الوطن

سعداني: القايد صالح وقف ضد الانقلاب على الرئيس

كان محاطا بنصف الحكومة ومستشاري الرئيس

 

  • التهديد باللجوء إلى الشارع 

 

حرص الأمين العام للأفلان أن يعطي الانطباع أن ندوته الصحفية جاءت بعد تحصله على قرار المطابقة من وزارة الداخلية على أشغال المؤتمر العاشر رغم أن الرسائل الحقيقية هي التي كان ينتظرها الصحفيون وسألوا عنها سعداني منذ البداية ورغم أن الندوة كانت استعراضية شكلا ومضمونا من خلال حضور الوزراء ومستشاري الرئيس والذين التحقوا بتعليمة ليلة المؤتمر ولم يبين لنا سعداني الجهات التي وجهت لهم التعليمات خاصة وأنه نفى بشكل واضح بأن الجيش عبر مؤسسته الأمنية لم يحضر ولم يكون له أي دور في مؤتمره بعد ما كان يفعل كل شيء في المؤتمرات السابقة كما قال سي عمار وربما أراد استغباء من حضروا المؤتمر ورأو كيف أن سي عمار استبدل القبعة الخضراء بالزرقاء التي أشرفت بشكل شبه كامل على أشغال مؤتمره العاشر.

الرسالة التي حرص سعداني على تمريرها بشكل واضح هي دفاعه عن القايد صالح وكرر عبارات التي فيها نوع من الاستجداء للرئيس بالدرجة الأولى حينما صرح ولأول مرة أن القايد هو المجاهد الوطني الذي وقف ضد الانقلاب على الرئيس حينما كان هذا الأخير يعالج في فال دوغراس وأن الجيش أصبح مؤسسة تحافظ على الدستور ولم يعد دورها في صناعة الرؤساء كما كان من قبل، سعداني كرر عبارات أن قائد الأركان هو من يدافع على إبعاد الجيش عن السياسة وأنه هو المسؤول الأول عن الجيش عبارات لم تمر هكذا على السامعين وتفسر ما يحدث وحدث من قبل بعد أن كان سعداني وفريقه ينفون مثل هذه الأخبار من قبل .

إن مثل هذا التصريح يجعل قائد الأركان في حرج كبير أمام من أرادوا الانقلاب على الرئيس ولم يقم هو بدوره في تسليمهم للعدالة بتهمة محاولة الانقلاب وإلا فإن تصريحات سعداني يطالها المتابعة القانونية بتهمة المسّ بنزاهة الجيش خاصة وأن الانقلاب هو خاصية بالجيوش وليس المدنيين، إن مثل هذه التصريحات تستلزم وجوبا تحرك النيابة العامة المدنية أو العسكرية للتحقيق في أقوال مسؤول سياسي حزبه في الحكم وليس المعارضة.

شعر بعض الحضور أن صرخات سعداني جاءت ربما كرد جميل أو شعور بضرورة تقديم الدعم السياسي للقايد صالح الذي يرغب في الاستمرار في موقعه ولما لا أن يقدم كخيار بديل في حالة شغور منصب الرئاسة وهو ما يفسر سر توجه هذا الأخير في الفترة الأخيرة في زيارات ميدانية التقى فيها بأكبر عدد ممكن من الجنود والضباط وكان أخرها للناحية العسكرية الثالثة وهي تتزامن أيضا مع الترتيبات التي حدثت في الساحة الحزبية والإدارية وعلى مستوى الحكومة أيضا.

سعداني كشف على أنه ملتزم بخارطة الطريق التي رسمت له من قبل كما كشف على داعميه من النظام أمام تردد وجود أيادي أجنبية في الاملاءات الموجودة على بعض عناصر محيط الرئيس .

وواضح أيضا أن سعداني يختلف مع أويحي في كثير من الملفات القريبة فالأفلان يجب أن يبقى القاطرة وليس العربة ولا حديث عن "التحلف" وحتى الجبهة الوطنية التي دعا لها سعداني صاحبها بالتهجم غير المسبوق على الأحزاب السياسية بدء بعلي بن فليس ثم لويزة ومقري وانتهاء بسفيان جيلالي فكل هؤلاء كالهم سعداني من المواصفات ما جعل البعض يتساءل عن أي جبهة يمكن أن تشكل لحماية البلاد أمام هذا الإصرار على التقليل من المعارضين والاستخفاف بهم وبأحزابهم أما التوريث فسعداني لا يريد أن يتحدث على القضايا الافتراضية وعليه فلا إجابة عن هذا السؤال مما يعني أنه حافظ على ملف حساس يميزه عن أويحي الذي فصل فيه نهائيا حتى وإن أعطى الانطباع بأنه يتكلم نيابة عن الرئيس وشقيقه.

حديث سعداني كان مصحوبا بالتهديد في معركة الشارع وبصريح العبارة قال أن من يخرج عشرة آلاف سنخرج له عشرة ملايين كلمة لا يبدوا أنها مرت هكذا بقدر ما تكون قد سمعها في صالونات التي يتردد عليها ويتلقى منها التعليمات، وهي إشارة إلى أن معركة الشارع لا تبدوا بعيدة إذا ما استمر الوضع على ما نحن عليه.

سعداني بدى أمس مغرورا بمن يحيط به متيقنا بقوة حلفائه ولكنه في نفس الوقت متخوف من تغير الموازين في أي لحظة وخاصة أنه يدرك جيدا أن قضايا الدول لا تدار في الندوات ولا التصريحات ولا حتى المؤتمرات وأن من سبقوه انتهوا بصفارة حتى وإن زعم بأن عهد التصفيق قد ولى. 

سليمان شنين

من نفس القسم الوطن