الوطن

ذوو الاحتياجات الخاصة يعيشون على الصدقة وتبرعات المحسنين خلال رمضان!

منحتهم المقدرة بـ 4 آلاف دينار تعرف تعطيلا وصل الخمسة أشهر ببعض الولايات

 

  • مديريات النشاط الاجتماعي تبرر التأخير بانشغالها بإحصاء هذه الفئة 

 

لا تزال منحة ذوي الاحتياجات الخاصة تعرف تعطيلا على مستوى مديريات النشاط الاجتماعي وصل الخمسة أشهر ببعض الولايات وهي الوضعية التي استنكرتها هذه الشريحة خاصة وأننا في شهر رمضان أين تكثر المصاريف التي لا تغطيها منحة 4 ألاف دينار أصلا فكيف إذا تأخرت.

طالب المئات من ذوي الاحتياجات الخاصة من عديد ولايات الوطن عبر المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، وعلى رأسها مونية مسلم، بتسليمهم منحهم الشهرية خلال الشهر الفضيل، بعدما عرفت هذه الأخيرة تعطيلا لأزيد من ثلاثة أشهر في حين وصل إلى قرابة خمسة أشهر في بعض الولايات.

وقال ممثل عن هذه الشريحة لـ"الرئد"، أنهم يعانون بسبب تعطيل هذه المنحة خاصة خلال شهر رمضان أين يقضيه أغلب ذوو الاحتياجات الخاصة على الصدقة وتبرعات المحسنين. وأضاف ذات المتحدث بأنهم قد رفعوا شكواهم إلى مديرية النشاط الاجتماعي “DAS” منذ فترة، بعدما جهلوا أسباب هذا التأخير، وكان ردها مفاجئا بالنسبة لهم أين بررت المديرية التأخير بانشغال مصالحها بإحصاء وطني لهذه الفئة منذ سنة 2007، مؤكدا بأنه يخص تجميد منح المعاقين الذين لديهم مدخول مالي آخر أو منحة عائلية أخرى، مضيفا في ذات السياق بأن هذا التعطيل في تسليم المنح قد زاد الطين بلة، مستنكرا المبلغ المالي الضئيل الذي يصل هذه الشريحة الحساسة، والذي لا يستطيع تلبية ولو جزء قليل من احتياجاتها الكثيرة.

كما أعاب نفس المتحدث، في حديثه، سكوت الجمعيات التي تعمل على تمثيل فئة المعاقين، عن الوضع الراهن، واصفا هذه الجمعيات بجمعيات العارفي ظل تقاعس الوزارة الوصية، كما كشف في نفس الإطار على قيامه مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بحملة جمع التوقيعات للمطالبة بزيادة المبلغ المالي المخصص للمنحة والذي يصل كأعلى تقدير إلى 4000 دينار جزائري شهريا فقط، مؤكدا بأن العريضة مست قرابة 700 موقع، أودعها بعدها إلى المصالح الوزارية ووعدت على إثرها وزيرة التضامن مونية مسلم بالزيادة التي تصلإلى 8000 دينار جزائري، لكنها بقيت وعودا لا غير. من جهته اعتبر "محمد" وهو معاق حركيا وناشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن المنحة الشهرية التي تصرف للمعاق في الجزائر والمقدرة بـ 4 ألاف دج ضئيلة جدا، بل وصفها بـ"منحة الذل والعار"، حيث قال إنه وبالرغم من الوعود الأخيرة التي أطلقتها وزارة التضامن بخصوص رفع قيمتها بنسبة مائة بالمائة نهاية العام المنصرم، إلا أنها ظلت مجرد تصريحات يطلقها المسؤولون في كل مناسبة دون أن تتجسد على أرض الواقع، متسائلا عن كيفية صرف منحة كهذه على احتياجات المعاق إذا كان أعزبا، فما بالك في حال ما إذا كان متزوجا ولديه أولاد، مضيفا أنهم لا يستفيدون من هذه المنحة في الوقت المحدد لها، إذ تتجاوز مدة الشهر وتتعدى أحيانا ثلاثة أشهر، مشيرا إلى أن المعاقين بنسبة مائة بالمائة هم من يستفيدون من مبلغ 4000دج، فيما يمنح بقية المعاقين مبلغ 3000 دج.

 

مسلم تتفرج وتعتبر منحة 4 آلاف دينار كافية!

 

هذا ولم تتحرك وزيرة التضامن والمرأة وقضايا الأسرة مونية مسلم لغاية الآن من أجل التكفل بمطالب هذه الشريحة المتمثلة في صرف منحهم في حين أكدت في تصريحات سابقة أن الدولة تصرف أموالا أكثر بكثير على ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال التغطية الاجتماعية ومصاريف العلاج المجاني والنقل، ما يجعل حسبها المنحة المالية المقدرة بـ4 آلاف كافية ومعقولة.وقالت وزيرة التضامن موجهة كلامها لمن يقلل من قيمة منحة ذوي الاحتياجات الخاصة "عندما تتكلمون على منحة المعاقين يجب أن لا تنظروا فقط لمبلغ أربع آلاف دينار"، مشيرة في السياق إلى أن الحكومة تتكبد مبالغ أكثر للتكفل بذوي الاحتياجات الخاصة من نقل مجاني وأجهزة والتغطية الاجتماعية المتمثلة في مصاريف العلاج، الدواء، الضمان الاجتماعي، لتشدد على أن الدولة من هذا المنطلق لن تتنصل من مسؤوليتها للمساعدة أكثر فأكثر، كما أكدت مونية مسلم على أن وزارتها ترافع من أجل الزيادة في منحة المعاقين.

البطالة تؤزم وضعية المعاق أكثر 

 

وما زاد من تعقيد وضعية المعاقين في الجزائر هو دخولهم في بطالة إجبارية رغم إصدار جملة من النصوص القانونية والتنظيمية لتغطية حاجيات هذه الفئة، فالمُعاق وحسب قانون 02/09 المؤرخ في 08 ماي 2002لابدُّ له من تكفل اجتماعي وإداري، خاصة حقه في التكفل المهني، لكن الواقع المُعاش يُثبت عكس ذلك، 90 بالمائة من المعاقين في الجزائر بطّالون ومنهم أرباب أسر، فهذه الفئة تُمنع من العمل حتى في أبسط الوظائف.

ويبرر أصحاب المؤسسات العامة والخاصة رفضهم تشغيل المعاق بعدم قدرته على العمل، رغم أن المُعاق يبدي متفوّقا في العمل أكثر من الإنسان السليم، بدليل إبداعاتهم المستمرة في مجالات مختلفة وتفوّقهم في بعض اختصاصات التكوين المهني، والسؤال المطروح ما مصير ألاف المُعاقين من حملة الشهادات الجامعية؟؟

س.زموش

من نفس القسم الوطن