الوطن

لحظات ما قبل الإفطار تقتل الجزائريين

35بالمائة من حوادث مرور الطريق السيار سببها قلة النوم

 

الطرقات حصدت 28 قتيلا و62 جريحا منذ بداية رمضان 

 

أرجع مختصون، أسباب حوادث المرور المميتة التي تضاعفت منذ بداية الشهر الفضيل، إلى القيادة في حالة تعب من قبل شباب يقضي ليله في السهر، ليخاطر بحياته وحياة البقية نهارا، أين سجلت مصالح الحماية المدنية 27 حادث مرور تسبب في مقتل 28 شخصا، و62 جريحا، في ظرف 4 أيام الأولى من شهر الصيام، أغلبها سجلت ساعات قبل موعد الإفطار. 

إحصائية ثقيلة سجلتها مصالح الحماية المدنية فيما يخص حوادث الطرقات، منذ بداية الشهر الفضيل، أبطالها شباب متهور يسهر لوضح النهار، ليقود بسرعات مفرطة، لحظات قبيل الآذان، ويساهم في حوادث مميتة، سجلت أغلبها قبيل موعد الإفطار، حولت فرحة الصائم بالإفطار، إلى فجع حقيقي، سببه التهور، قلة النوم، والسرعة المفرطة، أين سجلت مصالح الحماية المدنية في الفترة الممتدة بين 18 إلى 21 جوان الجاري، حادث مرور دموي تسبب في وفاة 28 شخص في مكان الحادث وجرح 62 آخرين تم اسعافهم، أثقل حادث سجل في اليوم الأول من رمضان خلف 17 حالة وفاة و34 جريح. 

المختص في السلامة المروريةمحمد العزوني:السياقة بعد 17 ساعة من دون نوم انتحار حقيقي 

 

أكد المختص في السلامة المرورية، محمد العزوني، في اتصال هاتفي مع "الرائد"، أن رمضان بريء من الحوادث المرورية التي تحصد الأرواح، محمّلا المسئولية للصائم، الذي حسبه لا يتقيد بشروط السياقة، والتي أهمها اليقضة، معتبرا قلة النوم، من أهم مسببات الحوادث، معلّقا على من لا ينام طيلة 17 ساعة، ويتجه للسياقة مباشرة بـ"انتحار حقيقي"، مضيفا أن قانون المرور واضح في مادته السادسة، والتي نصت على أنه يجب على قائد المركبة أن يكون في حالة تسمح له بالتحكم في المركبة، وكلمة "حالة" تشمل الحالة الصحية، النفسية، الذهنية... مشيرا إلى أن قلة النوم حسب بعض الدراسات، تعادل 0. 5 غرام من الكحول في دم قائد المركبة، وهي نسبة أكثر من تلك التي يعاقب عليها القانون 0. 2 غرام. ووجه العزوني ندائه إلى مستعملي الطريق، بعدم السياقة لأكثر من ساعتين دون الخمود للراحة، ولو ربع ساعة، إذ قال إن ربع ساعة تكفيه لاستعادة النشاط، مضيفا أن السرعة في الساعتين الأخيرتين قبل موعد الآذان أكثر أسباب الحوادث المميتة، أين يكون السائق في قمة التعب ومع الإفراط في السرعة، تحدث الكوارث، معلقا "إذا كنت أيها السائق صائما فاعلم أن سيارتك غير صائمة. 

35 بالمائة من حوادث المرور سببها قلة النوم 

 

وأضاف محدثنا أن قلة النوم هي عدو السياقة، مشيرا أنه من بين الحوادث المرورية المميتة على مستوى الطريق السريع، 35 بالمائة منها سببها قلة النوم، موضحا أن القانون والمنطق يقول إن السائق الذي يقود سيارته ينبغي أن يتمتع باليقظة الكافية لإتمام الطريق، والوصول بسلام، غير أن السائق الذي لا ينام جيدا، يمكنه ان يقود مركبته وهو نائم، ما يجعل حتمية ارتكاب حادث مروري واردة جدّا، ما يجعله يعرض نفسه ومن معه لموت محقق. وأضاف العزوني، انه من الناحية العلمية فإن مورفولوجية جسم الانسان تحتاج على الأقل للنوم لمدة 7 ساعات في 24 ساعة، وهو الامر الذي يسجله المخ بمثابة "دين"، أين يحتاج المخ إلى تلك الساعات التي لم ينمها، فحتى ولو نام جيدا اليوم، فإن المخ يطلب الساعات التي لم ينمها في وقت سابق، وهو ما يجعل السائق ينام رغما عنه أحيانا، لأن مخه في حالة استرجاع اوقات النوم. 

المركز الوطني للوقاية من حوادث المرور خارج التغطية

 من جهة أخرى فتح المختص في السلامة المرورية، محمد العزوني النار على المركز الوطني للوقاية من حوادث المرور، وقال إن هذا الأخير لا يقوم بواجب الوقاية والتحسيس التي من المفروض أن يؤديها، وهو المركز الذي تسخر له ميزانية سنوية بالملايير، لا يكلف نفسه حتى تنظيم حملات توعوية من مخاطر الطريق، إن في الأيام العادية أو في شهر رمضان الذي يحمل الكثير من المتغيرات، مشيرا أن هذا المركز لا يقدم حتى أرقام الحوادث، النقاط السوداء، وغيرها من الأمور التي تدخل في إطار التوعية من مخاطر الطريق، موضحا أنهم ينظمون هذه الأيام ومنذ بداية لأشهر الفضيل أياما مفتوحة على مستوى مقر موقع "أوتو بيب" الكائن بوادي كنيس، وذلك للتقرب من المواطن وتحسيسه من مخاطر الطريق، بهدف خلق ثقافة مرورية لدى السائق الجزائري، تفاديا لمزيد من حصد للأرواح عبر طرقاتنا. 

منى. ب

 

من نفس القسم الوطن