الوطن

سعداني يقصف المعارضة ويهزأ من الصحافة

اشترط قيادة حزبه لأي تكتل يجمع بين أحزاب الموالاة

 

شن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، هجوما شبهه المتابعون له وحتى أنصاره من قيادات الحزب بـ"التسونامي"، خاصة وأن تصريحاته صبت في مجملها حول الردّ على كل منتقدي سياسته وسياسة حلفاءه وفي مقدمتهم قايد الأركان الفريق أحمد قايد صالح الذي خصص حيزا كبيرا من ندوته الصحفية للردّ على كل منتقدي الرجل بعد التسريب الذي خرج من الحزب العتيد ويتعلق برسالة التهنئة التي بعث بها قائد الأركان للأمين العام للحزب العتيد، وعرج بالمناسبة على حراك الأمين العام الأسبق للحزب علي بن فليس الذي كان على بعد عشرات الكيلومترات يعقد أشغال المؤتمر التأسيسي لحزبه الجديد طلائع الحريات، حيث اعتبر أن الرجل " ناكر للجميل وصعد على ظهر الأفلان " قبل أن يضيف"  كنت أعتقد أن آخر شخص يقول كلمة عن الجبهة ويبخلها في رسالة تهنئة هو بن فليس، الذي كان أمينا عاما سابقا للحزب، وارتقى على ظهر الحزب.. بن فليس يبخل الجبهة في تهنئة  !  "، ووصف تصريحات وخرجات زعيمة حزب العمال لويزة حنون بكونها تريد أن تكون ضمير الأمة في حين هي أخفت حقيقة لقائها بالفريق أحمد قايد صالح الذي فاخرت بلقاءه وخصصت ندوة صحفية للحديث عن فحوى اللقاء دون أن تكشف عن النقاط الحقيقية له، بينما اعتبر ما يقوم به رئيس حمس عبد الرزاق مقري بـ" الفاقد للبوصلة " وهو يتصرف من دون رؤية أو برنامج واضح في حين 

رأى في النشاط السياسي لرئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان بكونه نشاط" بيانات " قبل أن يضيف بكونه بحث عنه في المشهد السياسي ولم يجده على أرض الواقع، وأخذت الصحافة حصة الأسد من تصريحاته التي حاول انتقد فيها أداء المؤسسات الإعلامية.

قال عمار سعداني، في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بفندق الأوراسي بالعاصمة وخصصت للدفاع عن حلفاءه وفي مقدمتهم قائد الأركان، في صورة أعطت الانطباع بكون الخرجة تهدف في الأساس لتوجيه رسائل لمنتقدي خطوة الفريق أحمد قايد صالح الذي اتهمته الكثير من الأطراف بكونه أخلط بين القبة العسكرية التي يرتديها كقائد للأركان وبين مهامه كنائب لوزير الدفاع، عقب توجيهه لرسالة تهنئة له بعد تجديد الثقة فيه كأمين عام للحزب العتيد لخمس سنوات قادمة، وفي مقدمة هؤلاء زعيمة حزب العمال التي رأت بأن الخطوة التي قام بها الفريق قايد صالح هي خطوة" غير دستورية " حيث قال سعداني متهما إياها بأول من قامت بخرق الدستور، وهي من أرادت إدخال الجيش في السياسة، إلا أن رد المؤسسة العسكرية كان حاسما، واتهمها بإخفاء حقيقة ما دار بينها وبين الفريق قايد صالح الذي كانت أول من استقبلها من السياسيين، وأعقب حديثة بالقول إن، لويزة حنون، أعطت لنفسها صلاحيات أكثر مما قدمها القانون لها، فهي على حد وصفه " شرطي ودركي وقاضي وهي ضمير الأمة".

هذا وواصل سعداني موجها الكلام لبن فليس الذي انتقد بدوره خرجة قائد الأركان "أقول من هذا المنبر اتق شر من أحسنت إليه، ليس لبن فليس الحق أن يتكلم عن الحزب كفرد، كما أنه ليس من حقه أن يتكلم عنا كرئيس حزب لأن حزبه لم يولد بعد" ومضى يقول ساخر "لم يولد بعد ولسنا نعرف أهو ذكر أم أنثى".

أما عن رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري فقد قال: "قرأت السياسة لكني لم أقرأ بعد سياسة مقري، فهو مع اليسار واليمين والتروتسكيين والديمقراطيين والوسطيين والإسلامويين.. لقد فقد البوصلة.. ليس له مشروع حتى أتعامل معه.. إنه في كل مكان ومع جميع التيارات"، واستطرد يوضح بأنه كرئيس حزب لم يسبق لهم أن انتقدوا رسائل التهنئة تأتيهم تردهم من جهات ومنظمات دولية.

وبشأن موضوع "التوريث" قال الرجل المقرب من دواليب السلطة ومن محيط الرئيس "لا يوجد ذلك، والحديث عن الموضوع سابق لأوانه، والرئيس لن يرحل"، وخاطب في هذا الصدد  بوكروح  قائلا: "لن تستطيع تنحية الرئيس ولو خرج في صفوفك الآلاف فحزب الرئيس قادر على حشد الملايين"، بلغة حملت خطاب تهديد واضحة، أما فيما يتعلق بملف الدستور فقد حادّ سعداني عن دعواته السابقة وتخميناته حيث قال بأن الحزب يطالب بالإفراج عن مشروع تعديل الدستور، لكن الظروف الحالية للبلاد لا تساعد على الإفراج عنه، دون أن يخوض في هذه المسألة، لكنه أكد على أن الأرضية السياسية الحالية لا تساعد على إخراجه.

وقبل أن يختم جلسته الإعلامية الأولى بعد المؤتمر العاشر للحزب العتيد، قبل أسابيع خصص سعداني حيزا معتبرا من تصريحاته وانتقاداته للحديث عن الصحافة، وقال في هذا الصدد:  "بالأمس كنتم تخافون من ذكر أسماء بعض قيادات الجيش واليوم تتطاولون على الرئيس وتكتبون لجهات معينة !!"، واتهم بعض العناوين الصحفية على كونها تعمل على زعزعة النظام من أجل  الحصول على الإشهار، واصفا الصحافة بكونها تحولت إلى" صحافة  التجارة والانقلابات وزعزعة البلاد".

ودافع الأمين العام للحزب عن قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح، حيث كشف بأن الرجل رفض الانقلاب على الرئيس يوم كان مريضا في مستشفى فال دو غراس وتوجّه بالكلام للمعارضة مخاطبا:  "الفاشلون في السياسة أرادوا ركوب الأمواج في تلك الفترة، لماذا لم يتكلموا عن الذين كانوا يصنعون الرؤساء وتكلموا عن القايد"، ولم يفصح عمن قصده بـ"صناعة الرؤساء" ولكنه لمحّ لكونه هؤلاء هم من كانوا يتحكمون في كل شيء وقد تم إبعادهم الآن، أما عن مسألة التوريث والحديث عن إمكانية ترشح شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة فقد رفض الخوض في الموضوع ولم ينفه أو يؤكده ولكنه قال بأن الحديث عن التوريث " افتراضي " وأنه لا يمكنه أن يجيب عن شيء افتراضي، وعكس الأمين العام بالنيابة في التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى الذي دافع عن شقيق الرئيس وقال بأن ملف التوريث مستبعد فضل سعداني الإبقاء على السوسبانس المتعلق بالملف إلى وقت آخر.

خولة بوشويشي

 

من نفس القسم الوطن