الوطن

موجة الحرّ تجبر الجزائريين على الدخول في حظر للتجوال

ستصل إلى درجة 49 وستستمر إلى غاية الخميس

 

فارقة عاشور لـ"الرائد" سجلنا 12 تدخلا في الـ 24 ساعة الماضية لحالات إغماء بسبب درجات الحرارة المرتفعة!

بركاني بقاطلـ"الرائد": الصوم مع الحرارة المرتفعة قد يودي بحياة المسنين والحوامل!

 

 

تواصل موجهة الحرّ الشديد ضرب عدد من مناطق الوطن الداخلية والشمالية الساحلية وحتى الجنوبية، حيث تشهد موجه حر شديدة ودرجات حرارة قياسية، وصلت إلى 40 درجة مئوية على سواحل الجزائر وقد تصل إلى 44 درجة على المدن الداخلية و49 بمناطق الجنوب، حسب أرقام مصلحة الأرصاد الجوية وهو ما فرض حظر تجوال بالشوارع والمدن خوفا من مضاعفات هذه الحرارة الملتهبة مع الصيام، ودفع مديرية الحماية المدنية لإعلان حالة طوارئ في حين ينصح الأطباء المواطنين بتجنب الخروج خلال فترة الظهيرة لما في ذلك من خطورة على جسم الإنسان تصل إلى حد الموت.

وتتوقع مصالح الارصاد الجوية ارتفاعا محسوسا في درجات الحرارة في مختلف ولايات الوطن ستستمر إلى الخميس المقبل، حيث اكدت المكلفة بالإعلام بمصلحة الارصاد الجوية، هوارية بن رقطة أمس أن درجات الحرارة القصوى ستصل إلى 40 درجة مئوية على سواحل الجزائر وقد تصل إلى 44 درجة على المدن الداخلية و49 بمناطق الجنوب، وبالنسبة إلى درجات الحرارة الليلية أضافت بن رقطة أنها تبقى مرتفعة تتراوح بين 16 إلى 20 درجة.ويؤكد ديوان مركز الأرصاد الجوية، أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة هو أمر عادي بداية من شهر جوان، نظرا لتواجد الجزائر في حوض البحر الأبيض المتوسط، والأمر راجع إلى الاستقرار في مراكز الضغط الجوي الذي يجعلنا تحت تأثير كتلة هوائية ساخنة خلال الأيام القليلة القادمة.

 فارقة عاشور لـ"الرائد": سجلنا 12 تدخلا في الـ 24 ساعة الماضية لحالات إغماء بسبب درجات الحرارة المرتفعة

 

من جهته كشف مدير الاتصال بمديرية الحماية المدنية الرائد فارق عاشور في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن مصالح الحماية المدنيةسجلت خلال الـ24 ساعة الأخيرة12 تدخلا من أجل أسعاف مواطنين تعرضوا لمضاعفات وإغماءات بسبب درجات الحرارة المرتفعة، مضيفا أن هذا الرقم تم تسجيله على مستوى كل التراب الوطني، وأكد الرائد عاشور أن كل الحالات تم التكفل بها على مستوى مصالح الإستعجالات الطبية دون تسجيل أي حالات خطيرة مضيفا أن معظم هذه الحالات هي لأشخاص من ذوي الأمراض المزمنة وكذا عمال تعرضوا لأشعة الشمس لفترات كبيرة. وفي السياق ذاته نصح عاشور الجزائريين بعدم الخروج من البيت إلا في الضرورة القصوى فقط والبقاء في الظل ناصحا بشرب كميات كبيرة بعد الإفطار بحوالي الساعة من أجل إمداد الجسم بالكميات التي يحتاجها من السوائل.من جهة أخرى أكد الرائد عاشور أن المديرية العامة للحماية المدنية وضعت كافة وحداتها التدخلية في حالة تأهب قصوى، وهذا تبعا للنشرة الجوية الخاصة بارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى تكثيف الحملات التحسيسية من خلال تقديم النصائح الوقائية المهمة في هذه الظروف.

حظر تجوال بالشوارع والأسواق... ومواطنون يهربون من الحرارة إلى الشواطئ 

 

هذا وقد شهدت مختلف مناطق الوطن حالة من الطوارئ بسبب الارتفاع الكبير في درجة الحرارة التي تجاوزت 41 درجة تحت الظل، حيث بدت الأسواق والشوارع شبه فارغة، بعد أن تقلصت نسبة الحركة بها، فيما أطلقت المؤسسات الاستشفائية نداءات للمواطنين خاصة المصابين بالأمراض المزمنة كالسكري، ضغط الدم، القلب والربو، لتجنبهم الخروج من منازلهم تفاديا لأشعة الحرارة والحذر من ضربات الشمس،واستقبلت المصالح الاستعجالية عشرات الحالات من إغماءات ومصابين بضربات الشمس إلى جانب مضاعفات لأمراض مزمنة خاصة في وسط الأطفال وفئة المسنين، كما دفعت درجة الحرارة المرتفعة أمس العديد من المواطنينلاستغلال نافورات المحاور الطرقية من أجل السباحة،في حين أجبرت العديد من المواطنين على العودة من جديد إلى البحر قصد السباحة هروبا من لفحات الحرارة العالية، التي عرفت إقبالا كبيرا في ظل الفتوى التي أجازها العديد من السلفية بجواز السباحة في رمضان.

بركاني بقاط: الصوم مع الحرارة المرتفعة قد يودي بحياة المسنين، المصابين بالأمراض المزمنة والحوامل 

 

من جهته دعا رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بركاني بقاط في تصريحات لـ"الرائد" إلى أخذ الحيطة والحذر خاصة بالنسبة للأشخاص المسنين، أصحاب الأمراض المزمنة، الأطفال والحوامل مضيفا أن الحرارة قد تؤثر على هؤلاء بصفة أكبر من الشخص العادي حيث قال بركاني أنه من الصعب على الأشخاص المسنين والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة الصوم لأن ذلك سيؤدي لمضاعفات قد تصل حد السكتة القلبية، لذلك فقد نصح بركاني هؤلاء بشرب كميات كبيرة من الماء والاستحمام وغسل الوجه كل 10 دقائق كذلك نصح بركاني الأولياء بإجبار الرضع والأطفال على شرب كميات من المياه حتى وإن لم يريدوا ذلك.

من جهة أخرى نصح بركاني الصائمين بتفادي الخروج في أوقات ذروة الحرارة أو القيام بمجهودات زائدة كما نصح الرياضيين بعدم ممارسة الرياضة خلال النهار، ملحا على ضرورة تفادي شرب كميات كبيرة من المياه مباشرة بعد الإفطار لأن ذلك سيؤدي لمضاعفات لجسم الإنسان، قائلا شرب المياه يجب أن يكون على فترات وبطريقة تدريجية. وفي السياق ذاته قال بركاني أن هذه الحرارة يمكن لها أن تصيب جسم الإنسان بالجفاف خاصة مع الصيام كما يمكن لها أن تؤدي لارتفاع درجة حرارة الجسم والتي من شأنها أن تزيد من أعراض أمراض القلب والتنفس، بالإضافة إلى ما يعرف بالإنهاك الحراري، مضيفا أنه من الضروري طلب المساعدة الطبية في حال الشعور بأعراض تتمثل في صداع، دوار، غثيان، قيء، ضعف العضلات وتشنجها، شحوب الوجه وارتفاع درجة حرارة الجسم، مضيفا أنه في حال عدم علاج هذه الأعراض سوف تتطور ليصاب الشخص بضربة الحرارة، وتشمل أعراضها فيالصداع، الغثيان، العطش الشديد، النعاس احمرار وجفاف الجلد وارتفاع درجة الحرارة المفاجئ وكذا كمرحلة أخيرة فقدان الوعي. من جهتها حذّرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الصائمين من أثر هذه الموجة، داعية المواطنين إلى ضرورة تفاديها والبقاء بعيدا عنها مع اتّخاذ كافة الإجراءات الوقائية خصوصا من قبل المرضى والعاجزين والأطفال والمسنّين، كما دعت ذات الوزارة من خلال مديرية الوقاية، إلى ضرورة تجنّب الخروج إلا لضرورة قصوى.

س.زموش

من نفس القسم الوطن