الوطن

مساهل: "حكومة ليبيا التوافقية تستدعي تقديم أطراف الحوار لتنازلات"

حذر من تفاقم التهديد الإرهابي وتداعياته على ليبيا ودول الجوار

 

شدد وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، على أن قيام حكومة وطنية توافقية في ليبيا يتطلب مشاركة جميع الليبيين، الى جانب القيام بتنازلات من قبل جميع الأطراف، مؤكدا على استعداد الجزائر لمرافقة الليبيين في مواجهة التحديات المستقبلية.

أشار مساهل أمس خلال كلمة القاها على هامش الاجتماع الثالث للحوار الليبي، المنعقد بفندق الأوراسي بالعاصمة، الى ان حل الازمة الليبية بيد الليبيين أنفسهم، موضحا بان قيام حكومة وفاق وطني تتطلب مشاركة جميع الاطراف وتقديمهم لذات القدر من التنازلات، كما اكد على موقف الجزائر الثابت اتجاه الملف الليبي، والذي يرمي إلى "مساعدة كل الأشقاء الليبيين على مختلف توجهاتهم من أجل حوار جامع لا يقصي طرفا إلا من صنفته اللوائح الأممية ضمن على قوائم الإرهاب وعيا منها بأن أمن ليبيا من أمنها"، وأضاف بان حل الازمة لا يأتي إلا بإرادة اطراف الحوار، بعيدا عن أي تدخل اجنبي، حيث تكون النتيجة اقامة حكومة وطنية توافقية تتولى إدارة الشأن العام  وتعمل على تحقيق الاستقرار في كافة ربوع ليبيا و تجنب البلاد مخاطر التقسيم.

وحذر الوزير، من تفاقم التهديدات الارهابية، وامتداد لرقعة العنف، والذي بات يشغل المجموعة الدولية برمتها، داعيا الليبيين الى صد الخطر قائلا:"لعل استجابة أبناء ليبيا لدعوة الحوار هذه، تترجم وعيهم بخطورة التهديد الذي يحيط بوطنهم ويعبر عن عزمهم الراسخ عن صونه وحمايته"، موضحا أن "أمن ليبيا من أمن الجزائر بل من أمن كل جيرانها ومنطقة الساحل برمتها"، كما اشاد بجهود المبعوث الاممي بيرناردينو ليون، في مساعدة اطراف الحوار على تجاوز المحنة واستعادة البلاد، حاثا الليبيين على التنازل وصولا الى حلول توافقية خدمة للمصلحة العليا للوطن، مؤكدا "مهما كان في تقدير أي طرف أن دعم هذا الحل يترتب عنه تنازلات، فإن التنازل للوطن أمر ليس بالغريب على الليبيين الذين رسموا للتاريخ أبدع صور التضحية"، واستطرد" "إننا في الجزائر لا يراودنا أدنى شك أن الإخوة الليبيين على مختلف مشاربهم لديهم من الحكمة والرصانة والشجاعة ما يؤهلهم لأن يكونوا في مستوى المسؤولية التي تتطلبها المرحلة الدقيقة التي تعرفها ليبيا".

وشدد مشاهل على ان الجزائر"تتطلع لأن تحقق ليبيا عافيتها لكيرتعمل معها اليد في اليد لرفع التحديات التي يواجهها هذا البلد الشقيق"، مشيرا الى أن الجزائر "على قناعة تامة أنه برغم تعقيدات الوضع الليبي فالحل السلمي هو الكفيل بأن يحفظ لليبيا الشقيقة وحدتها  سلامتها الترابية وسيادتها الوطنية لبناء الدولة العصرية القادرة على حماية مقدرات الشعب الليبي  التصدي بصورة فعالة لتهديد الإرهاب ومقاصده الدموية التخريبية"، داعيا دول الجوار الليبي الى مرافقة الإخوة الليبيين ومساعدتهم على العبور بليبيا الى شاطئ الأمان و السلام خدمة لأمن المنطقة و السلم الدولي. 

وفي السياق، اعلن الممثل الاممي في ليبيا، ان "فجر ليبيا" لم يعد تنظيما ارهابيا، وانما يلعب دورا هاما في مواجهة داعش، مشيرا الى انه اضحى "يتقاسم هموم الليبيين في مواجهة التحديات الأمنية"،  معتبرا ان "بإمكانه الالتحاق بالجهود للحفاظ على سيادة ليبيا ومحاربة التنظيم الإرهابي" موضحا "من يعتبر فجر ليبيا تنظيم ارهابي تجاوزه الزمن".

وشارك في الاجتماع، قادة الاحزاب السياسية ونشطاء ليبيون، الى جانب حضور 7 شخصيات جديدة على غرار حزب الجبهة الوطنية وعيسى تويجر وزير التخطيط في اول حكومة ليبية بعد الثورة ليصل العدد الإجمالي  الى 30 شخصية من قادة ورؤساء الأحزاب والنشطاء الليبيين بحضور ممثل الأمين العام لأمم المتحدة برناردينو ليون وسفراء دول مثل تشاد والسودان.

 

أميرة. أ

من نفس القسم الوطن