الوطن

هولاند غدا في الجزائر وسط حراك سياسي غير مسبوق

الصحافة الفرنسية اعتبرت الزيارة ذات بعد اقتصادي وأمني

 

تربعت زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر المرتقبة غدا الاثنين، على صفحات الجرائد الفرنسية، حيث راح الإعلام الفرنسي على غرار نظيره الجزائري، يحاول الغوص في حقيقة الهدف من الزيارة، والفائدة المتبادلة للطرفين، وقالت جريدة لوفيغارو بهذا الخصوص أن الزيارة ستكون زيارة عمل محضة بالنظر إلى أنها قصيرة ولن تدوم سوى ساعات فقط، بحسب ما أعلن عنه قصر الاليزيه، وأشارت إلى أن الجزائر ساعدت فرنسا في مواجهة العمليات الإرهابية الأخيرة التي استهدفتها مؤخرا، ولهذا فان باريس تنظر إليها كشريك لا يمكن الاستغناء عنه فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، كما ان علاقات وزير الدفاع الفرنسي لودريان بنائب وزير الدفاع الجزائري قايد صالح متميزة، اضافة إلى العلاقات الاقتصادية التي تعرف انتعاشا كبيرا بعد اطلاق مصنع رونو. حاولت لوفيغارو امس، الوصول إلى رؤية واضحة للزيارة الثانية لهولاند إلى الجزائر خاصة وأنها لن تدوم اكثر من يوم واحد، وبالنظر إلى القضايا الهامة المشتركة، والمشاكل المطروحة على الساحة الاقليمية والدولية، فان الرئيسان سيجريان مباحثات ماراطونية لتوضيح النقاط حول عديد المسائل ذات الاهتمام المشترك، وأضافت الجريدة، ان فرنسا تعتبر الجزائر شريكا هاما على الصعيد الامني ومكافحة الارهاب، مذكرة بالتنسيق الموجود بين البلدين في هذا الخصوص، حيث ان فرنسا تحتاج إلى الجزائر اكثر من أي وقت مضى، خصوصا بعد الهجمات الارهابية التي عرفتها مؤخرا، موضحة "الجزائر ساعدت فرنسا في صد عديد الهجمات الارهابية"، وأضافت بانه على الصعيد الاقتصادي، فان فرنسا تبحث عن سوق جديدة لفرض استثماراتها، وبالنظر إلى الامتيازات الممنوحة لها من قبل الجزائر، فان هذه الاخيرة تعد السوق المثالية التي يمكن ان تدر على باريس ارباحا خيالية، ولعل مصنع رونو يعد من اكبر مشاريع الشراكة الناجحة.

من جانبها، تعيش الجزائر وضعية اقتصادية حرجة، بالنظر إلى ازمة انخفاض اسعار البترول، وبما ان المحروقات تمثل 98 بالمائة من صادرات الجزائر، فان الحكومة اصبحت تبحث عن سبل جديدة لتحقيق الربح، وذلك عبر تشجيع الاستثمار الاجنبي، وتحقيق مشاريع الشراكة في مجالات عديدة. وأوضحت لوفيغارو، الوضعية الاقتصادية الحرجة التي تعيشها الجزائر تجعلها بحاجة إلى الشراكة مع فرنسا باعتبارها شريكا تقليديا، ما يعني ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستعرف تطورا ملحوظا في الفترة القادمة.

ولفت المصدر ذاته، إلى ان العلاقات منذ فترة، طبعتها بعض المشاكل، كالاحتجاجات التي نظمها جزائريون تنديدا بشتم الرسول الكريم على هامش حادثة شارلي ايبدو، وحرقهم للعلم الفرنسي، مشيرا إلى انها كانت مشابهة لحادثة مقتل محمد مراح، اين اقدم العديد على تمزيق جوازات سفرهم الفرنسية، مؤكدا بان المسؤول عنها بعض المحسوبين على التيار الاسلامي، إلا انه في المقابل بالنسبة لعددكبير من الجزائريين فان فرنسا تمثل بلد الحرية، والدليل التهافت الكبير على السفارةللحصول على التأشيرة، وحرصهم المتواصل على ابقاء اللغة الفرنسية اكثر شيوعا.

ومن غير الممكن ان يغيب الشق السياسي والأمني عن الزيارة بهذا المستوى، حيث اكدت الجريدة، ان الأوضاع في ليبيا ومالي ستكون علىرأس المحادثات، وإلى غاية الان دعمت فرنسا مواقف الجزائر المتعلقة بعديد القضايا، وأشاد وزير الخارجية فابيوس بجهودها في ارساء الحوار بين الفرقاء الماليين والليبيين على حد سواء، الا ان ذلك لا يمنعها من ابداء مخاوفها من تداعيات ما يحدث في ليبيا والساحل على المنطقة، التي ترى فيها منطقة نفوذ بالنسبة اليها.


من نفس القسم الوطن