الوطن

الجزائريون يحضرون لنزوح جماعي خلال عطلة الصيف

وكالات السياحة والسفر تستقبل ألاف الطلبات باتجاه تونس، تركيا وماليزيا

 

بدأت وكالات السياحة والسفر تستقبل ألاف الطلبات من أجل الحجز لقضاء العطل الصيفية التي فضل أغلب الجزائريون برمجتها بعد شهر رمضان الذي سيكون منتصف شهر جوان الجاري في حين تبقي تونس، تركيا ومصر بالإضافة إلى ماليزيا مالطا وجزر المالديف مؤخرا الوجهات المفضلة للجزائريين أمام تدهور السياحة الداخلية.

أطلقت مختلف الوكالات السياحية النشطة في الجزائر عروضا وبرامج وتخفيضات لعطلة الصيف التي فضل أغلب الجزائريين قضائها بعد شهر رمضان وإعلان نتائج الامتحانات الرسمية وقد عرفت الحجوزات لهذه السنة ارتفاعا وصل الـ 10 بالمائة حسب الوجهة، بسبب ارتفاع التكاليف وكذا سعر العملة الصعبة مقارنة بالدينار الجزائري، وتبقي تركيا وتونس من أفضل المدن السياحية التي يقصدها الجزائريون نظرا لما تتوفر عليها هاتين الوجهتين من مناظر وخدمات بأسعار تنافسية 

تونس وتركيا يتنافسان على السائح الجزائري 

رغم المشاكل السياسة والأمنية التي عرفته تونس الفترة الأخيرة إلا أنها تبقي الوجهة الأولى للجزائريين من أجل قضاء عطلهم السنوية، حيث لا يزال الجزائريين يفضلون قضاء عطلهم الصيفية هناك بسبب عامل القرب وانخفاض الأسعار وكذا سهولة التنقل خاصة وأن الجزائريين لا يحتاجون إلى تأشيرة الدخول، على غرار المغرب، وهي العوامل التي جعلتها الوجهة الأولى للسياح الجزائريين. ومن جهة أخرى، من المنتظر أن يستفيد السياح الجزائريين من مزيد من التسهيلات من الحكومة التونسية كما أعلنت عنه وزيرة السياحة التونسية التي أكدت في تصريحات لها في وقت سابق أنها ستعلن عن قريب عن تسهيلات للسياح الجزائريين خلال زيارتها المرتقبة للجزائر، معلنة عن تكثيف الرحلات الجوية بين الجزائر وتونس وقد عرف عام 2014 دخول ما يقارب مليون و300 ألف سائح جزائري الى تونس ما جعل 2014 سنة "استثنائية" بالنسبة للسياح الجزائريين في تونس 

وعن الوجهة السياحية الثانية التي اختارها الجزائريين تؤكد أغلب الوكالات السياحية أن تركيا هي الأخرى أصبحت منافسا كبيرا لتونس لاستقطابها للجزائريين، خاصة مع تصدير المسلسلات التركية للثقافة التركية ما ولد شغفا كبيرا لزيارة اسطنبول وباقي المدن التركية، لاكتشاف الثقافة التركية والحياة اليومية للشعب التركي، زيادة على التسهيلات التي تمنحها تركيا للراغبين في السفر إليها، مع وجود الأمن وجودة الخدمات فيها.

جزر المالديف مالطا وماليزيا وجهات سياحية جديدة تثير فضول الجزائريين

 بالإضافة إلى تونس تركيا والمغرب ومصر برزت وجهات جديدة لدي الجزائريين أصبحت تثير فضولهم كجزر المالديف مالطا ماليزيا وسنغافورة والتي أصبحت تستقطب عدد لا بأس به من السياح الجزائريين رغم الأسعار المرتفعة مقرنة بالبلدان والتي تظل عائقا كبيرا ليظل لسان حال الكثير من الجزائريين أن قضاء العطلة الصيفية ستكون في الوجهة التي توفر أقصى حد من المزايا، مع مراعاة الأسعار والتكلفة خاصة بالنسبة للأسر.

التخفيضات مرتبطة بالتخطيط المسبق لوجهات الجزائريين 

من جانب أخر ورغم أن أغلب الوكالات السياحية حددت برنامج العطل لهذه السنة إلا أن الكثير من الجزائريين لمم يحددوا بعد وجهتهم السياحية، بسبب شهر رمضان وظهور نتائج الامتحانات نهاية السنة الدراسية، خاصة وأن العائلة الجزائرية معرفو أنها  لا تخطط مسبقا للتحضير لعطلتها، مثلما هو معمول به في عدد من الدول والمجتمعات، الأمر الذي يمكنه أن يؤثر سلبا على فرص واختيارات الوكيل السياحي الجزائري الذي لا يمكنه أن يتفاوض من موقع قوة مع الشريك الأجنبي من أجل تقديم أسعار معقولة وتنافسية للجزائري، لأنه مثلا عندما يذهب وكيل أجنبي إلى أي مجمع سياحي وفي يده عقد لألف أو ألفين شخص ليس مثل الذي يذهب وهو غير متأكد من العدد الذي سيجلبه معه. ما يجعل المتعامل الجزائري ينجح بشق الأنفس في الفوز بخصم لا يزيد عن 5 أو 10 في المائة فقط من المتعامل الأجنبي لصالح الزبائن الجزائريين، وهذا لغياب ثقافة تخطيط العطلة مسبقا عند الجزائريين.

تلاعب وسمسرة عند بعض الوكالات السياحية 

هذا ومع بداية موسم العطل تطرح بشده مسألة تلاعب وسمسرة بعض الوكالات حيث تتكرر كل سنة بعض الممارسات التي تثير استياء السياح الجزائريين الذين يدفعون مستحقات رحلاتهم السياحية على أساس الإقامة بفنادق فخمة مصنفة ضمن 4 و5 نجوم، ليتفاجؤوا بمجرد وصولهم إلى هذا البلد بالإقامة في فنادق أسقطت من قائمة الفنادق الفخمة، ولم يعد تصنيفها من جديد لتراجع نوعية خدماتها، كما تسعي بعض الوكالات الصغيرة لتلقي طلبات السفر لتقوم بعد ذلك بأرسال الطلبات لوكالات أخري لتتكفل بنقل السياح وهو بمثابة سمسرة واضحة بالنسبة لهته الوكالات.


س. زموش

من نفس القسم الوطن