثقة منها وهيكلية مجلس الدولة وتركيبة أعضائه، بينما وافق الطرفان من حيث المبدأ على المسودة، لكن بقيت العديد من الخلافات بشأن اختصاصات وصلاحيات المجلس.
الأمم المتحدة متفائلة بتوصل الليبيين إلى اتفاق نهائي للأزمة هذا الخميس
قال المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون أن أطراف الحوار الليبي توصلوا إلى اتفاق وصفه بشبه الكامل، مشيرا إلى أن الأطراف غادرت إلى ليبيا من أجل التشاور قبل العودة إلى الصخيرات يوم الخميس المقبل للتوقيع على الاتفاق.
من جهته، قال عضو في وفد الحوار الليبي عن المؤتمر الوطني العام في مدينة الصخيرات المغربية، إنه تم تأجيل توقيع الاتفاق على المسودة المعدّلة للمقترح الأممي القاضي بإنهاء الأزمة بين الأطراف الليبية.
وأكد المستشار الأول لفريق الحوار عن المؤتمر أشرف الشح، أن تأجيل اللقاء الذي كان مبرمجا جاء من أجل التوصل إلى اتفاق "بسبب تغيير ثلاثة بنود أساسية في المسودة الأممية".
وأكد الشح -وفق ما نقلته وكالة الأناضول- أن أحد البنود يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية، "حيث كانت المسودة تعطي البرلمان والمحكمة العليا صلاحية سحب الثقة من الحكومة"، إلا أن وفد المؤتمر فوجئ بتعديل البنود لتقتصر الصلاحية على البرلمان فقط.
ويتعلق البند الثاني -بحسب الشح- "بالأساس الدستوري الذي يستمد منه البرلمان شرعيته، حيث يجب عدم إلغاء حكم الدستورية"، والبند الثالث يرتبط بتشكيل المجلس الأعلى للدولة حيث بقي غامضا، بحسب قوله.
أميرة. أ/ إكرام. س