الوطن

حنون: بوتفليقة لم يعد رجل إجماع

شككت في الرسالة التي بعث بها للمؤتمر العاشر للأفلان

 

  • تمار المسؤول الأول عن فضيحة بنك الخليفة ولا بد من مساءلته

 

شككت الأمينة العالمة لحزب العمال في الرسالة التي بعث بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى القيادة حزب جبهة التحرير مؤخرا ضمن أشغال المؤتمر العاشر للحزب، حيث اعتبرتها رسالة مغايرة للتي اعتدنا متابعتها من الرئيس، ووجهت المتحدثة لهذا الأخير شبه انتقاد بعد أن رسم انضمامه لحزب جبهة التحرير الوطني سياسيا على حدّ تعبيرها، وقالت بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يعد رجل الإجماع كما كان عليه قبل الاستحقاقات الانتخابية الفارطة، التي كان يشارك فيها كمترشح حرّ بعيدا عن الأحزاب السياسية، ولكن اليوم – تضيف لويزة حنون -، المقربة من قيادة الجيش يكون قد اختار الأفلان بعد سنة من ترشحه كمترشح حرّ للرئاسات. هذا ووجهت المتحدثة انتقادات واسعة لطاقم الحكومة الحالية والمكلف بإدارة الجهاز التنفيذي عبد المالك سلال الذين اصطفوا تباعا في مؤتمر الأفلان العاشر ونالوا عضوية في اللجنة المركزية، وهو الأمر الذي رأت بأنه لا يخدم الديمقراطية.

خصصت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، حيزا كبيرا من المداخلة التي نظمتها أمس ضمن افتتاح أشغال الدورة العادية للمكتب السياسي لحزبها، بمقر تعاضدية عمال البناء بزرالدة بالعاصمة، للحديث عن المؤتمر العاشر للحزب العتيد وما أفرزته من بداية التغيير في الخارطة السياسية للبلاد، حيث رأت المتحدثة بأن انضمام وزراء في الحكومة الحالية للحزب العتيد أو ما يعرف بحزب الأغلبية هو خطر يهدد الديمقراطية، ورغم أن خطوة الوزراء لا تشكل من الناحية الدستورية أي اختلالات أو أخطاء إلا أنه من الناحية الأخلاقية نزوح وزراء في الحكومة تجاه حزب بهذا الكم والعدد وافتكاكهم لعضوية اللجنة المركزية هو أمر غير أخلاقي ويضر بالعملية الديمقراطية على حدّ تعبير حنون، التي قالت بأن مشاركة الطاقم الحكومي بقيادة الوزير الأول عبد المالك سلال الذي يدير الجهاز التنفيذي في أشغال المؤتمر العاشر للحزب العتيد وانضمام الكثير منهم لتركيبة اللجنة المركزية للحزب هو أمر يهدد الديمقراطية. لويزة حنون لم تكتف بهذا الانتقاد فقط بل شبهت مؤتمر الأفلان العاشر بـ"الاجتماع الوزاري المصغر"، وذلك على خلفية حضور غالبية أعضاء الحكومة فيه، وبتساؤل واستغراب، قرأت الأمينة العامة لحزب العمال توافد هؤلاء بما فيهم الوزير الأول عبد المالك سلال على المؤتمر العاشر للأفالان الذي زكى عمار سعداني كأمين عام للحزب لعهدة تمتد خمس سنوات، بكونه اجتماع لمجلس من مجالس الدولة.

هذا وواصلت المتحدثة توجيه انتقادات على من وصفتهم بـ"الأوليغارشية"، التي تقوم حسبها بافتراس مفاصل الدولة، ووضعت رجل الأعمال المعروف علي حداد في مقدمة هؤلاء قبل أن تلمح لكونه سيتحول إلى "خليفة" ثان سيمتص ريع الدولة، بعد أن فتح لهم المجال على مصرعيه وتم تمكينهم من كلوسائل الدولة دون حسيب أو رقيب. أما بعض الوزراء الحاليين وخاصة الأوجه الجديدة ممن تسلموا حقائب وزارية في آخر تعديل أجراه الرئيس على الجهاز التنفيذي واصلت حنون انتقاداتها وتخوفاتها من بعض الوزراء الذين قالت بأن سياستهم سوف تدفع بالاقتصاد الوطني نحو الهاوية، وخصت المتحدث بالذكر وزير المالية، عبد رحمان بن خالفة، التي قالت إن جميع المؤشرات الحالية تدل على أن سياسته ستقضي على الدينار الجزائري.

أما فيما يتعلق بالملف الدولي، فقد رأت التشكيلة السياسية لحزب العمال بأن الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي للجزائر في قادم الأيام، ستحمل طابعا اقتصاديا وآخر أمنيا سيحاول من خلاله فرانسوا هولاند حماية المصالح الفرنسية بالجزائر وبالمنطقة، وهو يتصرف على حدّ تعبيرها مثل باقي الرؤساء الأجانب القادمين نحو الجزائر في الآونة الأخيرة. وعلى صعيد آخر، ثمنت المتحدثة مواقف الدولة الجزائرية تجاه ما يحدث في الدول الأجنبية خاصة دول الجوار واعتبرت أن سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول أمرا مهما.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن