الوطن

الإسلاميون يؤسسون منتدى للحوار

أمام الاستقطابات القائمة اليوم بين أحزاب المعارضة وأحزاب الموالاة

 

  • حركة البناء الوطني: التقارب الإسلامي ضرورة في هذه المرحلة !
  • يونسي يقترح إنشاء ميثاق سياسي بين الأحزاب الإسلامية   ! 

 

أطلقت عدّة تشكيلات سياسية من التيار الإسلامي أمس منتدى للحوار سيخصص مستقبلا لتسليط الضوء على دور الإسلاميين في مستقبل الجزائر، ومراجعة المسار الإسلامي لهذه الأحزاب وتصحيح الأخطاء التي كانت سابقا، وقد جاء التفكير في هذا المنتدى وتأسيسه من خلال النقاشات والحوارات التي جمعت تيارات حزبية أمس على طاولة النقاش في ندوة نظمتها حركة البناء الوطني خصص للحديث على موضوع" الإسلاميين والدور المنتظر من المنظومة الوطنية"، ويتزامن الإعلان عن هذا التكتل مع شروع عدّة يتارات سياسية وأخرى حزبية في تأسيس واستقطاب تكتلات بين بعضها البعض سواء تلك التي تنتمي لتيار المعارضة أو لتيار الموالاة، وقد أكد المشاركون في الندوة ومؤسسو المنتدى الذي يرتقب أن يعرف في قادم الأيام حراكا يواكب المشهد السياسي عموما الذي تمر به الجزائر والاستحقاقات المستقبلية للبلاد على كونه يأتي في ظل يقين هذه الأحزاب ذات التوجه الإسلامي على ضرورة الانفتاح على كل مكونات الوطنية والعمل على مراجعة المسار الإسلامي وتصحيح الأخطاء وكذا توسيع الحوار والتأسيس له خاصة وأن التقارب الإسلامي في نظر هؤلاء أصبح اليوم ضرورة محلة، وسيسمح لهم بالمشاركة الجادة في التنمية والاستقرار وكذا العمل على الحفاظ على التماسك الاجتماعي، كما سيسعى هؤلاء حسب مداخلات المشاركين في الندوة على بلورة أفكار للخروج من أدلجة التنافس السياسي نحو المواطنة والبرامج التنموية.

 

هذا وكان النقاش حول هذه النقاط ضمن أشغال الندوة التي نظمتها صبيحة أمس حركة البناء الوطني، وعرفت حضور ومشاركة  ممثلون عن جل الأحزاب الإسلامية النشطة على الساحة السياسية، خصصت لمناقشة دور الأحزاب الإسلامية في المنظومة الوطنية، وذلك احياء لذكرى الثانية عشر لرحيل رائد الحركة الإسلامية الشيخ محفوظ نحناح.

واكد في هذه الندوة رئيس حركة البناء الشيخ مصطفى بالمهدي، على ضرورة تكاتف الحركة الإسلامية عموما، من اجل بناء توافق يستفيد منه الوطن والشعب، خاصة وان جل الأحزاب السياسية الإسلامية النشطة الآن خرجت من جلباب حركة واحدة تقريبا، داعيا في نفس الوقت الى الوقوف جنبا الى جنب من اجل الخروج بالبلاد من الفراغ الذي باتت تعيشه، كما حذر بالمهدي من مغبة غياب الرؤية الراشدة من طرف السلطة التي تسير الأمور دون تخطيط او بعد نظر، إضافة الى غياب البديل الجاهز لقيادة البلاد في المرحلة القادمة في ضل تفريغ السلطة للأحزاب واقصاء الشخصيات الوطنية البارزة التي يمكن ان يستفاد منها، من جهة أخرى عبر المتدخلون من الشخصيات الممثلة للأحزاب الإسلامية التي حظرت الندوة، على ضرورة تغير الخطاب السياسي وكيفية ممارسته من طرف الأحزاب الإسلامية من اجل تطوير عملها الحزبي والوصول الى الجزائر العميقة وإقناع المواطن بضرورة التغير السلمي والإصلاح سواء من الداخل او من الخارج، كما اجمع المتدخلون من الأحزاب أيضا على أهمية العمل الميداني وضرورة الاجتهاد دون تعليق الفشل على شماعة الظروف، من ناحية أخرى تكلم ممثلو كل من حركة النهضة و حمس وتاج إضافة الى جبهة التغير والعدالة والتنمية، على كيفية التنسيق فيما بين الأحزاب الإسلامية وبلورة افكارها، من جهة أخرى وجه بعض المتدخلون من غير الأحزاب على غرار الباحث في علم الاجتماع زبير عروس والمتحدث الإعلامي بسم جمعية العلماء المسلمين تهامي ماجوري، نقدا للأحزاب الإسلامية، حيث شددا على ضرورة خروجها من تقوقعها، والكف عن لعبها دور الضحية دائما، خاصة وانها شاركت في العديد من المرات في الحكومات المتعاقبة على البلاد ولم تسطع فعل شيء مما كانت تنظر له على الورق.

 

يونسي يقترح إنشاء ميثاق سياسي بين الأحزاب الإسلامية !

 

قدم الأمين العام السابق لحركة الإصلاح الوطني جهيد يونسي، مقترحا بإنشاء ميثاق إسلامي بين الأحزاب الإسلامية، يسمح لها بتوحيد منطلقاتها وأهدافها ويقرب وجهة النظر بينها، خاصة وأنها كانت اغلبها تنتمي الى حزب واحد او اثنين قبل ان تتفتت.

وقال يونسي في مداخلة له عند حضوره ندوة بعوان "الإسلاميون والدور المنتظر في المنظومة الوطنية" نظمتها حركة البناء الوطني بمناسبة الذكرى الثانية عشر لرحيل الشيخ محفوظ نحناح، ان الأحزاب الإسلامية في حاجة الى ان تجتمع على ميثاق إسلامي جامع، يحدد منطلقاتها وأهدافها، ويساهم في لم شملها، كما دعا يونسي أيضا الأحزاب الإسلامية الى ضرورة مراجعة توجهاتها من اجل الوصول الى مبتغاها المتمثل في قيادة البلاد الى التنمية الحقيقية تحت اطر إسلامية ووطنية، وأضاف يونسي المنسحب مؤخرا من امانة حركة الإصلاح الوطني، انه لا يكفي ان تدعو الأحزاب الإسلامية النظام بإصلاح نفسه او ترك السلطة بل عليها هي أيضا ان تصلح من نفسها وخطابها من اجل الوصول الى أعماق الشعب الجزائري الذي هو من يختار في النهاية من يمثله او من يقوده.

 

الدان: التنظيم فيه سيكون دوريا بين الأحزاب المشاركة 

 

طرحت حركة البناء الوطني فكرة انشاء منتدى حواري بين جميع الأحزاب الإسلامية الموجودة على الساحة السياسية، سعيا منها لاثراء العمل السياسي وتبادل الأفكار بين الأحزاب الإسلامية خاصة ان مرجعيتها واحدة، كما اقترحت الحركة ان يكون تنظيم هذا المنتدى دوريا بن الأحزاب المشاركة فيه.

وقال الأمين العام لحركة البناء الوطني احمد الدان في كلمة مقتضبة له خلال تنظيم حركته ندوة بعنوان "الإسلاميون والدور المنتظر في المنظومة الوطنية" بمناسبة الذكرى الثانية عشر لرحيل رائد الحركة الإسلامية الشيخ محفوظ نحناح، ان فكرة انشاء هذا المنتدى لم تتبلور بعد الا انها ستكون مطروحة في القادم على جميع الأحزاب ذات التيار الإسلامي، سعيا من الحركة لتقريب وجهات النظر فيما بينها إضافة الى التشاور في مسائل الوطن الهامة، ومحاولة خلق نشاط وديناميكية بين الأحزاب الإسلامية التي تعتبر رائدة في العمل السياسي الجزائري، ولم يتطرق الدان الى المزيد من التفاصيل حول هذا المنتدى تاركا ذلك بحسبه الى وقت لاحق يعرض فيه كل التفاصيل الخاصة به بعد تحصيله الموافقة من كل الأحزاب الإسلامية.

مراد بوقرة

من نفس القسم الوطن