الوطن

بن غبريط أمام تحدٍ صعب لإنجاح الامتحانات ومواجهة فضائح الغش


هل ستحمل بكالوريا 2015 "المصداقية الضائعة"؟!

تفتيش بوليسي للمحجبات والتلاميذ الذين يثيرون الشكوك وإقصاء 5 سنوات للغشاشين

هل سيتمكن طاقم الحراسة من مواجهة تكنولوجيا"الغش"؟!

 

 

يجتاز اليوم أكثر من 657 ألف مترشح امتحانات شهادة البكالوريا الامتحان المصيري بالنسبة للتلاميذ ووزيرة التربية نورية بن غبريط في الوقت ذاته، كون نجاح بن غبريط في مهمتها على رأس وزارة التربية متعلق أساسا بنجاح هذه الامتحانات، وهو ما جعل وزارة التربية تتخذ حزمة من الإجراءات البيداغوجية والأمنية مراهنة على قضية منع الغش هذه السنة وعدم تكرار سيناريو السنة الماضية وإعطاء البكالوريا مصداقيتها الضائعة،فهل ستنجح نورية في مهمتها؟؟

يجتاز، 657 ألف تلميذ اليوم امتحان شهادة البكالوريا وسط ظروف استثنائية أقرتها الوزارة الوصية لتجنب فضائح الغش كما حدث في الدورات السابقة، حيث استنفرت وزارة التربية رفقة العديد من القطاعات على غرار وزارة الدفاع الوطني الشرطة والدرك من الأسلاك النظامية، إضافة إلى قطاع الصحة كل قواها من أجل إنجاح هذا الحدث بدون تسجيل أية فضيحة أخرى تضرب مصداقية البكالوريا.

وقد قامت وزارة التربية بالتنسيق مع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، بالعديد من الإجراءات لتفادي الغش الجماعي خاصة بالنسبة للشعب الأدبية، وهذا من خلال المناشير واللوحات التي تذكرهم بالعقوبات الصارمة التي ستتخذ في حق التلاميذ «الغشاشين» والذين لن يتم التسامح معهم هذه السنة، وألزمت وزارة التربية الأساتذة الحراس بضرورة التكفل التام وتدوين تقارير مفصّلة حول مجريات الامتحان، محذرة في ذات الوقت أن كل أستاذ متقاعس سيتم معاقبته.

 

بن غبريط تأمر بتفتيش بوليسي للمحجبات والتلاميذ الذين يثيرون الشكوك 

 

وتراهن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط هذه السنة على بكالوريا ذات مصداقية عالية من خلال الإجراءات التي أقرتها منذ بداية الموسم الدراسي والمتعلقة بإلغاء العمل بنظام العتبة رغم أن السنة الدراسية عرفت كثيرا من الإضرابات وضغوطا لإقرار هذه العتبة، بالإضافة إلى إجراءات منع كل محاولات الغش والفضائح التي وقعت سنة 2013، حيث أصدرت بن غبريط مع بداية العد التنازلي للامتحانات النهائية تعليمات تلح فيها على مديريات التربية الخمسين الموزعة عبر التراب الوطني على ضرورة إبلاغ كافة الحراس المكلفين بالعملية بضرورة الامتناع عن كل ما يلهي الأساتذة عن مهمتهم ويفسحون المجال للغش وضرورة ملاحظة كل كبيرة وصغيرة ومنع تداول الهواتف النقالة بالأقسام ولو كان للنظر إلى الساعةوتجريد التلاميذ منها لدى دخولهم لقاعات الامتحان وإرجاعها بعد خروجهم منها لتجنب حدوث فضيحة الغش الجماعي التي قلبت الموازين خلال السنوات الفارطة هذا من جهة. ومن جهة ثانية فقد ألحت الوصاية مرافقة التلاميذ نحو المراحيض وتفتيشهم قبل التوجه نحوها لتجنب تبادل الأوراق الخاصة بالمسودات بين التلاميذ وأي تقنية أخرى للغش.كما أعطت وزارة التربية تعليمات بتفتيش جميع المحجبات لتفادي استعمال السماعات كوسلية للغش وتشديد الرقابة داخل قاعات الامتحان لمنع تسريب الإجابات من خلال تفتيش الطالب الذي يثير الشكوك، ومنع استعمال جميع أنواع الأجهزة الإلكترونية، وجميع الآلات، والأجهزة ذات خاصية التسجيل وتخزين البيانات والأجهزة السمعية، بالإضافة إلى الكتب المدرسية والملخصات.

 

إقصاء الغشاشين لمدة 5سنوات 

 

من جهة أخرىهدّدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط في العديد من المرات بتطبيق إجراءات عقابية صارمة ضد التلاميذ الذين يلجؤون إلى الغشفي الامتحانات المصيرية، وإقصائهم من الامتحانات لمدة تتراوحبين 03 إلى 05 سنوات بالنسبة إلى التلاميذ المتمدرسين، أما فيما يخص التلاميذ الأحرار فتصل مدة الإقصاء إلى 10 سنوات. مؤكدة أن فضيحة الغش الجماعي التي حدثت في 2013 لن تتكرر.واعتبرت الوزيرة أن الحل لتجنب مثل تلك الحالات يكمن في تحسين العلاقةبين التلاميذ والأساتذة والتلاميذ والمسيّرين،مؤكدة أن الوزارة ستعتمد، بالدرجة الأولى، في معالجتها حالات الغش واكتشافها إجابات متطابقة للمترشحين، على التقارير التي يرفعها رؤساء مراكز الإجراء والأساتذة الحراس، وبالتالي فهم ملزمون بإعداد تقارير تتضمن كافة التفاصيل للكشف عن هوية الغشاشين، وذلك قصد التقليل من الظاهرة التي عرفت انتشارا واسعا في السنوات الأخيرة، خاصة ما حدث السنة الماضية.

 

هل سيتمكن طاقم الحراسة من مواجهة"تكنولوجيا الغش"؟؟

 

هذا ويبقى الطاقم المكلف بالحراسة والملاحظة الخاص بامتحانات شهادة البكالوريا اليومأمام تحدٍ كبير لمواجهة أي محاولة غش خاصة مع التقنيات والابتكارات الأخيرة التي ظهرت في مجال التطور التكنولوجي والتي فتحت المجال أكثر أمام الطلبة للغش في الامتحانات من خلال استعمال 3G أو ما يعرف بالغش الالكتروني. فبات بعض الطلبة يسعون وراء مختلف الطرق المساعدة على عملية الغش دون إمكانية الإمساك بهم متلبسين بالجرم المشهود، ومع تعدد التقنيات التي يستعملها التلاميذ داخل قاعات الامتحان تم الانتقال من أساليب الغش التقليدية إلى أساليب أخرى أكثر تطورا على غرار 3G والهواتف الذكية ما يضع طاقم الحراسة أمام مهمة جد صعبة لمنع أي محاولة غش. وقد لجأ العديد من الطلبة المقبلين على الامتحانات الرسمية في الآونة الأخيرة لاستعمال آخر تكنولوجيات الاتصال الحديثة التي تحول دون إمكانية الإمساك بهم متلبسين بتهمة الغش من طرف طاقم الحراسة، من خلال استعمال 3G والهواتف الذكية التي تمكنهم منالاتصال بالعالم الخارجي عن طريق استعمال خدمة الانترنت ومحرك البحث غوغل الذي بإمكانه تقديم الأجوبة الصحيحة بمجرد كتابة السؤال المراد معرفته على محرك البحث، إلى جانب استعمال شبكة التواصل الاجتماعي فايس بوك، حيث يمكن هذا الأخير التلميذ من الاتصال بأي شخص آخر يفيده بالأجوبة الصحيحة مع تحليه بالهدوء وعدم التوتر لعدم جلب انتباه الحراس.

 

تبادل خبرات الغش عبر الفاسبوك والساعات وعلب العصير للتمويه 

 

وقد أنشأ التلاميذ المقبلون على اجتياز امتحانات نهاية السنة، وخاصة منهم تلاميذ البكالوريا، صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تبرز طرق الغش في الامتحان، حيث عرف الفايسبوك خلال الأسبوع الماضي تداولا غير مسبوق لتعليقات وصور تبرز طرق الغش المختلفة، وتبادل مخططات غير معروفة لتقنيات الغش التي يمكن اعتمادها خلال الامتحانات واستقطبت صفحات طرق الغش عددا كبيرا من حيث عدد المعجبين، ومن بين أكثر الطرق التي أصبح الطالب الجزائري يستعملها في الغش خلال الامتحان، استعمال الوسائل التقنية لتمويه الأستاذ الحارس أو المراقب خلال قيامه بعملية الغش، ومن أبرزها الاعتماد على الآلة الحاسبة وساعة اليد والتي تعتبر من الأدوات المسموح بإدخالها إلى قاعة الامتحان، لذلك ركزت العديد من الصور على شرح طريقة الغش كفتح الساعة من الجهة السفلى وحشوها بقصاصات ورقية تحتوي على دروس مكتوبة بخط صغير جدا، كما أوضحت صورا أخرى بطريقة مفصلة كيفية استعمال غطاء الآلة الحاسبة لتخزين أوراق الغش، ومن بين أكثر الصور التي لقيت عددا كبيرا من التعليقات والإعجاب، صورة تظهر كيفية استخدام العلب الكرتونية للعصائر عن طريق تقطيع جهة من زواياها الأربع لتسهيل استخراج القصاصات الورقية، لكن رغم كل هذا تبقى المراجعة والمثابرة أضمن طرق النجاح.

 

س.زموش

من نفس القسم الوطن