الوطن

إخوان ليبيا يتسببون في خلافات بين الجزائر ومصر!

القاهرة تتهمها بالتعامل مع مشبوهين وبتجاهل مبادرة الجوار الليبي

 

  • ميزاب: "دعم القاهرة لطرف دون طرف قد يدمر المنطقة"

 

 

تأبى مصر أن تعرف ليبيا حلا لأزمتها دون أن يقوم على منظورها القائم أساسا على إقصاء تام للإسلاميين الذين ليسوا إلا امتدادا للإخوان الذين رمتهم السلطة بالإرهاب، هذا الأمر لم يسر حسب رغبتها بتمسك الجزائر بموقفها القائم على إشراك كل الأطياف في مسعى إيجاد الحل باستثناء أولئك الذين أدرجتهم الأمم المتحدة على لائحة المتورطين في أعمال إرهابية، ما جعل دبلوماسية السيسي إلى الإعلان صراحة بوجود نقطة خلاف جوهرية، واتهمت الجزائر بكونها تتعامل مع تيارات مشبوهة وأنها قفزت على بنود مبادرة دول الجوار الليبي. 

جدد مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون دول الجوار أسامة مجذوب التأكيد على وجود نقطة خلاف جوهرية بين الجزائر وبلده في مساعيهما لفك شيفرة العقدة الليبية،حيث قال ردا على سؤال صحفي حول التباين في الموقفين "هناك لبس في الموقف، والمؤكد أن الأهداف واحدة والتوجه الاستراتيجي متطابق من حيث إقرار الحل السلمي والحوار السياسي، والخلاف الجوهري بين مصر والجزائر يأتي في إطار مع من نتحاور لتحقيق تلك الأهداف، ومصر تقدمت في إطار آلية دول الجوار وتبنت في 25 أوت 2014 بنود المبادرة وهي عدم إجراء حوار مع أطراف لا تعترف بشرعية الحكومة والبرلمان وكذلك نبذ العنف والإرهاب واتفقت الدول الست المجاورة لليبيا على ذلك". 

وأضاف ملمحا "وبرغم إقرار الجزائر للمبادرة إلا أن لديها رؤية مختلفة في عدم ممانعة إجراء حوار مع أطراف وأشخاص محسوبين على تيار معين أو ليسوا فوق الشبهات، من منطلق أنهم جزء من المشكلة، وهذه هي مساحة الخلاف ونسعى لتضييقها حيث قام وزير الخارجية سامح شكري مؤخراً بزيارة مهمة للجزائر تناولت العديد من الموضوعات الثنائية والإقليمية من خلال آلية الحوار الثلاثي بين مصر وإيطاليا والجزائر وسيعقد الاجتماع الثاني خلال الشهر الجاري بالقاهرة، وعلينا أن نتفهم السياسة الخارجية لكل بلد حيث تتأثر بالأوضاع الداخلية بها، ففي مصر تيار الإسلام السياسي أصبح مرفوضاً مجتمعيا ولا حوار قبل نبذ العنف وموقفها في الداخل متطابق مع موقفها الدولي، والجزائر عانت من تيار الإسلام السياسي «الدموي» الذي تسبب في سقوط ضحايا بالآلاف ويعتقدون بأهمية الحوار لتفادي الاعتداءات. 

وفي تعليقه على التصريح المصري قال الخبير الأمني احمد ميزاب في اتصال بـ"الرائد" ان مواقف الجزائر واضحة ونتيجة لهذه المواقف تأتي تصريحات ضد توجهها الديبلوماسي. واوضح انالجزائر غير منحازة في الصراع الليبي وانما تسعى لجمع شمل الفرقاء بعكس مصر التي تدعم طرفا على حساب آخر وتبحث على حل الازمة الليبية على مقاس مصر الداخلي بإقصاء تيار الاخوان واعتباره ارهابيا في معادلة الحل، وهو أمر لا يخدم مصلحة الشعب والدولة الليبية. 

واضاف ان مصر لا تفكر في رغبة الشعب الليبي او في وحدة وامن ليبيا كما تسعى اليه الجزائر، التي تحرص على إنقاذ ليبيا حتى لا يسمععن دولة منعدمة، "نسعى لحل ليبي ليبي شامل يتعايش فيه كل الليبيين وليس ان نسير في طريق اشعال نار الفتنة بين الاخوة، ومصر تسير برؤية ضيقة وهذه الرؤية قد تدمر المنطقة وليس ليبيا فقط،لهذا فإن جل نقاط الاختلاف الجوهرية التي تطرحها الجزائر متعلقة بتحديد المفاهيم، فيكفينا اننا نسير وفق مسار واحد مع الامم المتحدة ونحقق خطوات مقبولة نحو الأمام". 

أميرة. أ

من نفس القسم الوطن