الوطن

" 10 ملايير دولار سنويا" عائدات السياحة إن أحسن استغلالها

هل ستفلح مبادرة "اعرف بلادك أولا" في إنعاش السياحة الداخلية؟

 

يبدو أن الحكومة استفاقت أخيرا، وأدركت أنه لابد من البحث عن بدائل أخرى تحل محل البديل النفطي، الذي بات لا يدرّ الكثير من المال للخزينة العمومية، وكان لزاما عليها أن تبحث وتبحث عن سبل أخرى لإنعاش الاقتصاد الوطني، فبعد أن أطلقت مبادرة "استهلك جزائري" ، ها هي اليوم تطلق مبادرة "اعرف بلادك أولا" في إطار النهوض بقطاع السياحة ، التي ستدر حسب مختصين ما بين 5 إلى 10 مليار دولار سنويا في خزينة الدولة إن أحسن استغلالها.

أطلقت وزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية شعار" اعرف بلدك أولا" مع افتتاح موسم  الاصطياف لسنة  2015 ، في إطار السياسة الرامية إلى النهوض بالسياحة الداخلية وتشجيع المواطنين عليها، في الوقت الذي تعول عليها الوزارة الوصية لتصدر  قائمة الثروة البديلة، من خلال تهيئة الجو المناسب للاستثمار في المجال السياحي، وإنعاش المرافق الخدماتية بهذه الثروة الطبيعية الهامة، التي يتربع عليها بلدا صنف كأحسن 10 دول في العالم من حيث المناظر الطبيعية، لم تستفق الحكومة إلى ضرورة استغلاله إلا بعد الأزمة النفطية وتهاوي أسعار البترول.

 

كمال رزيق: الجزائر قادرة على دعم مدخولها الخام بـ 25 بالمائة من السياحة

 

استحسن أستاذ علم الاقتصاد بجامعة البليدة، كمال رزيق، المبادرة التي أطلقتها وزارة البيئة والسياحة والصناعات التقليدية، " اعرف بلدك أولا"، وقال أن هذا الشعار إيجابي إلى حد كبير، وهو يدل على أن الوزارة بدأت تعرف "من أين تؤكل الكتف"، من خلال هذه المبادرة التي تعد الأولى من نوعها في  إطار تشجيع  السياحة الداخلية، غير أن التشجيع الحقيقي للسياحة –حسب محدثنا- لا ينبغي أن يكون بمثل هذه الشعارات البراقة على الورق، وإنما ينبغي تطبيقها على أرض الواقع.

واقترح كمال رزيق على القائمين على قطاع  السياحة، تحديد أنواع السياحة بداية ، وتقسيمها، إلى سياحة صحراوية، شاطئية، الغابات الحوية، السياحة الدينية، وغيرها من الأنواع من السياحة، وذلك حتى يتسنى لها التعامل مع كل نوع على حدى وتطويره بالشكل المناسب، كون السياحة الداخلية تعد قطاعا استراتيجيا هاما، من شأنه أن يحقق أهداف كثيرة، على رأسها امتصاص البطالة من خلال خلق مناصب شغل، تحقيق موارد مالية إضافية، والذي لا يتم إلا بحسن استغلال هذا القطاع الهام، بشكل عقلاني وجعله مصدرا لمنافع اقتصادية واجتماعية كبيرة.

وأضاف محدثنا، أن البلد الذي لا يستغل ثروة طبيعية تمتد على  شريط حدودي يتجاوز 1200 كلم، وصحراء شاسعة ساحرة، وثروة غابية، وحموية... -في نظري-لا يمكنها النهوض بقطاعات أخرى، موضحا أن الجزائر تصنف من بين 10 أجمل دول في العالم من حيث المناظر الطبيعية، لم يتم استغلالها، في الوقت الذي استطاعت دولا مجاورة جعل قطاع السياحة قطاعا رائدا إن على المستوى الداخلي أو الخارجي، من إمكانيات بسيطة، مشيرا ان الجزائر قادرة على النهوض بهذا القطاع البديل  في ظرف 5 سنوات وجعله قطاعا رائدا،  إن تم استغلاله جيدا فيمكننا القول أنه على الأقل سيساهم بـ 25 بالمائة في المصدر الداخلي الخام، ودعم مداخل خزينة الدولة، فيما اعتبر أن السياحة بشكل عام، الداخلية والخارجية إن طورت بالشكل المطلوب،  فإنها "ستساهم في دعم مداخيل الدولة من 5 إلى 10   ملايير دولار سنويا ، بشرط تطويرها  بمعنى الكلمة، بأصولها، بشروطها بأساليبها ، وجعله قطاع استراتيجي.

منى. ب

من نفس القسم الوطن