الوطن
قرارات محمد عيسى تثير الفتنة في المساجد والوزارة تتبرأ
الأئمة يطالبون بإشراكهم في القرارات قبل الإعلان عنها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 جوان 2015
- حجيمي: التعليمة صدرت.. وللإمام السلطة التقديرية في تطبيقها !
- حمداش: تعليمات محمد عيسى مثيرة للجدل وغايتها إبقاء الإسلام في المساجد فقط !
أعاب الأئمة على وزارة الشؤون الدينية والأوقاف اتخاذها جملة من القرارات موازاة مع حلول شهر رمضان دون إشراكهم كطرف ينبغي استشارته على رأسها تخفيض مكبرات الصوت دون مراعاة احتجاجات المصلين الذين اعتبروا الأمر تجاوزا، في وقت فندت فيه الوزارة جملة وتفصيلا الأخبار المتداولة حول التخفيض مؤكدة أن الأمر اقتصر فقط على مجرد التعديل الذي خصّ التراويح فقط وليس الأذان ،وكل التركيز كان على القائمين على صلاة التهجد.
أشار أحد الأئمة في حديث له معنا بأن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، تكون قد تجاهلت استشارة الأئمة في مسألة تعديل مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح، رغم انهم شريك اجتماعي، بوسعهم إعطاء الحلول للإشغالات التي تمس المجتمع الجزائري، خاصة وأن هذه المسألة حساسة جدا، على اعتبار أن، شهر رمضان هو "شهر القرآن" بالأساس، قائلا "اتركوا النوايا ودعوا الناس على حالهم" مؤكدا أن النقابة التي يمثلها موجودة لخدمة كل ما يهم الشأن العام في القطاع، وخاصة المساءل الشرعية والدينية والمسجدية.
وأكد المتحدث أن تطبيق هذا الإجراء سيطرح مسألتين، أولها أن الكثير من المساجد تكتظ عن آخرها أثناء صلاة التراويح، مما يدفع المصلين إلى الصلاة بساحة المسجد أو السطوح أو حتى في الطرق، وهذا يقتضي طبعا الصوت المرتفع للإمام أثناء ترتيل القرآن، حيث ـ يضيف ـ أن تخفيض صوت المكبر أو التخلي عنهم يسمح للمصلين المتواجدين داخل المسجد فقط من الاستماع للإمام، لكن لن يمكن من هم بالخارج من تأدية الصلاة وتتبع الإمام، أما المسألة الثانية فتتعلق، برغبة الكثيرين من المرضى وكبار السن والنساء و العاجزين عن تأدية صلاة التروايح لدواعي صحية أو غير ذلك، في سماع صوت القرآن، فكيف نحرم هؤلاء من لذة سماع ترتيل القرآن في شهر القرآن.
وتابع آخر يقول: " لا تتركوا الناس يفهموا ان هناك حملة ضد المسلمين" داعيا وزير الشؤون الدنيية ، إلى إعادة النظر في الإجراء الخاص بتخفيض أو منع استعمال المكبرات أثناء صلاة التراويح، وذلك من خلال ترك الحرية للإمام ، كقرب المسجد من المستشفى مثلا والذي يتطلب تخفيض صوت المكبرات لا منعها، أو في حال تضارب واختلاط صوت الذي يؤثر على كلام الله.
حجيمي: التعليمة صدرت.. وللإمام السلطة التقديرية في تطبيقها !
أكد الأمين العام لتنسيقية الأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف جلول حجيمي ، صحة التعليمة التي كان قد أعلن عنها وزير القطاع محمد عيسى قبيل شهر رمضان المبارك، والمتعلقة بإلزامية خفض المساجد لمكبرات الصوة اثناء صلاة التراويح، معتبرا التعليمة تشكل نوعا من الحرج للائمة باعتبارهم هم من سيتحملون الاحتجاجات والانتقادات من طرف المصلين الذين عبروا عن غضبهم في الكثير من المساجد خلال الثلاثة أيام الأولى من الشهر الفضيل.
وقال حجيمي انه يجب التعامل مع التعليمة بحذر ودون حساسية، لان خفض المكبرات لا يعني التضيق كما يفهمه البعض، بل يكون مفيدا في بعض الأحيان، خاصة وان كانت المساجد قريبة فيما بينها، حيث لا يفهم شيء من القرآن بسبب تداخل الأصوات، إضافة الى إمكانية قرب بعض المساجد من المستشفيات والعيادات التي يتطلب المريض فيها الراحة والسكون، وأضاف حجيمي انه تبقى السلطة التقديرية للإمام في خفض المكبر من عدمه، حيث ان هناك مساجد يكون فيها المصلون خارج المسجد يتطلب رفع صوت المكبر من اجل سماعهم القرآن و تكبيرات الامام اثناء الصلاة، اما عن تخبطات الوزير وتأكيده التعليمة مرة ونفيها مرات عديدة، فقد قال المتحدث ان التصريحات ليست هي الأهم بل التعليمة ذاتها والمتمثلة في الورقة التي وصلت مديريات الأوقاف والتي وصلتها التعليمة مكتوبة بالفعل.
من جهة أخرى قال المحدث ان هذا القرار استشيرت فيه التنسيقية ولم تعترض طالما ان التعليمة تركت السلطة التقديرية للإمام لتحكم في مكبرات الصوت وهذا هو الأهم بالنسبة لنا على حد قوله، وفي سؤال عن كيفية مواجهة غضب المصلين على مثل هذه التعليمة وغيرها من التعليمات على غرار وقف جمع التبرعات والتي كثيرا ما تكون المصدر الاول في بناء بيوت الله، فقد قال الأمين العام للتنسيقية الائمة وموظفي الشؤون الدينية والاوقاف، ان هذا الامر يتحمله الوزير نفسه لأنه صاحب التعليمات والمسؤول الاول عن القطاع وهو من عليه تحمل مسؤولية قراراته صحيحة كانت او خاطئة، مشددا في نفس الوقت على ضرورة دراسة القرارات او التعليمات التي تصدر من طرف الوزراة جيدا قبل إصدارها لكي لا تثير جدلا ولغطا قد يتطور عبر الوقت و يتحول الى تطرف يصعب احتواءه فيما بعد.
حمداش: تعليمات محمد عيسى مثيرة للجدل وغايتها إبقاء الإسلام في المساجد فقط !
هاجم رئيس حزب الصحوة السلفي غير المعتمد الشيخ عبد الفتاح حمداش زراوي وزير الشؤون الدينية والاوقاف محمد عيسى، واصفا تعليمته الأخيرة والمتعلقة بخفض صوة مكبرات الصوة اثناء صلاة التراويح بالعار والبعيدة عن تعاليم الدين الإسلامي، متسائلا عن كيفية صدورها من وزير لشؤون الدينية كان مفترضا ان يكون اول من يشجع على التدين والقرآن الذي رفض ان يجهر به في شهر القرآن على حد قوله.
وانتقد حمداش بشدة التعليمة، معتبرا أيها باطلة قانونيا وأخلاقيا وشرعيا، لأنها تريد ان تحول بين الناس وبين سماعهم للقرآن الكريم، الذي لا يمكن ان ينزعج أحد بسماعه كما يروج له من وصفهم العلمانيون كارهي الدين ومحاربي الإسلام، وقال حمداش ان الوزير عيسى منذ وصوله الى وزارة الشؤون الدينية وهو يصدر قرارات وتعليمات مثيرة للجدل لم يقدم عليها اسلافه ممن سبقوه للوزارة، مؤكدا ان هذا الوزير يعمل على تخريب الدين دون ان يدري وان قراراته هذه يمكنها ان تقود الشباب لتطرف بدل الاعتدال، موضحا ان الشباب الذي يتعرض للمضايقة في صلاته ودينه لا يمكن له ان يصبر وقد يدفعه ذلك الى التطرف، خاصة وان المواقع على شبكات الانترنت أصبحت تمثل ارضا خصبة لشباب الذي من السهل اللعب بمشاعره وتجنيده في أعمال إرهابية وتخريبية.
وأضاف المتحدث يقول ان على الوزارة وعلى راسها الوزير محمد عيسى ان تراجع العديد من تعليماتها التي أصبحت تزيد الطين بلة، على غرار منع جمع التبرعات التي في الأصل هي من تبنى بها المساجد، ومنع الناس من الاعتكاف وصلاة التهجد و فرض عليهم خطب معينة في صلاة الجمعة، زيادة على التعليمة الخفية التي لا يزال لم يسمع بها الموطنين وهي تعليمة خفض صوة الاذان خاصة في صلاة الصبح، من جهة أخرى قال نفس المتحدث ان الوزير مطالب بتبرير كل هذه القرارات الغير محسوبة العواقب وعلى البرلمان ان يحاسبه على هذه التعليمات التي تهدف بحسب زراوي الى خنق الإسلام ومحاولة حصاره في المساجد ومنعه من الوصول الى البيوت والشارع.
وزارة الشؤون الدينية تتبرأ !
ومن جهتها أوضحت المكلفة بالإعلام في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مونية سليم، ان وزارة الشؤون الدينية طلبت تعديل صوت المكبرات وليس تحفيظها قائلة أن إجراء تعديل مكبرات الصوت جاء في صلاة التهجد، لان الصوت ليلا يكون عالي وفي وقت متأخر في الليل، أما في صلاة التراويح قالت المتحدثة ان الوزارة طالبت الائمة بتعديل مكبرات الصوت من اجل ان لا يتداخل صوت القران بين المساجد.