الوطن
هولاند: لست طبيبا ولكن أشهد أن بوتفليقة قادر على أداء مهامه
لمحّ لكون الزيارة كانت فرصة لرسم ملامح الأجندة الفرنسية بالمنطقة والدور المنوط بالجزائر فيها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 جوان 2015
كان الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في صلب الندوة الصحفية التي نشطها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عشية أمس بفندق الأوراسي بالعاصمة عقب لقاء جمعه بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، حيث أكد الرجل الأول في الإليزيه على أنه " ذهل " من القدرات الذهنية لبوتفليقة، قبل أن يشير إلى فكرة أنه ليس بطبيب ليتحدث عن صحة بوتفليقة أو يحكم عليها، ولكنه استدرك الكلام وأكد على أن بوتفليقة وخلال الساعات التي قضاها معه والتي دامت قرابة الساعتين أعطاه الانطباع بكونه قادر على أداء مهامه، وعرج بالمناسبة على ملفات أمنية وأخرى اقتصادية كانت في صلب الزيارة التي قادته أمس للجزائر.
كما كان متوقعا، شكل موضوع صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من أهم الملفات التي عرج عليها الرئيس الفرنسي، ولكن الطريقة التي ردّ بها هولاند على الملف ومحاولته تبرير حكمه ستطرح الكثير من علامات الاستفهام خاصة وأنها تزامنت مع زيارة فرنسية للدفاع عن مصالح بالجزائر وبالمنطقة التي تشهد اضطرابات أمنية عديدة، وظهر الرئيس الفرنسي في صورة الخارج من جولة الحوار الذي جمعت بينه وبين الرئيس الجزائري وطاقم الحكومة" منتصرا " خاصة فيما يتعلق بالشق الاقتصادي ودور الجزائر في منطقة الساحل التي شهدت أمس القضاء على أحد أخطر قادّة التنظيمات الارهابية مختار بلمختار، أين أوضح هولاند علمه المسبق بالعملية ولكنه أكد على أن لا دور أمني لبلاده فيها.
وفي سياق متصل أثنى الرئيس الفرنسي على الدور الذي تقوم به الجزائر في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالملف الليبي أين قال بأن فرنسا تدعم الحلول التي تتقدم بها الجزائر فيما يخص هذا الملف، وشكر كل من الرئيس الجزائري والوزير الأول عبد المالك سلال عن الجهود المبذولة فيما يخص ملف الرعية الفرنسية المقتول بالجزائر هرفي غوردال قبل أشهر، خاصة وأن الجزائر نجحت في القضاء عليه.
ورغم الحقيبة الثقيلة التي حملها الرئيس الفرنسي في زيارته للجزائر إلا أن أهم ملف كان ضمن المشاريع المدرجة للنقاش والتي تعول عليها باريس هي ملف مصنع بيجو بالجزائر حيث قال بأن هذا الملف يسير في الطريق الصحيح.
هذا وكان هولاند قد حرص لدى نزوله بمطار هواري بومدين الدولي أمس على الاعتراف بـ" الماضي الأليم " الذي يجمع بين الشعبين الفرنسي والجزائري ورغم عدم اعترافه حرفيا بكون هناك جرائم ارتكبت وملفات لم تطوى بعد إلا أنه أكد تطلعات بلاده لما وصفه بـ" المضيّ قدما نحو المستقبل " ورفض هولاند في ثاني زيارة دولة يقوم بها منذ إعتلاءه سدّة الحكم في باريس إلى الجزائر في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على التأكيد على ما وصفها بـ" علاقة الثقة " التي تجمع بينه وبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.