الوطن
احتضان الشارع والتصدي لـ "التوريث" ضمن أجندة المعارضة
المعارضة تجتمع في ذكرى مازافران الأولى وسط حضور باهت للأحزاب والشخصيات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 جوان 2015
- بلعباس: " النظام يحاول إعادة تنظيم صفوفه ولكن بالاحتيال ! "
- بن فليس: " النظام اقتنع بأن مواصلة تسيير شغور السلطة لم يعد ممكننا اليوم ! "
وضعت أحزاب المعارضة "مخطط توريث الحكم "وخروج الشارع صوب أعينها واعتبرتها ضمن أولوياتها المستقبلية كما توقعت أن تعرف الساحة السياسية سلسلة من الاضطرابات والتوترات في مختلف المستويات، مشيرا أن النضال العاجل المبدئي الذي لا يتحمل الانتظار وأن الخضوع لسياسة الأمر الواقع هو تسليم الوطن لشبكات الفساد وتوفير ظروف هانئة لسياسة الفشل حتى تقضي على الأمل.
عبد الرزاق مقري: " الأزمة ستبدأ وخروج الشعب وارد " !
قال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري في كلمة له إن توقعات خروج الشعب للشارع واردةٌ جدا، ومهما كانت نسبة توقعها، ومهما اختلف الناس حولها يجب الاستعداد لها، مشيرا أن خروج الشعب للشارع سيكون تلقائيا بسبب أخطاء النظام وإخفاقاته، وتغذيه سياسات القمع والتضييق المتوقعة، وستفجره في أية لحظة أية حادثة من الحوادث الصغيرة والكبيرة التي لا ينتظرها أحد ما ولا تتحكم بها جهة ما، حيث دعا مقري إلى ضرورة مخاطبة الشعب بكل وضوح وصرامة.
كما توقع مقري أن تعرف الساحة السياسية سلسلة من الاضطرابات والتوترات في مختلف المستويات، مشيرا أن النضال العاجل المبدئي الذي لا يتحمل الانتظار و أن الخضوع لسياسة الأمر الواقع هو تسليم الوطن لشبكات الفساد وتوفير ظروف هانئة لسياسة الفشل حتى تقضي على الأمل، بالمقابل توقع مقري أن الأزمة ستبدأ تشتد بين سنتين إلى خمس سنوات حين يصبح النظام السياسي غيرَ قادر على التحكم في التوازنات الاقتصادية الكبرى وهو أمر شديد التوقع وفق إجماع الخبراء الاقتصاديين وتقارير المنظمات
الاقتصادية والمالية الدولية ,مشيرا أن هذه المرحلة لن تكون المشكلة بين السلطة الحاكمة والأحزاب ولكنها ستكون بين السلطة والشعب.
وفي سياق اخر حذر مقري من سياسات التفريق والتشتيت من خلال الإغراء والتخويف وخلق المشكلات بين أقطاب المعارضة، وهي حالة تتطلب التحلي بحسن الظن والسعي للحوار عند كل أزمة، والتجاوز عند وقوع الأخطاء، وتفهم الإكراهات التي تواجه كل طرف.
أوضح، مقري، اليوم خلال اجتماع هيئة التشاور والمتابعة بمناسبة مرور عام على تشكيل تنسيقية الانتقال الديمقراطي، أن هذه الأخيرة استطاعت بعد سنة منذ تأسيسها أن تصل إلى مستوى لا بأس بهم الإنجاز بالنسبة لما هو مقدور عليه ولما هو متاح ضمن ظروف سياسية تتسم بالغلق ومنع الحريات والتضييق على النشاط، وضمن أوضاع أمنية صعبة محيطة بالبلد، مضيفا في نفس الوقت " استطعنا أن ندخل الأمل في قلوب الجزائريين بإمكانية التغيير، وكسرنا جزءا مهما من استراتيجية التيئيس التي تعتمد عليها السلطة الحاكمة"
وأوضح المتحدث إن المعارضة استطاعت تظهر النظام السياسي على حقيقته لقطاع واسع من الرأي العام، وكشفت صورته كما هي دون تدليس ولا تزويق ولا وهم، وقد شعر بذلك في نفسه فدخلت الريبة والشك في صفوفه، فظهرت في صفوفه، وصفوف حلفائه في الداخل والخارج، معالم الاضطراب والإرباك التي ترجمها بمزيد من الصد والتضييق ومحاولات يائسة للتحريش ولضرب استقرار الأحزاب المعارضة وتشتيتها. غير أن مستوى إنجازاتنا -يضيف مقري-لا يمكن أن يرضي المواطنين الجزائريين المتطلعين إلى التغيير السريع الجذري، ولا بد لنا أن نعترف بأن حالة من الخيبة أصابت كثيرا ممن ابتهج باجتماعنا وهلل لنضالنا المشترك، ممن توقع منا قدرة فائقة على قلب الموازين. مشددا على ضرورة مخاطب الشعب الجزائري بكل وضوح وصرامة وأن تبالغ المعارضة في تكرار الخطاب دون انقطاع ولا توقف بأن الطرف الأساسي في التغيير بعد الله هو الشعب دون غيره، لأنه هو القوة الجبارة الوحيدة التي تقدر على ذلك، وإنما دور المعارضة هو العمل والمثابرة والتضحية بالوقت والمال بل حتى بالنفس من أجل قول الحقيقة للناس وتوعيتهم وتبصرتهم وتجنيدهم بكل الوسائل السياسية السلمية المتاحة.
جيلالي سفيان: " نرفض مبادرة تتعارض مع مساعي التنسيقية خاصة التفاوض مع السلطة" !
تحدث رئيس جيل جديد جيلالي سفيان عن الوضع الداخلي للمعارضة وكانت كلمته تتمحور حول توحيد صفوف المعارضة و توضيح طريقة العمل من خلال توسيع دائرة المشاركين، وطالب جيلالي سفيان لضرورة الإلتزام بمرجعية أرضية مزفران كما حذر من محاولة أي طرف من أي محاولة أو مبادرة تتعارض مع مساعي التنسيقية , خاصة التفاوض مع السلطة، كما أعلن جيلالي سفيان عن جاهزية المعارضة لفتح حوار حقيقي مع أصحاب القرار السياسي قصد الوصول إلى إصلاحات سياسية.
محمد ذويبي: " لا بديل عن عرض الدستور على الاستفتاء الشعبي لإضفاء مصداقية أكثر على الوثيقة الأساسية في البلاد"
حمل خطاب الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي شرحا مفصلا للواقع الاقتصادي والإجتماعي والسياسي للبلاد وقدم مطالب متعلقة بإصلاحات سياسية وقضائية واقتصادية، حيث طالب بضرورة عرض التعديل الدستوري على الاستفتاء الشعبي لإضفاء مصداقية أكثر على الوثيقة الأساسية في البلاد، وتمكين الشعب صاحب السلطة من ممارسة سلطته فعلا والمشاركة المباشرة في الإصلاحات بما يعزز سلطته في المرحلة المقبلة وضرورة النص على طبيعة النظام السياسي و إلغاء رئاسة رئيس الجمهورية للمجلس الأعلى للقضاء.
هذا وتوقع ذويبي أن يدفع المواطن مجددا ثمن أخطاء الحكومة دون غيره بينما ستظل سياسة التقشف المعلن عنها مجرد شعار غير قابل للتطبيق بالنسبة للفئة التي ألفت نهب المال العام في ظل غياب لأي رادع قانوني.
محسن بلعباس: " النظام يحاول إعادة تنظيم صفوفه ولكن بالاحتيال ! "
دعا رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس إلى إعطاء الفرصة لكل الفاعلين السياسيين والاجتماعيين الأحرار المقتنعين بضرورة الذهاب إلى مرحلة انتقالية الالتحاق بصفوف هيئة التشاور والمتابعة مؤكدا ان التنسيق والعمل المشترك وتلاحم كل الناشطين السياسيين باختلاف حساسياتهم هو الرد الأنسب في هذه المرحلة.
واوضح محسن بلعباس في مداخلته امام هيئة المتابعة والتشاور للمعارضة المجتمعين بمقر حزب حركة مجتمع السلم "حمس" بالجزائر العاصمة ان ندوة مازافران التاريخية بعثت الامل من جديد في قدرة المعارضة على العمل سويا للتاثير في الساحة السياسية للذهاب الى مرحلة انتقالية تؤسس لبناء جزائر الغد مضيفا انه خان الوقت للتقييم ووضع التدابير التي من شانها ان تسرع بالانتقال الديمقراطي الذي فرض نفسه كحل انجع واقل تكلفة للخروج من الازمة التي طال امدها على الشعب واصبحت تهد الجزائر في وحدتها وسلامتها واستقلالها وحتى في كيانها والتي تسبب فيه حسبه نظام تسلطي قمعي فاسد ومغتصب لقوانين الجمهورية .
وافاد محسن بلعباس ان النظام اصبح في الاسابيع الاخيرة يحاول اعادة تنظيم صفوفه عن طريق اغتصاب القوانين الاساسية للاحزاب الموالية وانقلاب على قياداتها وكذلك اعادة توزيع الحقائب الوزارية على نفس الاشخاص اللذي تورطو في قضايا الفساد في ملفات الطريق السيار شرق غرب والخليفة واستيراد الادوية والذين شهدت قطاعاتهم ازمة حادة معتبرا ان هذا الاصرار على تجديد الفشل ياتي بعد ان استحال عليهم بناء توافق بين زمر السلطة المتصارعة ويهدف لاعادة التموقع استعدادا لمرحلة ما بعد الرئيس بوتفليقة ينذر باعادة توزيع الادوار المبرمجة للتاسيس للرجوع نهائيا الى ممارسات عهد الحزب الواحد .
كما انتقد محسن بلعباس وضعية حقوق الانسان بالجزائر مؤكدا انها تدهورت كثيرا حيث اصبح التعسف والقمع يمس كل المواطنين خصوصا فئة الشباب منهم الذين يطالبون بحقهم في العمل والعيش اللائق وكذا من خلال الاعتقالات والمضايقات القضائية والزج في السجون ضد نشطاء الجمعيات والنقابات والمناضلين السياسيين.
واعتبر محسن بلعباس ان مواقف هيئة التشاور والمتابعة هي التي تستبق مصلحة الجزائر عن كل اعتبار مشيرا انها نمنت من رفع الستار عن خبايا ونوايا السلطة تبقى غير كافية مادام انها لم تكثف من جهودها في تجنيد فعلي للمواطنين لتغيير موازين القوى لصالحها، واشار المتحدث انه وتحضيرا للدخول الاجتماعي المقبل تنظيم مسيرة شعبية على مستوى العاصمة يوم 5 اكتوبر للتنديد بالمساس بالحريات الاساسية الفردية والجماعية مع تنظيم اتفاقية وطنية يوم الفاتح نوفمبر حول الانتقال الديمقراطي لكي نؤكد ان هذا الانتقال يبدا بزوال النظام التسلطي والفاقد حسبه للشرعية.
علي بن فليس: " النظام اقتنع بأن مواصلة تسيير شغور السلطة لم يعد ممكننا اليوم ! "
أكد رئيس حزب طلائع الحريات قيد التأسيس علي بن فليس أن النظام السياسي و صل إلى قناعة بأن مواصلة تسيير شغور السلطة لم يعد ممكننا وبأنه يؤدي إلى إفلات الأمور , واستعمل بن فليس كثيرا مصطلح "ثالوث السلطة الفعلية" والتي قال أنها باشرت في استراتيجية الهجومية لإعداد المرحلة المقبلة وهي في مراحلها الأولى ومرشحة للتطور في المستقبل القريب تستوجب التصدي لها , خاصة أنه حسب بن فليس –يستعد لتسليم السلطة عن طرق التوريث أو عن طريق اختيار خلف من المحيط الأوسع و في هذا الصدد شدد بن فليس على أهمية توحيد صفوف المعارضة للتصدي لهذا الوضع.