الوطن

أسواق "المعوزين" لمواجهة جشع التجار المستغلين

أكثر من 200 سوق بأسعار مغرية طيلة رمضان

 

  • المضاربون" يشوشون " على أسواق المعوزين !

 

 

سيكون المواطن البسيط على موعد بداية من اليوم مع أزيد من 200 سوق على المستوى الوطني، بأسعار مغرية، تكون بمثابة الضربة الموجعة للتجار المستغلين، الذين اعتادوا لهب الاسعار في الأسبوع الأول من شهر رمضان، أين يصل فرق الأسعار بينها إلى 80 بالمائة من سعرها عند بائع الجملة.

 أطلقت وزارة التجارة، مبادرة"رمضان 2015 -لنستهلك جزائري" بالتنسيق معالاتحاد العام للعمال الجزائريين، في إطارترقية وحماية المنتوج الوطني وتسويقها بأسعار معقولة وخلق فرص شغل جديدة، من خلال مباشرة اليوم أكثر من 200 سوقا على المستوى الوطني نشاطها، لتسويق المنتجات الجزائرية واسعة الاستهلاك بهدف الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن، وذلك للوقوف في وجه التجار الذين يفرضون منطقهممع بداية كل رمضان، ويلهبون الأسعار، ما استوجب خلق فضاءات تجارية، من هذا النوع، فهل ستكون فعلا هذه الأسواق بمثابة الحل السحري لحماية المواطن البسيط الذي لطالما عانى من ارتفاع الأسعار في الاسبوع الأول من الشهر الفضيل؟؟

 

رئيس اللجنة الوطنية لوكلاء أسواق الخضر والفواكه، محمد مجبر:

يجب تعميم المبادرة على مدار السنة

 

أوضح مجبر أن هذه الأسواق، المنتظر افتتاحها بداية من اليوم عبر مختلف ولايات الوطن، ستعرض مختلف السلع، من مواد غذائية، إلى لحوم، إلى خضر وفواكه، مشيرا أن الزبون سيجد ضالته في هذه الفضاءات التجارية، التي من المنتظر أن تعرض المنتجات بأسعار تنافسية يصل الفرق بينها وبين الأسواق العادية إلى 80 بالمائة مقارنة بأسعارها عند بائع الجملة، مستحسنا هذه المبادرة التي من شأنها تنظيم عملية التجارة وإخراجها من الطابع الفوضوي. 

وقال محدثنا إنه ينبغي تعميم فكرة هذه الأسواق على مدار السنة، وذلك للحد من تجاوزات تجار التجزئة الذين يعملون بمنطق الربح السريع، سيما ما تعلق بالمناسبات الدينية، مثل شهر رمضان، مبررا ارتفاع أسعار الخضر والفواكه، مع بداية رمضان كل سنة، سيما الأسبوع الأول، بجشع تجار التجزئة الذين لا يحترمون الأسعار، ويستغلون فرصة ازدياد الطلب على منتوجات معينة، لرفع الأسعار، أمام غياب الرقابة،مشيرا إلى أن وكلاء الخضر والفواكه لمّا يتلقون المنتوج من الفلاح، يبيعونه بأسعار معقولة، غير أن تاجر التجزئة، وبحكم شرائه للسلع بدون فوترة، الأمر الذي لا يضع له حدّا في تحديد هامش الربح،وبالتالي تكون لديه الحريّة المطلقة في تحديد الأسعار، ضاربا المثل بسعر الخس، الذي يتم بيعه من قبل التاجر هذه الأيامبسعر 15 دج للكلغ الواحد، غير أن سعرها في السوق يتراوح بين 90 إلى 100 دينار.

 

تاجر التجزئة في قفص الاتهام 

 

وأضاف محمد مجبر، أنه فيما يخص الخضر والفواكه، أن المسئولين عن هذه المبادرة اتصلوا بوكلاء الخضر والفواكه، بغية تزويدهم بتجار يرغبون في ممارسة نشاطهم على مستوى هذه الأسواق، مشيرا أن التاجر في "السوق المسقفة" يقتني السلعة من تاجر الجملة ليضيف لها ما نسبته20 بالمائة، حق النقل، وحق البائع، وحق أكياس البيع، لتصل إلى الزبون بسعر معقول، في حين يقول أن التاجر العادي يقتني السلعة بذات السعر من تاجر الجملة ليضيف لها ما نسبته 100 بالمائة، الأمر الذي يجعل المنتج يصل إلى المستهلك بسعر مضخم، وهو ما اعتبره مجبر تعديا صارخا لحق الزبون، والذي ينبغي تدخلا من طرف وزارة التجارة لتسقيف هامش الربح للتاجر العادي وليكن 30 بالمائة. 

من جهته أكد الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار، أنه لا يتوقع أن تساهم هذه الأسواق في الوقوف في وجه التجار الذين اعتادوا رفع سقف الأسعار في رمضان، وقال إنها لن تتعدى 200 سوقا عبر كامل التراب الوطني، أي أنها لن تكون كافية لتلبية حاجة المستهلك،إضافة إلى اقتصار الكثير منها على المدن الكبرى،ما يجعل المواطن في القرى بعيدا كل البعد عن مثل هذه المبادرات التي من شأنها أن تساهم في تنظيم السوق وتنقيتها من التجار المستغلين.

 

حملة" لنستهلك جزائري " تنطلق مع حلول الشهر الفضيل 

 

أطلقت السلطات المحلية رفقة مديريات التجارة الموزعة عبر 48 الوطن عدد من الفضاءات التجارية التي تروج للمنتوج الجزائري ضمن حملة" لنستهلك جزائري" التي سبق وأن أكدت الحكومة على أنها ستكون فرصة للترويج للمنتوج الجزائري ذو الأسعار المنخفضة، حيث خصص في هذا الإطار عدّة أسواق عبر 48 ولاية، ستفتح أبوابها اليوم في أغلبتها وتستمر حتى الـ 17 جويلية القادم، وبالنسبة للعاصمة فقد تم توفير سوقين ضمن هذا الإطار بكل من قصر المعارض سافكس وساحة دار الشعب أين يتم فيها تداول كل مستلزمات العائلات الجزائرية خلال الشهر الفضيل من مواد غذائية، ألبسة، خضر وفواكه بأسعار" رمزية " حسب ما وقفت عليه" الرائد"، في جولة استطلاعية قامت بها  نهار أمس.

 

أسعار " رمزية " للخضر والفواكه 

 

تميزت أسعار الأسواق التي تروج للمنتوج الجزائري أو كما وصفها ويزر التجارة عمارة بن يونس بأسواق" المعوزين " بـ" الرمزية " فحسب ما وقفنا عليه خلال جولة قادتنا لفضاء سافاكس بالعاصمة فقد كانت الأسعار المعروضة في متناول العائلات البسيطة وذوي الدخل الضعيف حيث اعتبروا الأسعار التي كانت مدرجة نهار أمس " مريحة " آملين أن تكون في باقي أيام الشهر الفضيل كذلك، وبالنسبة للأسعار الخضر  هناك نوعية حيث قدر الكيلو غرام الواحد من مادة البطاطا بـ  35دج، الجزر 45 دج، الشمندر 40 دج،الخيار 15دج، الفلفل 60دج ،الطماطم 45 دج ،الفول 120 دج، باذنجان 60 دج ، الكوسة 45 دج.

بينما كانت أسعار الفواكه في متناول الجميع  فقد بلغ سعر الكيلو غرام من الخوخ 80 دج، الفراولة 120،المشمش 60 دج، البطيخ 30 دج .

 

اللحوم الحمراء والبيضاء بأسعار أقل

 

 كما جاءت أسعار اللحوم الحمراء معقولة، فبالنسبة للحم الضأن فقد بلغ سعره 1250 للكلغ أما لحم البقر 900دج للكلغ الواحد أما بالنسبة للحوم البيضاء لم يوضع لها السعر في انتظار تحديد السعر من الجهات المعنية كون المادة من اللحوم البيضاء توفرها فضاءات تابعة للحكومة.

 

المضاربون" يشوشون " على أسواق المعوزين !

 

وفي سياق متصل أشار عدد من التجار ممن تحدثنا معهم، على أن الكثير من التجار الذين ينشطون على مستوى الأسواق السوداء قد حاولوا الاستثمار في هذه الأسواق من خلال عرض شراء السلع بأسعار جملة وإعادة بيعها في أماكن أخرى خارج الفضاء الذي تقدمه الحكومة.

وقال في هذا الصدد بائع تمور من بسكرة بأن أحد التجار عرض عليه بيع السلع التي يوفرها بسعر 500 دينار بأسعار أقل مقابل شراء الحصة كاملة وبيعها من جديد في الأسواق السوداء على حسب تعبير التاجر.

كما حدث نفس الشيء بالنسبة لبائع الدجاج لكن التجار رفضوا هذه العروض بقولهم السلعة موجهة للمواطن البسيط لتخفيف العبء عليه في هذا الشهر. 

بالإضافة إلى الخضر والفواكه جاءت السلع متنوعة في المعرض من مختلف المواد الغذائية الأخرى بأسعار مخصصة لشهر رمضان ،كما ضم المعرض الألبسة التقليدية والعصرية والأجهزة الإلكترونية ،وكل ما يحتاجه المواطن خلال الشهر الكريم ضمن حملة" لنستلك جزائري ".

 

منى. ب/ ب. س

من نفس القسم الوطن